الراعي: إدخال حزب الله المازوت الإيراني انتقاص لسيادة لبنان
اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن إدخال حزب الله المازوت الإيراني يشكل "انتقاصا" من سيادة لبنان.
وقال الراعي، عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون بالقصر الرئاسي في بعبدا، إنه "تحدّث في السابق عن السيادة اللبنانية".
وأضاف: "قلت إن دخول صهاريج المحروقات الإيرانية تحت سلطة أمنية، جيش سوري وحزب الله، أمر غير مسموح، وهذا ما سمّيته انتقاصا لسيادة لبنان ولا أستطيع قبوله".
وعلى صعيد آخر، هنّأ الراعي اللبنانيين بالحكومة الجديدة، معتبرا أنها "تفتح أملاً ورجاء لديهم"، لافتاً إلى أنّ "الهدف من الزيارة إلى بعبدا يكمن في مناقشة القضايا المعيشية".
وقال الراعي: "أملنا كبير بأنه طالما هناك حكومة وأشخاص ممتازون فيها لا خوف من أن ينطلق لبنان إلى الأمام، وأن تعود الحياة كما كانت شرط ألّا يتعاطى (يتدخل) السياسيون بالحكومة والوزراء بالعدالة، وأيضاً ألّا تتعاطى الطوائف بالعدالة".
وأضاف: "فصل السلطات والدين عن الدولة يعني أنّ رجال الدين لا يتدخّلون في التعيينات، وعلى السياسيين التعاطي بشؤونهم السياسية وعدم التدخّل بالإدارة والقضاء".
والكلام عن عدم تدخل السياسة والطوائف بالقضاء يأتي رداً على الهجوم الذي يتعرض له المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت من "حزب الله"، إضافة إلى استعمال بعض السياسيين الذين تم استدعاؤهم للتحقيق المنابر الدينية للرد على القاضي.
وبحصوص ما إذا كان موافقاً على البيان الوزاري (البرنامج الحكومي) للحكومة الجديدة، قال الراعي: "ليس المطلوب منّي الموافقة، ونحن نعطي الثقة الكاملة للسلطة المسؤولة، وما يعنينا هو خدمة الوطن والعيش بسيادة وحرية القرار"، مشيراً إلى أنّه "على مجلس النواب تنظيم قانون الانتخابات لممارسة حق الانتخاب في الاغتراب".
وصباح الخميس الماضي، دخلت عشرات الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الذي استقدمه حزب الله من داعمته الرئيسية طهران إلى لبنان، قادمة من سوريا المجاورة، وهي الشحنة الثانية من نوعها.
ويرى مراقبون أن شحنات المازوت الإيراني محاولة جديدة من طهران لإظهار نفوذها في البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية هي الأعنف منذ نهاية الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي.
وعبرت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية الحدود اللبنانية، على مراحل، منطقة الهرمل (شرق) عبر معبر غير شرعي.
وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، حشدت المليشيات أنصارها لرفع أعلام حزب الله حول أماكن مرور الصهاريج.