فتيات ليبيات يتحدين التقاليد ويلتحقن بأكاديمية لكرة القدم
المدربون في أكاديمية "التواتي" يسبحون ضد التيار ويواجهون الصعاب في بلد يهيمن فيه الرجال على الأنشطة في الأماكن العامة والمفتوحة.
في تحدٍّ واضح للتقاليد، التحقت 30 فتاة ليبية بأكاديمية لكرة القدم مُخصّصة للفتيات فقط في العاصمة الليبية طرابلس، ليتعلّمن أساسيات الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
وتعتقد سما بادي البالغة من العمر 13 عاما أن لديها القدرة والموهبة والملكات التي تؤهّلها للعب في منتخب وطني ليبي لكرة القدم النسائية في المستقبل، لكن عاشقة الكرة أمامها طريق شاق وطويل يتعين عليها السير فيه.
وقالت الفتاة، وهي ترتدي قميصا أبيض اللون لكرة القدم: "اخترت كرة القدم لأنها للكل، ليست للرجال فقط، كرة القدم هي أحد أحلامنا ونريد الوصول للمنتخب".
ومنذ افتتاحها قبل شهر واحد فقط، يسبح المدربون في أكاديمية "التواتي" ضد التيار ويواجهون الصعاب في بلد يهيمن فيه الرجال على الأنشطة في الأماكن العامة والمفتوحة.
واستقدمت الأكاديمية، التي يقول مؤسسوها إنها الأولى من نوعها في ليبيا، الفتيات عبر إعلانات في المدارس بطرابلس، موضحين أنها تهدف إلى تعزيز ودعم المواهب النسائية في المجالات الرياضية.
لكن الفكرة لم تسلم من النقد، بمجرد أن نشر المنظمون صورا على الإنترنت للفتيات أثناء التدريب على كرة القدم، لكن المدرب محمد التواتي يقول إن كل التعليقات موضع ترحيب.
وتتناقض ممارسة هذه الرياضة وارتداء السراويل القصيرة مع السلوك المحافظ للمجتمع الليبي.
وقالت مدربة كرة القدم حدهم العابد: "نتمنى أن يكون المجتمع الليبي متجاوبا مع هؤلاء الفتيات الصغيرات، والملابس ستكون محتشمة".
وأضافت: "كل الدول العربية عندها فرق نسائية من ناشئات وأواسط وأشبال وكبار ما عدا ليبيا".
ويُمثل تشجيع أولياء الأمور عاملا مهما، وتواظب الأمهات على حضور التدريب وتشجيع بناتهن.
وتم تشكيل الفريق الوطني النسائي الليبي عام 1997، لكن تم اعتماده فقط للعب مباريات "كرة القدم الخماسية"، على ملاعب صغيرة ومغلقة، ولا يحظى الفريق باعتراف من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
ومن الصعب على لاعبات كرة القدم المحترفات ممارسة الرياضة بحرّية في ليبيا.