أبطال في الظل.. ليدز من القمة لمثال الفشل
"العين الرياضية" تلقي الضوء على تاريخ نادي ليدز يونايتد الذي توارى عن الأنظار مؤخرا بعد كتابة التاريخ واعتلاء منصات التتويج
تفتقد المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز وجود فريق ليدز يونايتد، الذي كان واحدا من كبار أندية إنجلترا، لكنه ينافس حاليا في دوري الدرجة الأولى (القسم الثاني).
"العين الرياضية" تلقي الضوء في السطور التالية على تاريخ نادي ليدز يونايتد، الذي توارى عن الأنظار مؤخرا، بعد كتابة التاريخ واعتلاء منصات التتويج.
قطب محلي
تأسس ليدز يونايتد عام 1919، ما يجعله ناديا حديث العهد بالنسبة للأندية الإنجليزية، التي تأسس أغلبها قبل نهاية القرن 19، ورغم ذلك فإنه كان واحدا من أقطاب الكرة الإنجليزية في القرن الماضي، وظل كذلك حتى السنوات الأولى من الألفية الحالية.
ليدز حقق لقب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي 3 مرات في تاريخه، جميعها قبل انطلاق عهد الدوري الممتاز في عام 1992.
اللقب الثالث والأخير الذي حققه ليدز في الدوري الإنجليزي كان في نسخة 1991-1992، آخر موسم قبل انطلاق الدوري الممتاز، وجاء بعد عامين فقط من انتهاء حقبة مظلمة عاشها النادي، حيث قضى 8 مواسم بالدرجة الثانية بين عامي 1982 و1990.
وعلى الرغم من عدم تتويج النادي بالدوري الممتاز، فإن ليدز كان ندا قويا في البريمييرليج، وحصل على المركز الثالث في موسم 1999-2000، كأفضل إنجاز له في المسابقة بنظامها الحالي.
تألق ليدز يونايتد محليا جعله غريما وعدوا لدودا لفريق مانشستر يونايتد في السنوات الأولى من القرن العشرين، واستمر هذا العداء بين الناديين إلى الآن، يغذيه صراع تجاري بين مدينتي مانشستر وليدز، تماما كما الحال فيما يتعلق بعداء يونايتد مع ليفربول.
يذكر أن ليدز حقق لقبين بالدرع الخيرية ولقبا بكأس الرابطة الإنجليزية المحترفة ولقبا بكأس الاتحاد الإنجليزي، بجانب ألقابه الـ3 في الدوري المحلي.
سوء حظ أوروبي
ليدز وصل إلى أوج تألقه الأوروبي في سبعينات القرن الماضي، غير أنه لم يتمكن من ترجمة هذا التألق إلى بطولات رسمية، حيث خسر نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عام 1973 أمام ميلان الإيطالي، ثم سقط في نهائي دوري الأبطال عام 1975 أمام بايرن ميونيخ الألماني.
وحقق ليدز كأس المعارض الأوروبية مرتين عامي 1968 و1971، إلا أن هذه البطولة لا تحظى باعتراف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" كبطولة رسمية.
ليدز استعاد ظهوره القوي في البطولات الأوروبية مجددا في نهاية التسعينيات ومطلع الألفية الجديدة، وذلك بفضل نتائجه الجيدة على المستوى المحلي، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنسخة 2000-2001، وخرج على يد فالنسيا الإسباني.
مثال للفشل
كما الحال مع أغلب الأندية التي هوت من القمة إلى القاع، عانى ليدز من أزمات مالية، انعكست على نتائجه في أرض الملعب، وأبعدته من مصاف أندية القمة.
انهيار ميزانية ليدز جاء سريعا للغاية، حيث اعتمدت إدارته على النجاحات الرياضية وتحديدا الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، وتوسعت في شراء اللاعبين بأثمان باهظة، فضلا عن دفعها رواتب ضخمة، ما أوقع النادي في فخ الديون والانهيار.
النادي راهن على التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2002-2003، لكنه فشل في حصد بطاقة الصعود، لتنهار خططه ويبدأ رحلة التخبط، واضطر لبيع نجومه البارزين، وعلى رأسهم المدافع المخضرم ريو فرديناند، الذي انتقل مباشرة إلى الغريم مانشستر يونايتد، بمقابل قياسي حينها بلغ 41 مليون جنيه إسترليني.
وفشل ليدز في الاستمرار بالدرجة الممتازة ليهبط إلى دوري الدرجة الأولى عام 2004، وفشل منذ ذلك الحين في العودة إلى البريمييرليج.
انهيار ليدز جعله مثالا في إنجلترا فيما يخص سوء تخطيط الجوانب المالية، حيث ظهر مصطلح "التصرف على طريقة ليدز"، لتحذير الأندية من المصير المظلم للفريق.
بصيص أمل
ليدز استمر في السقوط حتى لعب في القسم الثالث بالدوري الإنجليزي بين عامي 2007 و2010، ثم عاد مجددا للدرجة الثانية، وواصل تقدمه البطيء نحو القمة منذ ذلك الحين، مستفيدا من استقراره الإداري وتحسن أوضاعه المالية.
ليدز كان قريبا قبل انطلاق الموسم الحالي من العودة مجددا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد سنوات طويلة من الغياب، حيث احتل المركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، ليبلغ المرحلة الفاصلة للتأهل إلى البريمييرليج، قبل أن يخسر في نصف النهائي على يد ديربي كاونتي.
وأصبح ليدز، بقيادة مدربه الأرجنتيني المخضرم مارسيلو بيلسا، أكثر قربا من تحقيق إنجاز العودة للأضواء، حيث يحتل الفريق صدارة الدوري المتوقف منذ مارس/آذار الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا، برصيد 71 نقطة من 37 مباراة، بفارق نقطة عن وست بروميتش ألبيون في الوصافة، وذلك قبل 9 جولات من نهاية الموسم الذي تقرر تأجيله لموعد غير محدد.
وفي حال نجح ليدز في إنهاء الموسم الحالي من دوري الدرجة الأولى بأحد المركزين الأول والثاني سيتأهل بشكل مباشر إلى البريمييرليج، فيما سيتعين عليه خوض مرحلة التصفيات إذا أنهى الموسم في أحد المراكز بين الثالث والسادس.