رئاسية ليبيريا.. "ويا" في الاختبار الأصعب و"بواكاي" يشهر السلاح الأخطر
اختبارٌ صعب يخوضه الرئيس الليبيري المنتهية ولايته جورج ويا، وسط منافسة شرسة يتقدمها زعيم المعارضة جوزيف بواكاي للحصول على مفاتيح القصر.
واليوم الثلاثاء، توجه الناخبون في ليبيريا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس من بين 20 متنافسا، من بينهم ويا، مرشح حزب "المؤتمر من أجل التغيير الديمقراطي" الحاكم.
ويعتبر جوزيف بواكاي زعيم المعارضة الليبيرية، منافسا قويا لجورج ويا، وسبق أن خاضا معا الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة لعام 2017.
ودُعي نحو 2.4 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع في انتخابات لن تقتصر على الرئاسية بل تشمل أيضا البرلمان ومجلس الشيوخ.
منافسة شرسة
مع أن الأحزاب السياسية الرئيسية في ليبيريا تعهدت بالامتناع عن العنف، واللجوء إلى المؤسسات القضائية في حالة حدوث صراعات انتخابية قبل أو بعد اقتراع اليوم، لكن السياق العام ينذر بتطورات قد تفرضها التحديات التي تطوق المشهد السياسي بالبلد الأفريقي.
وإجمالا، يتفق خبراء على أن المنافسة لن تكون سهلة أمام الرئيس المنتهية ولايته، فعلى طريق عودته للقصر، يقف 19 مرشحا ينازعونه الهدف نفسه، بينهم أسماء ثقيلة على غرار جوزيف بواكاي، إضافة إلى رجل الأعمال ألكسندر كامينغز، والمحامي المدافع عن حقوق الإنسان تايوان غونغلو.
وفي قراءته للمشهد، حذر المحلل السياسي الليبيري عبد كاتيامبا من مخاطر انزلاق الانتخابات نحو العنف، موجها أصابع الاتهام ما يمكن أن ينتج عن قرارات حاشية الرئيس.
ويقول كاتيامبا، في حديث طالعته "العين الإخبارية" في إعلام فرنسي، إن "العديد من المرشحين يؤكدون بأنهم سيفوزون في الجولة الأولى، وهذا مصدر للصراع، لأنه إذا كان القائد محاطاً بأشخاص متطرفين فإنه سيقنعهم بفوزه الحتمي في الجولة الأولى".
وأضاف أنه "إذا كانت النتائج لا تعكس هذا الواقع، فسيقتنعون بالفوز، وسينتقلون إلى الفعل وسيزعمون أن هناك غشًا ولذلك فإن الديماغوجيين يلعبون على هذه الورقة لخلق أرضية للاحتجاج".
تحديات لوجستية
سعت المفوضية الوطنية للانتخابات إلى أن يكون كل شيء جاهزا للاقتراع، لكن تظل التحديات اللوجستية قائمة، وفق أندرياس شيدر، رئيس بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي في ليبيريا.
ويقول شيدر إن عدم اليقين ينضح بشكل أساسي من السياق، فـ"نحن مهتمون بما أعدته اللجنة الوطنية للانتخابات على خلفية عدة أسئلة، مثل ميزانية الانتخابات، ولكن أيضًا مسألة الخدمات اللوجستية، لأن هناك تحديًا كبيرًا".
ويتابع أن الأمور مرتبطة بالكثير من العوامل، بما في ذلك موسم الأمطار والبنية التحتية، مشيرا إلى أن "المهمة الكبرى للجنة الانتخابية الوطنية هي توزيع المواد الانتخابية في كل مكان، حتى في المقاطعات، على الرغم من الظروف الصعبة".
مصداقية التصويت
ستكون انتخابات الثلاثاء، الأولى التي تنظمها ليبيريا بمفردها، بعد رحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في عام 2018.
وخلال الانتخابات الرئاسية المقامة في 2017، استفادت مفوضية الانتخابات الوطنية من الدعم اللوجستي والمالي من بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا لتنظيم الاقتراع خلافا لهذا العام.
ومع ذلك، فإن هذه الانتخابات تحظى باهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي، وهو ما يتضح من خلال الحضور القوي للمراقبين الدوليين من برنامج السلام الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والاتحاد الأفريقي، إضافة إلى المجتمع المدني في غرب أفريقيا، والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
وفي وقت شهدت فيه أفريقيا انقلابات عسكرية متواترة، تتجه الأنظار نحو ليبيريا، وسط مخاوف من سريان العدوى لبلد تطوقه التحديات.
فهل تنجو ليبيريا من دوامة التداول القسري على الحكم بعد اقتراع الثلاثاء؟