بالصور.. سيدة تكتشف شغفها بتصميم الجلود بعد الـ50
سحر البراموني تستعمل الجلود في تصميماتها اليدوية وذلك بعد رحلة اكتشاف للذات قادتها للتعرف على مهاراتها في هذا المجال الفني.
حين أكملت سحر البراموني 51 عاماً، كانت حفيدتها قد تخطت عاماً ونصف والتحقت بأحد مدارس رياض الأطفال ولم تعد تجالس الجدة، حينها شعرت الجدّة بفراغ شديد، وكان هذا الباب الذي عبر بها لاكتشاف موهبتها بعد كل هذه السنوات.
كانت سحر تعمل معلمة بيولوجي قبل توقفها عن ممارسة المهنة، دفعتها ابنتها لتعلم صناعة الحقائب والمنتجات من الجلود الطبيعية لتشغل وقتها، تعجبت الأم التي لم تكن لها علاقة بهذا المجال آنذاك، ولكنها تحت الضغط ذهبت وبدأت الورشة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي لتكتشف أنها قادرة على صنع أشياء مذهلة.
تقول سحر في حديثها لـ "بوابة العين": " حين انتهيت من منتجاتي الأولى بدأ من حولي يبدون إعجابهم الشديد بها فبدأت أشعر بجمال الرحلة والتحول الذاتي، كنت لا أعلم عمّا أصنعه شيئاً وحين تعلمت وتدربت أنتجت شيئاً جميلاً".
كانت الورشة الأولى التي حصلت عليها سحر تابعة للمجلس القومي للمرأة، وبها تم تزويد المشاركات بجلود وطلب منهن صنع منتجات معينة خلال فترة التدريب، بعد ذلك تعرفت سحر على عناصر الصناعة وأصبحت تعرف من أين تشتري الجلود، أنوعها واستخداماتها، وأصبحت قادرة على تحديد كل شيء وفقاً لطبيعة المنتج الذي تريد أن تصنعه، لم يعد الحصول على الخامات الأولى عقبة ولا أمراً عسيراً.
مصنوعات السيدة الخمسينية لا تعتمد فقط على تطويع الجلد وصنع الحقائب، وإنما تحب أن تضفي فنياتها الخاصة على حقائبها. تقول :"أرى أن حقيبة السيدات بشكل خاص لا بد أن تحمل جزءًا من شخصياتهن، حين تطلب إحداهن مني حقيبة أضع فيها جزءا من روحها، لذا أعتبر أن عملي يقوم بالأساس على ملكة التخيل ". أحياناً تستخدم سحر الرسومات البارزة على الجلد، وأحياناً أخرى تحفر عليه لتصنع أشكالاً بارزة.
تستخدم سحر وسائل أخرى لتنتج أشكالاً مختلفة مثل الحرق، استخدام اكسسوارات، أو الضغط على الجلود لمنحها درجات مختلفة. تقول: " جلد الحيوانات مثل جلد الإنسان تماماً حين تضغط عليه يصبح لونه قاتماً، ويجب أن تضغط بمادة خشبية حتى لا تغير لونه، بالضغط وحده يمكن عمل أشكال لا حصر لها".
تواجه سحر التكلفة المرتفعة لخامات الجلود بالصبر، تستعين بمساعدات مالية من زوجها ووالدها لتشجيعها حتى تستطيع أن تكون اقتصادها الخاص، تعلل ارتفاع أسعار الحقائب بارتفاع أسعار الخامات الشديد وبالجهد الزائد الذي تبذله في الإنتاج: "مصر هي البلد الثاني في العالم كمصدر للجلود ومع ذلك الأسعار في ارتفاع، فبعد أن كان "قدم الجلد" يعادل تسعة جنيهات فقط، أصبح خلال عام واحد بـخمسة وعشرين جنيهاً، لن يعرف أحد سبب ارتفاع تكلفة "الهاند ميد" إلا حين يجرّب ذلك".
تتحمل السيدة الخمسينية منذ بداية عملها في أكتوبر/تشرين أول الماضي الخسائر دون يأس، تكبدت نحو 16 ألف جنيهاً مصرياً وحتى الآن لم تستعد سوى ربع المبلغ. تقول: "أضع هامشاً بسيطاً للربح الآن حتى أتمكّن من الوصول إلى درجة الإتقان المطلوبة.. أتعلم أن أثمّن عملي بقيمته الصحيحة، وأيضاً لا زلت غير معروفة لكثيرين".
تعلمت سحر خلال رحلتها القصيرة في الصناعة أن تفرق بين الجلد "الجاموسي والجملي" الذي تكون مساحته كبيرة وسمكه عاليا، وبين جلود الحيوانات الصغيرة التي تمتاز بكونها رفيعة، وهناك من الجلود ما يمكن استخدام وجهيه، وهناك وجه واحد فقط.
تعلّق: "بعد كل هذه السنوات اكتشفت في نفسي ما لم أكن أعرفه، لذا أنصح من يعاني من الفراغ أن يتعلّم أشياء جديدة وسيعرف ما يحبه".
وتشارك سحر بمنتجاتها في معارض فنية للصناعات اليدوية كان آخرها معرض الحرف التراثية ببيت السناري التاريخي.