بعد 9 أيام على الاستقالة.. الحريري يخرس المرجفين
كما كانت استقالته قبل 9 أيام مدوية، جاء كشف رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري للحقائق مدويا ومسكتا لألسنة المرجفين الذين سعوا لترديد الأكاذيب.
كما كانت استقالته قبل 9 أيام وتحديدا في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري مدوية، جاء كشف رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري للحقائق مدويا ومسكتا لألسنة المرجفين الذين سعوا لترديد أكاذيب من قبيل "الإقامة الجبرية" و"الإجبار على الاستقالة" وغيرها من الشائعات التي لا تتسق مع منطق أو واقع.
قالها سعد الحريري وعبر قناة المستقبل اللبنانية، في حوار مع الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان، اليوم الأحد، صريحة لا تحتمل التأويل: "أستطيع السفر من السعودية متى شئت".. "سأعود إلى لبنان قريبا جدا".. "استقالتي جاءت لمصلحة لبنان".
رسالة إلى اللبنانيين
خاطب الحريري اللبنانيين بقلب مفتوح وطمأنهم بالقول: "قدمت استقالتي حتى تحصل صحوة في لبنان"، ولم يغفل أن يشكر كل شعب لبنان الذي طالب بعودته، مشيرا إلى أن كل ما قام به في الآونة الأخيرة كان على حساب مصلحته السياسية.
لم يتخل الحريري عن ثوابت لبنان والعروبة، مؤكدا أن مصلحة لبنان العليا لا تعني تخريب علاقات بلاده مع دول العالم، ومحذرا في الوقت نفسه من أن يلعب حزب في لبنان دورا خارجيا، في إشارة إلى تغول حزب الله واستخدامه أداة إيرانية للتدخلات في المنطقة، لا سيما سوريا والعراق واليمن، مشددا على أن وجود حزب الله في اليمن "غير طبيعي".
الأوضاع الإقليمية
وتطرق الحريري إلى الأوضاع الإقليمية، مؤكدا أن ما يحصل إقليميا خطير على لبنان، وأن هناك فريقا في لبنان يحاول ضرب الاستقرار الخليجي، في الوقت الذي يعمل فيه نحو 400 ألف لبناني في دول الخليج.
وعاد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل للتأكيد أنه ورغم إعلان استقالته لن يسمح بأن يشن أي طرف حربا على لبنان، فمن الضروري أن "تنجح التسوية ويجب النأي بالنفس لإنجاحها"، وحذر من أنه "سيتضرر اللبنانيون في الخارج إذا تبع لبنان محورا معينا".
وأرجع الحريري الفضل لأصحابه بالقول إن "السعودية أولى الدول التي ساعدت لبنان بعد حرب 2006"، في إشارة إلى الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في ذلك العام وأحدثت دمارا وخسائر هائلة في البنية التحتية في لبنان، كما تساعد السعودية لبنان اقتصاديا في كل القطاعات.
وأشار الحريري إلى تدخل إيران في شؤون الدول العربية، مؤكدا أن من الممكن إقامة علاقات جيدة مع إيران لكن يجب أن تكف عن تدخلاتها.
محاولة الاغتيال
وعن التدبير لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها الحريري في خطاب الاستقالة، أوضح رئيس الوزراء اللبناني المستقيل الحريري أنه يجب أن يحمي نفسه أولا حتى يمكنه حماية اللبنانيين، مشددا على أن واجبه حماية اللبنانيين بجميع طوائفهم.
وألمح الحريري إلى الجهة التي ربما كانت تسعى لتدبير محاولة اغتياله، قائلا إن النظام السوري لا يريده، ولذلك وجب عليه تشكيل شبكة أمان حوله حتى لا يمكن خرقها، كاشفا عن أن التهديد على حياته لا يزال قائما، فكان عليه اتخاذ إجراءات أمنية لحماية نفسه.
واستدرك بالقول: "هناك تهديد أمني على شخصي لكن ما يهمني هو حماية لبنان".
إشارة الحريري تعيد الأذهان لأقرب تحليل واقعي لاغتيال والده رفيق الحريري عام 2005 الذي جاء ردة فعل من النظام السوري الذي أجبر على الخروج من لبنان، والذي تشير أصابع الاتهام فيه إلى حزب الله الذراع المسلحة للنظام الإيراني في لبنان.
الاستقالة
في حواره المباشر مع قناة المستقبل اللبنانية التي دخل طاقمها التلفزيوني بصورة سلسلة وطبيعية إلى السعودية لإجراء الحوار، أشار الحريري إلى أنه يجب إجراء مفاوضات حتى يعود عن استقالته، وأنه سينفذ كل الخطوات الدستورية بشأن استقالته، مؤكدا أن علاقته "ممتازة" بالرئيس اللبناني ميشيل عون وسيجمعهما حوار طويل عند عودته إلى لبنان لاستكمال التسوية.
كان سعد الحريري أعلن استقالته، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، من الرياض، مرجعا أسبابها إلى تدخلات إيران عبر ذراعها في لبنان، حزب الله، في شؤون بلاده، كاشفا عن توافر معلومات بتدبير محاولة لاغتياله.
وأشار الحريري في خطاب الاستقالة إلى تشابه الأجواء التي تعيشها لبنان مع تلك الأجواء التي شهدتها فترة اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA= جزيرة ام اند امز