خطة ترامب للسلام.. خبراء يقللون من تأثيرها على لبنان
خبراء يؤكدون أن لبنان بمنأى عن تداعيات الخطة، لأنها لن تتحول لمسار عملي ما لم يرض الجانب الفلسطيني بمنطلقاتها ومضمونها
قلل خبراء وبرلمانيون لبنانيون من تأثير الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" على الداخل اللبناني.
وقال الخبراء إن لبنان بمنأى عن تداعيات الخطة، لأنها مجرد حبر على ورق، بسبب رفض الجانب الفلسطيني لها، وأنها لن تتحول لمسار عملي ما لم يرض الجانب الفلسطيني بمنطلقاتها ومضمونها.
ودعا الخبراء اللبنانيون إلى التوحد لإحباط مخططات توطين الفلسطينيين في لبنان، والمقدر بنحو 400 ألف شخص، والتمسك بحل مشرف لهم لعودتهم الآمنة إلى دولة فلسطينية.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط.
وقال ترامب إن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة، وإنها تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وتكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
وأضاف ترامب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أخبره بموافقته على خوض مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات جزءا من إسرائيل".
وذكر الرئيس الأمريكي أن خطته ستحقق الازدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق تلك الخطة -حسب ترامب- أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين خلال عام واحد.
فيما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الفلسطينيين خطة السلام الأمريكية، مؤكدا أنها لن تمر وسوف تذهب على يد الشعب الفلسطيني إلى زوال.
الصفقة حبر على ورق
ريشار داغر المحلل السياسي اللبناني والخبير الاستراتيجي قال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إنه "لا توجد تداعيات عملية محتملة على الداخل اللبناني عقب إعلان الخطة، حيث إنها لا تزال مشروعا، ولن تتحول لمسار عملي ما لم يرض الجانب الفلسطيني".
وأكد داغر أن "الصفقة مجرد حبر على ورق في ظل الرفض الفلسطيني الرسمي لها، ولا يمكن الحديث عن تداعيات عملية على الساحة اللبنانية، تتجاوز الموقف الرسمي الرافض للصفقة".
واعتبر الخبير الاستراتيجي أن "لبنان من أكثر المعنيين على مدار التاريخ بالقضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني العربي، وبالحلول التي تطرح لحل الصراع، وأكثر من سيتأثرون في حال التطبيق العملي لخطة ترامب".
وأوضح داغر أن "هناك نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان، والموقف الرسمي اللبناني يتمسك بعودتهم الآمنة والحرة إلى دولة فلسطينية من أجل تخفيف العبء الذي يمثلونه، وإيجاد حل مشرف لهم".
وحول الموقف العربي من المخطط الأمريكي، قال إن "الموقف العربي العام هو تريث وانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع وما ينتج من تطورات في الصفقة، لاسيما وأن الجانب الأمريكي أعطى مهلة 4 سنوات لدراسة المشروع وإبداء المقترحات".
وتابع: "نحن أمام مرحلة طويلة تعطي هامشا واسعا لكل الأطراف التعامل بهدوء وتروٍّ بانتظار التطورات".
لبنان بمنأى عن تداعيات الخطة
من جهته، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون ابي رميا في حديثه لقناة "أو تي في" اللبنانية، أن "صفقة القرن ولدت ميتة بسبب رفض الجانب الفلسطيني لها، لذلك فإن لبنان بمنأى عن تداعياتها حتى الآن".
وأردف: "لبنان سيبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي عبّر على لسان رئيسه رفضه لصفقة القرن".
وكان وزير الخارجية اللبناني ناصف حتي قد أكد في تصريحات صحفية، الأربعاء، "أنه لا سلام في المنطقة دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف وزير الخارجية أن "إسرائيل هي من تقوم بتقويض عملية السلام في المنطقة".
التوحد رفضا للتوطين
ودعا النائب المستقل شامل روكز، عبر حسابه على "تويتر" الشعب اللبناني إلى التوحد رفضا للتوطين وعدم الخضوع للابتزاز بالوضع الاقتصادي لتمرير الخطة الأمريكية، بحسب تغريدة له عبر حسابه على تويتر.
وأضاف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ عبر حسابه على "تويتر" أن "صفقة القرن كما يطرحها الرئيس الأمريكي القادم من عالم المال والأعمال، هي للأسف أشبه بمشروع تطوير عقاري بحجم وطن، لا يعير اهتماما لذاكرة الشعب الفلسطيني".
وأكد عضو كتلة اللّقاء التشاوري النائب عبدالرحيم مراد أن "أي اتفاق أو صفقة لا تنطلق من احترام حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين هو اتفاق مزور".
وعمّ إضراب شامل قطاع غزة، الأربعاء، فيما انطلقت مظاهرات شبابية وطلابية، تنديدا بالرؤية الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها، في حين حوّل طلاب غالبية المدارس يومهم الدراسي إلى مظاهرات، منددة بخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.