شهادة وفاة لساسة لبنان.. الراعي: قوى الانتفاضة "هي الحل"
جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي رفضه أن يكون لبنان منصة للحرب والنزاع والسلاح، معولا على مجموعات الانتفاضة للتغيير في بلاده.
ودعا الراعي الدول الشقيقة لمساعدة الشعب اللبناني قبلَ فواتِ الأوان، مؤكدا قدرة مجموعات الانتفاضة الشعبية على إحداث التغيير في لبنان وليس السلطة الحالية العاجزة عن تأليف الحكومة.
وخلال عظة الأحد، قال البطريرك الماروني: "لو أدركت الجماعة السياسية عندنا رسالة لبنان وقيمتها في الأسرتين العربية والدولية.. ولو أدركوا خصوصيته وهويته لحافظوا عليه وقطعوا الطريق عن الساعين إلى تشويهه".
ووجه تحية إلى ما وصفها "القوى الجديدة المنتفضة على المحاصصة والفساد والمحسوبيات والخيارات الخاطئة والتقصير في تحمل المسؤوليّة".
وطالب هذه القوى الجديدة إلى "بناء لبنان" - في إشارة منه إلى المجموعات التي انبثقت عن الانتفاضة الشعبية - مقللا من الجماعة السياسية التقليدية غير القادرة على تأليف حكومة أو تأمين دواء ورغيف وكهرباء ومحروقات.
وعن الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيون قال: "نعرف الصعوبات ونقدرها، غير أن هناكَ جزءًا من الأزمةِ مفتعَل بسببِ الجشع والاحتكار".
وأشار إلى أن الوقت قد حان لترشيد الدعمِ عن المواد الغذائية والاستهلاكية من دون المس بالاحتياطي الأجنب في مصرف لبنان.
وقال: "لابد من عدم المساس بمالُ المودعين، خصوصًا مالُ الطبقتَين الوسطى والفقيرة لأنَّ الباقين حوّلوا أموالهم إلى الخارج، على ما يبدو.".
وشدد على أنه "من واجبات الأجهزة الأمنية والقضائية ومؤسسات الرقابة، القيام بوقف الاحتكار، وإغلاق معابر التهريب".
وتساءل: ما هذا التقصير العام؟ هل أضربت جميع مؤسسات الدولة؟ أنحن أمام دولة متواطئة بكاملها على شعبها بكامله؟
وعن ربط الدول تقديم المساعدة إلى لبنان بتأليف حكومة قال البطريرك: "إنّنا من الناحية الإنسانيّة، إذ نَتفَّهمُ الموقفَ السياسيَّ للدولِ الشقيقة والصديقةِ التي تَربُطُ مساعدةَ دولةِ لبنان بتأليفِ حكومةٍ تقوم بإصلاحاتٍ جِديّة، فإن الوضعَ المأسَوي الذي بَلغه الشعبُ يدفعنا لنستحثّ هذه الدول على المساعدةِ قبلَ فواتِ الأوان".
وتابع: "الشعبُ بريء من دولتِه، ومن خياراتِها، ومن حكومتِه، ومن الجماعةِ السياسية عموما.. إن شعب لبنان يستحق المساعدة لأنه يستحق الحياة وأنتم تعرفون".
وجدد الراعي التأكيد على دعوته لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، قائلا: "أمّا من الناحية الوطنيّة، ليس لنا مخرجًا من أزماتنا السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والمعيشيّة إلّا بعقد مؤتمر دوليّ خاص بلبنان، برعاية منظّمة الأمم المتّحدة، غايته تطبيق قرارات مجلس الأمن بكاملها، استكمالًا لتطبيق وثيقة الوفاق الوطنيّ الصادرة عن مؤتمر الطائف (1989) بكامل نصّها وبروحها وإعلان حياد لبنان".
واعتبر أن هذا المؤتمر سيعيد لبنان إلى لعب دوره كوسيط سلام واستقرار وحوار في بيئته العربيّة، وكمدافع عن القضايا العربية المشتركة، فلا يكون منصة للحرب والنزاع والسلاح، وإيجاد حلّ لنصف مليون لاجئ فلسطيني على أرضه، والسعي الجدّي لعودة النازحين السوريّين المليون ونصف المليون إلى وطنهم.
حديث الراعي يأتي في وقت يعاني فيه الشعب اللبناني من أزمات اقتصادية – اجتماعية فيما لا تزال السلطة عاجزة عن تأليف حكومة نتيجة السباق على الحصص الوزارية ما يزيد الوضع تفاقما بينما لا تزال الدول تربط مساعداتها للبنان بتشكيلها وتنفيذ الإصلاحات.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز