وفاة القيادي في حماس عماد العلمي بعد أسابيع من إصابته بطلق ناري
العلمي يُعَد أول من مثّل حركة حماس في إيران وهو مهندس العلاقة معها ومع مليشيا حزب الله اللبنانية.
بعد أسابيع من إصابته في ظروف غامضة، توفي، اليوم الثلاثاء، القيادي البارز في حركة "حماس" المهندس عماد العلمي.
وكانت حماس قد أعلنت أوائل يناير/كانون الثاني الجاري إصابة العلمي بعيار ناري عرضي أثناء تفقده سلاحه الشخصي في منزله بغزة، لكن روايتين أخريين تحدثت أولاهما عن محاولة اغتيال، فيما قالت الأخرى إن القيادي الحمساوي تعرض لإطلاق نار من قبل مجهولين؛ ما ألقى بظلال من الشك حول الحادث الغامض.
العلمي، الذي شغل في السابق مواقع قيادية بارزة في حماس، من أبرزها توليه الملف الإعلامي وهندسة العلاقة مع إيران ومليشيا حزب الله اللبنانية، بات خارج القيادة الفعلية بعد الانتخابات الأخيرة لحركة حماس، وفق مصادر مطلعة.
وقالت المصادر لـ"بوابة العين": إن القيادي العلمي، لم يكن له موقع تنفيذي بعد أن اعتذر عن المشاركة في آخر انتخابات لحركة حماس، العام الماضي، ولكن بقي له مكانة كقيادي سابق.
ولد العلمي في مدينة غزة في فبراير/ شباط 1956، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس القطاع، وكان مقربا من زعيم حماس ومؤسسها أحمد ياسين، والذي نصحه بدراسة الهندسة المدنية في جامعة الإسكندرية بمصر، وهو ما تم فعلا.
والتحق العلمي بصفوف "الحركة الإسلامية" في سن مبكرة، وكان من الناشطين في العمل الإعلامي للحركة منذ تأسيسيها، واعتقلته قوات الاحتلال بعد 6 أشهر من انطلاقة الحركة وحُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة التنظيم والتحريض من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لحركة حماس.
واعتقل العملي في الانتفاضة الأولى لمدة سنتين من 1988 –وفي عام 1990 وأفرج عنه من سجون الاحتلال ليعود ويمارس نشاطه في إطار عمل حماس، ليعاد اعتقاله في يناير/كانون الأول من عام 1991م؛ ليبعد هذه المرة خارج فلسطين.
واصل العلمي نشاطه في إطار حركة حماس وتنقل بين عدة دول عربية، ويُعد أول من مثل الحركة في إيران، وهو مهندس العلاقة معها ومع مليشيا حزب الله، وتولى مسؤولية الملف الإعلامي.
وإثر الأحداث التي عصفت بالعالم العربي، غادر في عام 2012 سوريا إلى قطاع غزة ليستقر هناك بعد إبعاد دام 20 عاما.
وتولى العلمي خلال دورة المكتب السياسي السابق لحماس مسؤولية ملف القوى الوطنية والأجنحة العسكرية للفصائل، ولكنه خرج من القيادة الفعلية في آخر انتخابات.
وأصيب العلمي خلال الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة صيف 2014 في إحدى قدميه، وأدت الإصابة إلى بترها فاضطر للسفر إلى تركيا للعلاج وتركيب طرف صناعي هناك، ثم عاد إلى قطاع غزة في 27 مايو/أيار 2015.
وعانى العلمي، خلال الفترة الماضية، من عدة أمراض تدهورت على إثرها صحته، إلى أن جاء الإعلان عن إصابته في ظروف غامضة حتى الآن.