انتهاء أزمة لبنان بلقاء مصالحة بعد تراجع حزب الله
مصادر تقول إن رئيسي الجمهورية والحكومة كانا مصرين على التوصل لحل قبل عطلة عيد الأضحى، ودفعا بقوة لتحقيق ذلك.
طويت صفحة الأزمة اللبنانية المستمرة منذ أربعين يوماً على خلفية حادثة الجبل التي أدت إلى تعطيل الحكومة بلقاء مصارحة ومصالحة عقد في قصر رئاسة الجمهورية.
لقاء المصالحة ضم الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وطرفي النزاع الأساسيين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس "حزب اللقاء الديمقراطي" النائب طلال أرسلان.
- ضرب "الطائف".. مهمة على أجندة حلفاء حزب الله في لبنان
- رؤساء حكومات لبنان في السعودية.. تحصين اتفاق الطائف ومواجهة أطماع إيران
وجاء اللقاء الخماسي تتويجاً للاتصالات واللقاءات التي عقدت خلال الساعات الأخيرة التي دفع باتجاهها نبيه بري، بدعم من حزب الله بعد فشل الاقتراحات والمحاولات السابقة التي قادها مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
ويمهد اللقاء لعقد جلسة حكومية، السبت المقبل، قبل سفر الحريري إلى السعودية ثم الولايات المتحدة أو تأجيلها إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك.
ووقعت حادثة الجبل الدرزية نهاية يونيو/حزيران الماضي بين "الاشتراكي" والديمقراطي" على خلفية زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى منطقة الشوف، حيث لقى رفضاً واسعاً من مناصري "الاشتراكي"، ومواجهة مع مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب (المحسوب على الديمقراطي) مما أدى إلى سقوط قتيلين.
وإثر الحادثة تفاقم الوضع السياسي في لبنان بعدما تمسك حزب الله والتيار الوطني الحر و"الديمقراطي" بإحالة القضية إلى المجلس العدلي المعروف بأحكامه المبرمة، وهو ما رفضه الحريري وجنبلاط، وأدى بالتالي لعدم انعقاد الحكومة منذ خمسة أسابيع.
وربطت مصادر نيابية لبنانية في تصريحها لـ"العين الاخبارية" التوصل للحل، بعد تصلب مواقف الطرفين، بتدخل الولايات المتحدة والرسائل الدولية المحذرة التي وصلت لبنان بجانب تراجع حزب الله الذي كان داعم أرسلان في معركته عن موقفه التصعيدي وقول نائب أمينه العام نعيم قاسم إن حادثة البساتين ليست إقليمية أو دولية ويجب حلها داخلياً.
نعرات طائفية
وأكدت مصادر مطلعة على اللقاءات لـ"العين الاخبارية" أن رئيسي الجمهورية والحكومة كانا مصرين على التوصل لحل قبل عطلة عيد الأضحى، ودفعا بقوة لتحقيق ذلك بجانب مسؤولين لبنانيين باتوا على يقين أن استمرار الأزمة لن يكون في صالح أحد.
وأكدت السفارة الأمريكية دعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي، مشددة على أن أي محاولة لاستغلال الحادث المأساوي الذي وقع في الجبل بهدف تعزيز أهداف سياسية يجب رفضها.
وأضاف البيان: "لقد عبَّرت الولايات المتحدة بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية".
وترى مصادر أن التوجه بات لإسقاط مطلب الإحالة للمجلس العدلي، وهو المطلب الذي لطالما تمسك به حزب الله وترك القضية للقضاء بعدما باتت في عهدة المحكمة العسكرية وعقد جلسة الحكومة، استكمالاً لجدول أعمال الجلسة التي رفعت قبل أن تبدأ بعد أيام على الحادثة في الثاني من يوليو/تموز.
ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن الاجتماع بداية لصفحة جديدة، ووصفه رئيس البرلمان نبيه بري بالإنجاز، ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه "مرتاح لأجواء اللقاء".
وفِي بيان مقتضب أعلن الحريري عن جلسة للحكومة قبل ظهر غداً السبت، وقال إن المجتمعين استنكروا الحادثة المؤسفة التي سقط نتيجتها ضحيتان وعدد من الجرحى، والتي باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استناداً إلى القوانين والأنظمة المرعية الإجراء. وفي ضوء نتائج التحقيقات، يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز