سياسيون لبنانيون: الحريري الأوفر حظا لرئاسة الحكومة رغم اعتذاره
الخبراء والسياسيون اللبنانيون أكدوا أن جلسة الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة، لا تزال على موعدها الخميس
أكد خبراء وسياسيون لبنانيون أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لا يزال المرشح الأوفر والأكثر حظا لرئاسة الوزراء، رغم اعتذاره مجددا".
- اعتذار الحريري يقلب الموازين ويزيد غموض استشارات الحكومة
- الحريري يجدد رفضه تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة
وأشار الخبراء والكتل اللبنانية لـ"العين الإخبارية" إلى أن جلسة الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها الرئيس اللبناني ميشال عون لاختيار رئيس للحكومة، لا تزال على موعدها الخميس حتى الآن، وأنه لا نية لتأجيلها للمرة الثالثة.
وفيما أعلنت كتل نيابية عقد اجتماعات لحسم موقفها من الملف الحكومي ومن تسمية رئيس الحكومة أبرزها كتلة اللقاء الديمقراطي، أكدت كتل نيابية لبنانية أخرى حسم التسمية باتجاه نواف سلام، وأبرزها تكتل حزب الكتائب، كما لم يبد حزب القوات اللبنانية أي تحفظ على تسمية "سلام"، وذلك في حال اعتذر الحريري عن التكليف.
ومن المقرر أن تعقد كتلة المستقبل النيابية، صباح الخميس، اجتماعا برئاسة الحريري، في "بيت الوسط" قبل إجراء الاستشارات النيابية من أجل التشاور وإعلان موقفها، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
لا أجواء للتأجيل
وقال عضو كتلة "الجمهورية القوية" (الكتلة اللبنانية النيابية لحزب القوات التي تضم 15 نائبا) النائب بيار بوعاصي لـ"العين الإخبارية"، إنه "لا أجواء لتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة غدا الخميس، حتى الآن".
وأكد بوعاصي أن "الحريري هو المرشح الأول لرئاسة الحكومة حتى الآن"، مستبعدا في الوقت ذاته دخول أسماء مرشحين آخرين على الخط في الساعات الأخيرة ضد الحريري، تسمح بحصولهم على الأكثرية النيابية لرئاسة الحكومة".
وحول دعم بعض القوى السياسية للسفير نواف سلام رئيسا للحكومة اللبنانية الجديدة، قال بوعاصي: "لا يوجد تحفظ لدى القوات اللبنانية على اسم سلام، لكن يجب أن تكون التسمية في إطار الدعم والترشيح من رئاسة الوزراء كمرجع أساسي".
وكان الوزير الممثل عن حزب القوات اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريشار قيومجيان قد أكد في حيث سابق لـ"العين الإخبارية" أن "الحريري هو الاسم الأكثر تداولا حتى اللحظة لرئاسة الحكومة الجديدة.
وقال إن أسهم تشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصين ترتفع يوما بعد يوم، خاصة عقب إعلان رئيس التيار الوطني عدم المشاركة في الوزارة المقبلة".
يشار إلى أن رئيس التيار الوطني اللبناني الحر جبران باسيل، قد أعلن مؤخرا أنه سينتقل وتكتله إلى صفوف المعارضة البناءة.
وقال باسيل في مؤتمر صحفي مؤخرا عقب اجتماع "تكتل لبنان القوي": "إذا أصر الحريري على (أنا أو لا أحد) وأصر (حزب الله) و(حركة أمل) على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، فنحن كتيار وطني حر، وكتكتل لبنان القوي، لا يهمنا أن نشارك بهذه حكومة؛ لأن مصيرها الفشل حتما".
حسم ملف الحكومة
وبدوره، قال رامي الريس مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني لـ"العين الإخبارية" إن "الحديث يدور في الأروقة السياسية حول تأجيل ثالث للاستشارات النيابية الملزمة، لكن حتى اللحظة فإن سعد الحريري هو المرشح الأقوى لرئاسة الحكومة، إلا إذا حدث خلط أوراق في الساعات القليلة المقبلة".
وأكد الريس إجراء كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعا، مساء الأربعاء، لحسم الموقف من الملف الحكومي، والنقاش أيضا حول اسم السفير نواف سلام.
وحول تعويل البعض على زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ديفيد هيل، الأربعاء، إلى لبنان؛ لحلحلة الملف الحكومي، أكد مستشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن "الزيارة لا تخرج عن إطار التواصل الدائم بين لبنان والولايات المتحدة، ومن الصعب استباق الزيارة وتقدير نتائجها قبل حصولها".
الأصوات للحريري لن تتعدى الـ60
وفي تقديره، قال الدكتور محمد سعيد الرز الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني في حديث لـ"العين الإخبارية" إنه ما لم تتأجل الاستشارات النيابية المقررة الخميس، فإن سعد الحريري سيحصل على أكثرية نيابية هزيلة لرئاسة الحكومة الجديدة، حيث سيحصل على جملة أصوات ما بين57-60 صوتا من جملة أعضاء المجلس وعددهم 128 نائبا.
"الرز" أكد أن الحريري سوف يواجه أزمة كبيرة في تأليف الحكومة الجديدة، متوقعا أن تستغرق عملية التأليف نحو 3 أشهر.
وأكد المحلل السياسي أن "الحريري في حال استمراره في عملية التكليف والتأليف فإنه سيعمل على استخدام ورقة الحراك الشعبي من أجل تشكيل حكومة خبراء بعيدة عن الحزبيين".
توزيع الكتل النيابية
وحول توزيع أصوات الكتل النيابية في جلسة الاستشارات النيابية، قال الرز: "في حال عدم اعتذار الحريري عن التكليف، فإنه سيحصل على أصوات تياره المستقبل (18 نائبا)، إضافة إلى أصوات (حزب الله وحركة أمل) نحو 30 نائبا، فضلا عن كتلة الوسط بينهم رئيس الحكومة الأسبق النائب نجيب ميقاتي (4 نواب)، وأصوات نواب آخرين مستقلين".
وأردف الرز: "وفقا للمعطيات والمعلومات حتى الآن، فإن الكتل النيابية التي لن تسمي الحريري في جلسة الاستشارات غدا هي: تكتل لبنان القوي (27 نائبا)، وكتلة الجمهورية القوية (القوات ويشمل 15 نائبا)، وكتلة حزب الكتائب، فضلا عن اللقاء التشاوري (5 نواب)".
وردا على سيناريو إعلان سعد الحريري اعتذاره عن التكليف في الساعات المقبلة قبل جلسة الاستشارات، أجاب: "الاعتذار سيدفع رئيس الجمهورية ربما إلى تأجيل الاستشارات حتى الإثنين المقبل، على أن يتم البحث عن بديل من بين عدد من المرشحين أبرزهم نواف سلام سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة، المرفوض من حزب الله، وهناك أيضا النائب فؤاد مخزومي المقبول من الشارع، وأيضا من الثنائي الشيعي، فضلا عن السفير السابق خليل مكاوي، والدكتور محمد نديم الجسر.
وألمح "الرز" بأن زيارة النائب مخزومي اليوم لمفتي الجمهورية تحمل دلالة لاسيما مع إعلان مخزومي أن المفتي لا يفضل ترشيح أحد على آخر، وأن سمير الخطيب حينما تحدث عن دعم مفتي الجمهورية لسعد الحريري فإنه كان يتحدث باسمه وليس باسم المفتي.
وقال رئيس "حزب الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي عقب لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى: لن نرشح أي اسم متورط بمنظومة الفساد مع دعمنا لحامل أي برنامج ينقذ اللبنانيين من هذه الأزمة.
ودخلت الاحتجاجات اللبنانية شهرها الثاني، وسط إصرار شديد على الاستمرار حتى تحقيق المطالب المتمثلة في تشكيل حكومة خبراء، وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد، وسط تجاهل من الطبقة السياسية الحاكمة.
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، قدّم الحريري استقالته، ولا تزال المشاورات جارية لتكليف رئيس حكومة جديد بتشكيل حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) تباشر عملها على الفور، لتتمكن من التصدي للمشكلات الاقتصادية والمالية العالقة.
aXA6IDUyLjE0LjExMC4xNzEg جزيرة ام اند امز