من الليرة إلى عون والحريري.. لبنانيون يبحثون أزماتهم على كلوب هاوس
تطبيق "كلوب هاوس" بات الآن ساحة حوار مهمة للعديد من اللبنانيين، وعبر غرف التطبيق الصوتية تركز المناقشات على الانهيار الاقتصادي للبلاد.
فقد وجد اللبنانيون، كما غيرهم في دول العالم، متنفساً لأسئلة عدة تشغل بالهم، عبر التطبيق، مثل ما هو سعر صرف الليرة التي تدهورت قيمتها أمام الدولار وكم ارتفعت أسعار المواد الغذائية والبضائع؟ وما هي آخر تطورات تشكيل الحكومة؟ كيف بإمكاننا الخروج من المأزق؟
واعتاد اللبنانيون متابعة حروب التعليقات الضروسة التي يخوضها مناصرو الأحزاب التقليدية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن على تطبيق "كلوب هاوس"، يجد مستخدموه مساحة لحوارات أكثر هدوءاً بعيداً عن استقطاب لطالما طبع الحياة السياسية في البلاد.
وقال تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، تتركز الحوارات الصوتية في مضمونها على الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد مروراً بأداء الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وكيفية التخلص منها إلى قضايا عدة أخرى.
وتقول الصحفية الناشطة على "كلوب هاوس" بولا نوفل (25 عاماً) إن التطبيق "ساعد الأشخاص ذوي الخلفيات السياسية المتناقضة على فهم وجهة نظر بعضهم البعض"، إذ أتاح لهم فرصة "للإصغاء بخلاف تطبيقي تويتر وأنستقرام"، حيث يبقى التفاعل المباشر بين المستخدمين محدوداً.
ومنذ إطلاقه قبل عام، ورغم أن استخدامه محصور على هواتف "آيفون"، راج صيت التطبيق بشكل كبير.
وساهمت إجراءات الإغلاق بمواجهة فيروس كورونا من سرعة انتشاره بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
- سقوط مدوٍّ لاقتصاد لبنان.. الدولار على حافة 15 ألف ليرة
- لبنان في مفترق طرق.. تقليص الدعم أو نفاد الاحتياطي الأجنبي
- مفاجأة "كلوب هاوس" لصناع المحتوى على منصته
وفي لبنان، يُعد التطبيق بمثابة خدمة من الدرجة الأولى، إذ يستطيع مالكو هواتف "آيفون" فقط استخدامه. ويعادل سعر الجهاز اليوم أكثر من عشر مرات قيمة الحد الأدنى للأجور البالغ 675 ألف ليرة (نحو 60 دولاراً بحسب سعر صرف السوق).
وتحمل إحدى غرف النقاش عنوان "لا أحد سيأتي لإنقاذنا"، وثانية "بين عون والحريري: مع أو ضد"، في إشارة إلى الخلاف المستمر منذ أشهر بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حول تشكيل الحكومة المقبلة.
ولا تعدّ إدارة غرفة نقاش على التطبيق أمراً سهلاً، إذ يقع على عاتق مدير الجلسة تحديد مسار الحوار، ما يمكن القبول به أو رفضه وقد يضطر أحياناً إلى إخراج أي مثير للمشاكل من الجلسة.
لكن في لبنان، لا تشهد غرف النقاش بشكل عام حوارات حادة، وإن اختلفت فيها الآراء.
ويقول علي فواز، الذي يدير موقع "ذي رايت ووردز" (الكلمات الصحيحة)، إن تطبيق "كلوب هاوس ظهر فجأة وفي الوقت المثالي، حيث كان الجميع في لبنان يتوق للتواصل والحوار".
وأتاح التطبيق لفواز، كما يشرح، إمكانية قليلة الحدوث للتواصل مع سياسيين بينهم وزير سابق وشخصيات عامة عادة ما يحلون ضيوفاً على برامج تلفزيونية يجيبون خلالها على أسئلة محاوريهم التقليدية.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز