لبنان يغرق.. الأمطار الغزيرة تحول الشوارع إلى أنهار
مياه الأمطار تصل لمكاتب مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكذلك في صالتي الوصول والمغادرة، كما دخل فيضان مياه أرجاء مبنى وزارة العمل
تحولت طرقات بعض المناطق اللبنانية إلى أنهار، نتيجة العاصفة التي ضربت البلاد، وأدت إلى تساقط كميات كبيرة من الأمطار.
وتصدر هاشتاق "#لبنان_يغرق" وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر اللبنانيون عن معاناتهم على الطرقات، فيما عمد بعضهم لتحويل الأمر إلى نكات.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يؤدي فيها تساقط الأمطار إلى مثل هذا المشهد، بل بات اللبنانيون معتادين عليه سنوياً، ورغم ذلك لم ينتبه المسؤولون والجهات المعنية ولم يستعدوا لهذا الموسم بتنظيف المصارف، نتيجة لجوء المؤسسات لرمي النفايات عشوائياً بعيداً عن أي مراقبة أو محاسبة.
من جانبه، قال يوسف فنيانوس وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال: "لا أتهرب من المسؤولية، ووضعنا ما حصل بتصرف النيابة العامة التمييزية"، مشيراً إلى أن "هناك صعوبة لصرف الاعتمادات، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد".
وقال "فنيانوس" خلال مؤتمر صحفي، الإثنين: "أتفهم معاناة الناس، ونتابع فوراً عمليات إغلاق الطرقات جراء السيول، ولكن هناك صعوبة في صرف الاعتمادات، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد".
وأضاف: "أقدم الدعم الكامل لكل المناطق الواقعة في المأزق، وأتابع لحظة بلحظة ما يحدث، وفرق الطوارئ موجودة، ولا أتنصل من المسؤولية".
وتابع "فنيانوس": "وضعنا ما حصل في منطقة الخلدة الناعمة بتصرف النيابة العامة التمييزية ليتحمل الكل مسؤوليته".
وقال: "المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس وصيدا لا تدخل ضمن نطاق عمل وزارة الأشغال، والاعتمادات متوفرة بالفعل لكن لا يمكننا صرفها بسبب الأزمة الحالية".
وكشف "فنيانوس": "البنى التحتية لا تستوعب كمية الأمطار منذ 50 سنة، والكثافة السكانية التي حصلت في الآونة الأخيرة فاقمت المشكلة"، مشددا على ضرورة أن يتحمل المواطنين المسؤولية أيضاً.
واختصرت الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المشهد في لبنان الذي غرق بمياه الأمطار، واستنفرت فرق من الدفاع المدني لمساعدة المواطنين.
ووصلت مياه الأمطار إلى مكاتب عدة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وكذلك في صالتي الوصول والمغادرة، كما انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيضان المياه في أرجاء مبنى وزارة العمل.
وغمرت مياه الأمطار نفق الـ"كوستا برافا"، عند مدخل بيروت من جهة الجنوب، وعلق المواطنون في سياراتهم، منهم الأطفال وتلاميذ مدارس وكبار السن، حيث ناشد العالقون الجهات المعنية العمل على فتح الطريق.
وتكرر المشهد نفسه في نفق المطار بالاتجاهين بين بيروت والجنوب، ما أدى إلى أزمة مرورية خانقة، وعمدت بعض المدارس إلى إبقاء تلاميذها داخلها حتى وقت متأخر.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن الأمطار الغزيرة والسيول أغرقت منطقة الجناح - السان سيمون (عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت)، حيث تحولت الطرق إلى بحيرات من المياه، ودخلت السيول إلى المنازل والمحال التجارية، وأغرقت السيارات بالكامل، كما اختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي التي فاضت عبر المجاري التي لم تعد تستوعب الكم الهائل من كميات المياه.
وقام سكان المنطقة بمبادرات شخصية بفتح بعض المجاري لتصريف المياه وسط مناشدات لبلدية المنطقة للتدخل.
وتداول رواد مواقع التواصل صوراً لمواطنين في المنطقة، يجتازون الطريق مستخدمين ألواح التزلج المائي، بعدما تعذر عليهم التنقل مشياً خوفاً من أن تغمرهم المياه.
وفي محيط المنطقة نفسها انتشر فيديو لامرأة جرفتها المياه، ونجح المواطنون في إنقاذها، فيما غرقت مشاريع سكنية بالمياه في منطقة بشامون بجبل لبنان.
واجتاح هاشتاق "#لبنان_يغرق" مواقع التواصل، وتفاعل معه عدد كبير من اللبنانيين، وغرد المواطن علي نصرالله قائلاً: "في نفق الكوستا برافا غرقت سيارة أجرة بالمياه، وصاحبها رجل كبير في السن، وأتى شاب وألبسه معطفه.. موقف إنساني جميل يا ليت السياسيون يتعظون منه".
وكتبت منال زعيتر: "ابنتي تبلغ 3 سنوات من العمر محجوزة في باص المدرسة منذ ساعة بسبب الدولة".
وتساءلت حياة غريزي قائلة: "لا يستحون؟. كيف يسمون أنفسهم مسؤولين وحكام في بلد تغرق طرقاته عندما تسقط الأمطار؟.. كانوا ينزعجون عندما يقفل المتظاهرون الطرقات لأنهم لا يريدون شل البلاد.. دائماً الشعب يدفع الثمن".
وكتبت رنا خباز قائلة: "لبنان يغرق بالفساد.. بالمياه.. لكن لا شيء مستعجل، والاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة يمكن تأجيلها أسابيع".
ولم تخلُ تعليقات اللبنانيين من التهكم والسخرية، فانتشرت نكات تقول: "التحكم المروري: جميع مداخل وشوارع العاصمة بيروت سالكة للسفن والبواخر وكمية المياه كافية للإبحار".
وكتب هشام تعليقاً مرفقاً بصورة سيارة تتدفق عليها المياه، قائلاً: "السيارة تستحم في الشارع لا لبنان لا يغرق".