إسرائيل تشن «أوسع هجوم» على لبنان منذ وقف النار
شنت إسرائيل، الخميس، الهجوم الأوسع في جنوب لبنان على مواقع تابعة لحزب الله منذ بدء سريان وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي.
وطالت الهجمات حسبما قال الجيش الإسرائيلي مواقع تابعة لحزب الله في 5 قرى هي كفر دونين، زوطر الشرقية، عيتا الجبل (الزط)، الطيبة، وطير دبا.
وحرص الجيش الإسرائيلي على تأكيد أنه لا يطلب من السكان إخلاء هذه القرى وإنما الابتعاد عن مواقع محددة تم لاحقا قصفها.
كما حرص على التأكيد بأن لا تعليمات جديدة للسكان الإسرائيليين في شمالي البلاد، وهو ما يعني عمليا عدم توقع هجمات مضادة أو اندلاع حرب.
وجاءت الهجمات، على دفعات، قبل وقت قصير من انعقاد المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" الذي سيبحث ضمن ملفات أخرى موضوع نزع سلاح حزب الله.
وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه "أنجز هجومه على بنى تحتية ارهابية وعدة مستودعات أسلحة تابعة لوحدة قوة الرضوان في حزب الله".
وأضاف "يواصل حزب الله محاولاته لاعادة اعمار بنى تحتية ارهابية في جنوب لبنان مركزًا على محاولات اعادة اعمار قدرات الوحدة بهدف استهداف اسرائيل".
وتابع "وحدة الرضوان خططت على مدار سنين ودفعت بما يسمى خطة احتلال الجليل حيث تم القضاء على قادة الوحدة خلال شهر سبتمبر/أيلول 2024 في بيروت خلال عملية سهام الشمال. ومنذ ذلك الوقت تعمل الوحدة في محاولة لاعادة إعمار قدراتها".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي أن "الهجمات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تهدف إلى تمكين إسرائيل من تحقيق الهدف الطموح المتمثل في نزع سلاح حزب الله".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال ردٍّ من حزب الله، بما في ذلك احتمال اندلاع أيام قتال، ومع ذلك يشير إلى أن التنظيم يعلم أن أي حادث صغير سيُكلّف حزب الله ولبنان ثمنًا باهظًا".
وجددت التأكيد على أنه "حتى الآن، لا يوجد تغيير في التعليمات الموجّهة إلى سكان الشمال".
وكشفت النقاب إن "الهجمات في لبنان تُنفَّذ بالتنسيق مع الأمريكيين".
وقالت: "تقول إسرائيل إن الهجمات في لبنان تُنفذ بالتنسيق مع الأمريكيين، المتمركزين بشكل دائم في قاعدة القيادة الشمالية منذ وقف إطلاق النار. كما أنهم يدركون أن على حزب الله نزع سلاحه وفقًا لقرار الحكومة اللبنانية. مع ذلك، لا يعمل الجيش اللبناني بشكل موحد في جميع أنحاء لبنان".
وأضافت: "وفي إسرائيل يُقال إن وتيرة نشاط الجيش اللبناني أبطأ من المتوقع في ظل التحديات الداخلية اللبنانية. هناك أماكن لا يدخلها الجيش، وإذا لم يُسرّع الجيش اللبناني وتيرة عملياته ويعمل على نزع سلاح حزب الله، فستفعل إسرائيل ذلك".
وأردفت هيئة البث الإسرائيلية: "هذا أحد دروس السابع من أكتوبر: عدم السماح للإرهاب بالنمو والازدهار قرب حدود إسرائيل".
وفي إشارة إلى الرسالة التي وجهها حزب الله اليوم إلى الرئاسة اللبنانية، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "بعد فترة وجيزة من توجيه التنظيم اللبناني لتهديدات لم يسمع مثلها طوال أشهر وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي هجوما آخر في لبنان".
وأضافت: "يشكل الهجوم الإسرائيلي تغييرا كبيرا في سياسة الاحتواء التي تمارس على الحدود الشمالية منذ سنوات عديدة. على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله خلال الحرب، هناك قلق لدى الكثيرين من إمكانية إعادة تأهيله بسرعة، تحت أنف إسرائيل".
وتابعت: "يوضح هذا الهجوم الفهم في المستوى السياسي والجيش بأن أي تسليح من قبل حزب الله يشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ هجوم آخر قريبا".
وبدورها قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "نفذ هجوم الجيش الإسرائيلي بعد ساعات قليلة من إطلاق حزب الله تهديدا علنيا ضد إسرائيل".
وكان حزب الله قال في رسالة إلى الرئاسة اللبنانية إن "موضوع حصرية السلاح لا يُبحث استجابة لطلب أجنبي أو ابتزاز إسرائيلي وإنما يناقش في إطار وطني يتم التوافق فيه على استراتيجية شاملة للأمن والدفاع وحماية السيادة الوطنية".
اجتماع الكابينت
بدورها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "سيشمل اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" استعراضا من قبل رؤساء أركان الجيش والمخابرات العسكرية والموساد للتطورات في لبنان، بما في ذلك حشد حزب الله وإعادة إعماره، سواء لمخزونه من الصواريخ أو قواعده في جنوب لبنان".
وأضافت: "وسيعرض المستوى السياسي الوضع مع الحكومة اللبنانية، والضغط الأمريكي عليها لتنفيذ الاتفاق معها يعني البدء بعملية نزع سلاح حزب الله ومنع عودة التنظيم جنوب الليطاني".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز