«بلاك فرايدي».. إسرائيل تختار اسما غريبا لعملية استهداف طبطبائي
اختارت إسرائيل اسما غريبا لعملية استهداف القيادي الكبير في حزب الله هيثم طبطبائي بقصف في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل أطلقت على العملية اسم "الجمعة السوداء" أو "black Friday".
ولم تفسر إسرائيل أسباب اختيارها هذا الاسم لهذه العملية.
واستهدف الهجوم الطابقين الرابع والخامس من مبنى سكني في شارع العريض بمنطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية، وسبقها تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية.
وطبطبائي رئيس أركان حزب الله وهو شخصية غامضة ورفيعة المستوى في حزب الله. صنفته الولايات المتحدة إرهابيًا عالميًا عام ٢٠١٦، حتى أنها عرضت مكافأة قدرها ٥ ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
وفي إسرائيل مثل أماكن كثيرة في العالم فإن "الجمعة السوداء" هو يوم التخفيضات الكبير الذي يلي عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر بداية موسم التسوق لعيد الميلاد الذي تحتفل به الطوائف المسيحية.
وفي إسرائيل فإن العديد من شبكات التسوق الكبيرة أعلنت عن موسم تنزيلات "الجمعة السوداء" في الأيام الماضية.
وليس ثمة صلة واضحة بين موسم التخفيضات وبين مقتل قيادي بارز بعملية قصف جوي.
وعادة يختار الجيش الإسرائيلي اسما لكل عملية عسكرية يقوم بها سواء أكانت طويلة أو قصيرة.
وتستمد أسماء العمليات أحيانا من التوراة وفي أوقات أخرى من أماكن أو أسماء لا صلة لها بالأمور العسكرية مثل "قوس قزح".
فالعملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران أطلق عليها "الأسد الصاعد" والعملية ضد لبنان حملت اسم "سهام الشمال" أما الحرب على غزة فحملت اسم "السيوف الحديدية".
والعملية العسكرية الإسرائيلية ضد الضفة الغربية في العام 2002 حملت اسم "السور الواقي"، فيما سمت إسرائيل الحرب على غزة عام 2008 "الرصاص المصبوب" و في 2012 كانت العملية في القطاع باسم "عمود السحاب"، أما حرب العام 2021 كانت باسم "حارس الأسوار".
والحرب البرية في غزة مطلع العام 2025 كانت باسم "عربات جدعون".
كيف يتم اختيار أسماء العمليات؟
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قالت: "يشتهر الجيش الإسرائيلي ليس فقط بنشاطه العملياتي، بل أيضا بأسماء عملياته الفريدة".
وأضافت: "على عكس الشائعات، الأسماء ليست من ابتكار برامج أو الذكاء الاصطناعي، بل بواسطة البشر".
وتابعت: "منذ بداية الدولة، كان الجيش الإسرائيلي حريصا على منح أسماء فريدة للعمليات العسكرية. على مر السنين، أصبح اختيار الاسم أداة لنقل رسالة واضحة".
وقالت: "خلال السنوات القليلة الماضية، أثيرت تكهنات حول كيفية تنفيذ عملية اختيار أسماء العمليات. شملت التكهنات شائعات عن قاعدة بيانات حاسوبية عشوائية أو استخدام الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يكشف تحقيق معاريف كيف يعاد تجسيد اسم العملية، وأحيانا تكون العملية طويلة ومعقدة".
وأضافت: "اختيار اسم العملية ليس عشوائيا وفي كثير من الحالات يبدأ بضابط ميداني، يضع أمر عمليات يختار له اسما أوليا مؤقتا. يستمر هذا الاسم أحيانا في الاستخدام، ويظل مستخدما ويصبح اسما وطنيا أيضا. ومع ذلك، في حالات العمليات الكبيرة والهامة، يتم اختيار الاسم بعد عملية تفكير أكثر تعمقا تجري في أحد أقسام المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "اسم العملية ليس مجرد شعار، بل هو أداة قوية تنقل رسائل واضحة وموجهة نحو الهدف. يجب أن يكون الاسم دقيقا، قصيرا، ومليئا بالمعاني، وأحيانا يلعب دورا مهما في نجاح العملية والحفاظ على الشعور بالأمن والاستقرار في دولة إسرائيل تجاه مواطنيها والعالم".
وفي مقال بمطلع العام 2018، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": " تلعب الجوانب التشغيلية والسياسية والنفسية والإعلامية دورا مهما في خلق اسم العملية".
وأشارت إلى أنه "فحصت دراسة شاملة العمليات الـ 81 التي جرت منذ تأسيس دولة إسرائيل من حرب الاستقلال (1948) إلى عملية الرصاص المصبوب (2008)، بالإضافة إلى أسماء أسلحة الجيش الإسرائيلي، واتضح أن هناك أنماطا متشابهة".
وأضافت: " من بين 239 اسما للعمليات والأسلحة، ثلث الأسماء من العالم الطبيعي مثل عملية قوس قزح، وثلث الأسماء من عالم المفاهيم الدينية مثل عملية سليمان، والباقي مزيج من الاثنين، مثل عمود الدفاع".
وتابعت: "تدعي الدراسة أن اسم العملية له القدرة على التأثير على تصورها للجمهور كناجح أو غير ناجح".