بالصور.. أول كافيه "للفتيات فقط" في صعيد مصر
نورا إمام، تكسب أول قضية دافعت عنها بعيدًا عن ساحات القضاء، رغم تعقيدها المتمثل في مواجهة تصورات البعض عن المرأة في الصعيد.
لم تكن تدري المحامية المصرية نورا إمام، أن أول قضية ستدافع عنها بعيدًا عن ساحات القضاء، ستكسبها من أول جلسة، خاصة أن هذه القضية قد تتشابك مع تصورات البعض عن المرأة في الصعيد، لكن نورا نجحت في إنشاء أول كافية للفتيات في محافظة الأقصر، جنوبي البلاد، وسط طموحاتها أن تتبعه سلسلة من الكافيهات للغرض ذاته.
تقول نورا إمام، محامية يبلغ عمرها 35 عامًا، لبوابة "العين" الإخبارية: "مشروعي ليس موجهًا ضد الرجال، لكنه لدعم النساء والفتيات من القيود التي تُفرض عليهن، خاصة فكرة أن الفتاة لا يمكنها الجلوس في مكان وحدها وأنه لا يمكن أن تتشارك المكان نفسه مع رجال يجلسون فيه.. المشروع رسالته واضحة وهو أن المرأة من حقها أن تجلس في مكان عام مع ضمان عدم تعرضها لمضايقات".
وتضيف نورا: من حق المرأة أن تمارس خصوصيتها، طالما أن حريتها لا تمس الآخرين، كما أنها لا تقوم بعمل شيء منافٍ للعادات أو التقاليد، بل على العكس هي تحصل على حقها في الجلوس مع صديقاتها، تضحك معهن بصوت عالٍ دون أن ينظر لها أحد، أو يضايقها.. حتى اللاتي يرتدين النقاب يمكنهن أن يرفعن النقاب ويأكلن دون شعور بالحرج، فكل العاملات من النساء".
وعلى مساحة 100 متر، وضعت نورا 8 أريكات، وعدة مناضد مخصصة للفتيات، في كافيتريا أطلقت عليها اسم "بينك" (اللون الوردي)، لتضع بذلك شرطًا معلنًا وهو عدم دخول الرجال، حتى وإن كانوا أزواج أو أباء الفتيات، وهو ما تقول عنه "نورا" لبوابة "العين" الإخبارية عبر الهاتف: الأسبوع الماضي نظمنا حفلا للفتيات اللاتي تخرجن من المدرسة، واكتشفت أن مفهوم المكان أصبح معروفا لدى الجميع، وهو عدم السماح بتواجد الرجال، حتى إن والد إحدى الفتيات كان يريد ابنته، فأرسل صديقة لها تناديها دون أن يدخل الكافيه.. هذا يعني أننا نجحنا.
وعن إقبال الفتيات، تقول نورا إنها "توقعت هذا الإقبال، خاصة أنها طرحت فكرة المشروع عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل تنفيذها ووجدت ترحيبا من أوساط الفتيات وذويهن، وهو ما شجعها، ودفعها للتجربة التي كانت تخشى خوضها في البداية، لكنها اتخذت قرارها، وبدأت على الفور تنفيذها، خاصة أنها شعرت بأنها قادرة بتشجيع الناس على مواجهة أي انتقاد".
"الخوف من الانتقادات، كان طبيعيا لامرأة تقبل على فكرة جديدة في الصعيد، على الرغم من أن الصعيد يضم أناسا على قدر كبير من الثقافة"، بحسب نور التي توضح لـ"العين": لا أنكر كنت خائفة في البداية من التجربة.. وربما خوفي هو ما قادني للنجاح، فحرصت على أن يكون المكان معبرًا عن الفتيات، ومفيدًا لهم، فيمكن للأم الخروج بصغارها إلى هنا، كما يمكن لمجموعة صديقات أن يلتقين هنا بعد الدراسة أو العمل، حتى من يردن المذاكرة معًا يمكنهن الحضور دون خوف، بل على العكس على مرأى ومسمع من الأهالي".
ولا يقتصر طموح نورا على افتتاح سلسلة من الكافيهات مخصصة للفتيات في صعيد مصر، بعد افتتاحها الكافيه الأول، لكنها تعمل على تطوير الفكرة، فتقول لـ"العين": حاليًا أعمل على وضع مكتبة داخل الكافيه، واقترح البعض أن يتضمن المكان تقديم دورات في مختلف المجالات لتنمية مهارات الفتيات، الأمر الذي يجعلني أرغب في أن يكون المكان ليس للراحة فحسب، ولكن للإفادة أيضًا، حتى إننا لا نسمح هنا لا بالتدخين ولا الشيشة.
ولا يُعد "بينك كافيه" الأول من نوعه في مصر؛ إذ سبقه تأسيس مجموعة فتيات لكافيه يحمل ذات الفكرة في جنوب دلتا النيل، وأخريات نفذن الفكرة في محافظة الإسكندرية (شمال)، لكن يعد الكافيه الأول في محافظات الصعيد، جنوبي البلاد.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg جزيرة ام اند امز