لبنان يواجه أزمة غير مسبوقة.. الدعم العاجل أو الانهيار
يواجه لبنان أزمة اقتصادية "غير مسبوقة"، فهو يحتاج إلى مساعدات خارجية عاجلة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية في تاريخ البلاد
يواجه لبنان أزمة اقتصادية "غير مسبوقة"، فهو يحتاج إلى مساعدات خارجية عاجلة لتفادي أسوأ العواقب الاجتماعية في تاريخ البلاد، وفقا لما أكدته مجموعة الأزمات الدولية.
ويشهد لبنان أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، يتزامن مع شحّ الدولار وفقدان العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها، عدا عن ارتفاع معدل التضخم، ما جعل قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.
- رد قاس من سوناطراك على اتهامات الوقود المغشوش في لبنان
- بالأرقام.. طلبات المساعدة تفوق طاقة جمعيات الخير في لبنان
وقالت المجموعة في تقرير، الإثنين، إن لبنان يحتاج مساعدة دولية ملحّة للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يشهده منذ أشهر، شرط أن تكون مقرونة بتبني السلطات إصلاحات ضرورية ما زالت تتجاهلها.
ودفعت الأزمة مئات آلاف اللبنانيين للخروج إلى الشارع منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة.
وتخلّف لبنان في مارس/ آذار عن تسديد ديونه الخارجية، للمرة الأولى في تاريخه.
وأقرّت الحكومة نهاية أبريل/ نيسان خطة اصلاح اقتصادية، طلب لبنان على أساسها مساعدة من صندوق النقد الدولي. ويعقد مسؤولون من الطرفين اجتماعات متلاحقة منذ الشهر الماضي.
وللحصول "على تمويل جديد" وتجنب الأسوأ، يتوجّب على لبنان، وفق التقرير، "تسريع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشكل عاجل" إذ يمكن للمساعدة التي يقدمها أن تمهّد الطريق أمام مساعدات من جهات مانحة أخرى.
ويأمل لبنان الحصول على دعم دولي يقدّر بأكثر من 20 مليار دولار للخروج من أزمته، بينها 11 مليار أقرها مؤتمر سيدر في باريس عام 2018 مشترطاً اجراء إصلاحات لم تبصر النور.
وتابع التقرير "إلى حين توفر دعم دولي أكبر، قد تحتاج الجهات المانحة الخارجية إلى زيادة مساعداتها الإنسانية لمساعدة اللبنانيين الأكثر تأثراً بالأزمة".
ووجد عشرات الآلاف من اللبنانيين أنفسهم خلال الأشهر الأخيرة يخسرون وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم. وبحسب احصاءات رسمية، ارتفع معدل البطالة إلى أكثر من 35%.
ونبّه المركز البحثي في تقريره إلى أنّه على الجهات المانحة في المقابل أن "تركز على الجهود الهادفة إلى استئصال الفساد والمحسوبية"، مذكراً بأنّه "للحصول على دعم المانحين الدوليين، اعتادت الحكومات اللبنانية البدء بإصلاحات مؤسسية، إلا أنها لم تجعلها ملموسة قط".
ويتعيّن على الحكومات المقبلة إجراء إصلاحات فعليّة "لإعادة النظام المالي والاقتصادي إلى الوضع السليم".
ويمكن لأي "تغيير بنيوي مماثل أن يضع حداً للنموذج السياسي، حيث تعمل التكتلات الفاسدة والتي تخدم ذاتها، على الاستيلاء على موارد الدولة والممتلكات العامة وإعادة توزيعها"، وفق المصدر ذاته.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن قدرة الطبقة السياسية على الإشراف على هذا التحول هي "موضع شكّ كبير"، كونه "يسحب البساط من تحت أقدامها".
وأضافت "من الصعب جداً تصوّر أنهم سيفعلون ذلك ما لم يجد اللبنانيون الذين خرجوا إلى الشوارع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019 أساليب لممارسة ضغط مستمر على المؤسسات السياسية في البلاد".