لوموند: موجة هجرة للعقول التركية هرباً من استبداد أردوغان
الصحيفة الفرنسية تقول إن "آلاف الأكاديميين والكتاب والصحفيين والمليونيرات هجروا تركيا فراراً من استبداد أردوغان"
سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها، الضوء على هجرة العقول التركية إلى الدول الغربية، فراراً من جحيم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة إن "آلاف الأكاديميين والكتاب والصحفيين والمليونيرات هجروا تركيا فراراً من استبداد أردوغان".
ويفر الأتراك المتعلمون من البلاد جراء الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والمشاكل التي يعانيها نظام التعليم، والقيود المتزايدة على الحريات، التي تدفعهم للرحيل بحثا عن حياة أفضل في الخارج.
- أردوغان وسد دجلة.. تشريد للأتراك وتعطيش للعراقيين
- خبراء أتراك: استمرار الأزمة الاقتصادية يكتب نهاية نظام أردوغان
وكشفت إحصائية صدرت مؤخرا عن معهد الإحصاء التركي، زيادة أعداد المهاجرين من تركيا عام 2017 بواقع 42% عن العام السابق ليصل الرقم إلى 250 ألفًا و640 شخصًا، موضحة أن الشريحة العمرية الأهم بين المهاجرين تدور بين 25 و29 عاماً، بحسب صحيفة "أحوال" التركية.
ولفتت "لوموند" شهادات أتراك وصلوا إلى درجات عليا من التعليم، غادروا البلاد بينهم، جونويل (22 عاماً) فتاة تنحدر من أسرة ثرية بإسطنبول، وتأمل في حصولها على شهادة إدارة الأعمال من جامعة "بوسطن" الأمريكية نهاية 2019، قائلة:"على الرغم من أن الحنين للوطن يتملكها، إلا أنها لن تعود إلى تركيا مرة أخرى حتى بعد حصولها على الشهادة طالما بقي النظام الحالي في السلطة.
وأضافت:" أحاول إيجاد وظيفة في الولايات المتحدة وأتأقلم على العيش، ولكن إذا عدت إلى تركيا فماذا سأعمل؟"، مشيرة إلى أن نسبة البطالة بين الشباب ارتفعت بشكل كبيرة خلال العامين الماضيين.
وتابعت: أن 20% من الأتراك يعملون بشهاداتهم، وأن المبادرة الفردية للحصول على عمل بإقامة مشروعات لايتم تشجيعها، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي يبدو أنها لن تمر قريباً".
من جانبه، قال أستاذ القانون، المستقيل من جامعة أنقرة، كريم التبيرماك، إن الطلاب الأتراك يساورهم القلق طوال الوقت، خشية من اعتقالهم، مضيفاً "هذه لم تعد جامعة بل سجن كبير".
وأضاف "تركت البلاد، ليس لأني وجدت فرصة عمل أفضل، ولكن بحثاً عن وطن حقيقي، وجامعة أستطيع أن أجري أبحاثي العلمية وأدرس الطلاب بحرية، لكون الجامعة التي اعتدت عليها لم تعد كما هي".
"أسيل" شابة ثلاثينية كانت مدرسة علم الاجتماع في جامعة تركية، قبل أن تتم إقالتها عقب محاولة الانقلاب الفاشل 2016، وكانت ضمن عشرات الآلاف الذين خسروا وظائفهم في الجامعة في موجة التطهير التي أطلقتها السلطات في أعقاب الانقلاب المزعوم.
تقول "أسيل" إنها "في ليلة وضحاها فقدت عملها، روحها المعنوية تعرضت للتدمير"، مشيرة إلى "أن الأمر لم ينته عند ذلك، إذ تم استدعاؤها في المحكمة لتوقيعها على وثيقة السلام في منطقة الأكراد التركية".
وتحظر السلطات التركية التوقيع على هذه الوثيقة وتتهم الموقعين بدعم وتمويل الإرهاب.
وتابعت:"أصبحت عاطلة ومتهمة بدعم الإرهاب بعدما كنت أستاذة جامعية، الأمر الذي دفعني لمغادرة البلاد إلى أوروبا ولا أفكر في العودة مجدداً".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4xNjYg
جزيرة ام اند امز