المسماري يكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل العملية العسكرية بجنوب ليبيا
عملية عسكرية ليبية واسعة أطلقها الجيش الليبي لتأمين الحدود الجنوبية، في ظل الأحداث بدول الجوار، في وقت تتزايد فيه الأزمات الإقليمية.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية، اللواء أحمد المسماري، عن تفاصيل العملية، وقال إنها تستهدف منطقة الجنوب الغربي قرب الحدود مع دولتي تشاد والنيجر.
وأوضح المسماري، أن أهم أسباب العملية العسكرية هو فرض الأمن والأمان وإنفاذ القانون في المنطقة التي تشهد خروقات أمنية عالية وخطيرة جدا، لافتا إلى أن تلك المنطقة شهدت انتقال العديد من العائلات التشادية نحو الأراضي الليبية في الفترة الأخيرة.
وتابع أن تلك العائلات استوطنت داخل المدن بطريقة غير شرعية، ومثلوا بعد ذلك رأس جسر للهجرة غير الشرعية لتلك المنطقة، ما أثر على السكان.
الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة الليبية أكد أن المعارضة التشادية تهرب من الضغط عليها من جيش بلادها، إلى المنطقة الصحراوية الوعرة بالجنوب الليبي، مضيفا أن كل تلك المعطيات دفعت القيادة العامة إلى تنفيذ بالعملية العسكرية.
وكشف عن مشاركة القوات البرية التي لها خبرة كبيرة، وتعتبر من النخبة في هذا الجانب، بالإضافة إلى القوات الجوية ومهمتها الاستطلاع والاستهداف وتقديم المعونة الجوية اللازمة للقوات البرية.
وأشار إلى أن المنطقة الجنوبية من البلاد عبارة عن منطقة صحراوية تكثر بها الجبال، وكانت ملجأ للمواطنين الهاربين عبر الحدود البرية من الدول المجاورة، بالإضافة إلى العناصر الإرهابية.
وتابع: "لذلك، يعمل الجيش الآن على تطهير هذه المنطقة من خلال العمليات الاشتباكية العنيفة، خاصة أن الجيش على دراية كبيرة بجميع مداخل ومخارج هذه المنطقة".
عملية ناجحة
المسماري قال "حتى الآن تسير العملية العسكرية حسب ما تم التخطيط له سابقا"، كاشفا عن استمرار العمليات العسكرية حتى إنفاذ القانون وتطهير المنطقة وبسط الأمن والأمان فيها.
وبين أن دولة تشاد تعاني الآن من أزمة حقيقية وتقع معارك بين الجيش التشادي والمعارضة، على الحدود الجنوبية لليبيا، وكذلك النيجر الذي تعد في موقف واضح، وأي تصعيد سوف يكون له أثره السيئ على الأراضي الليبية وأمنها.
ولفت إلى أن الجيش الليبي لن يسمح بدخول أي عناصر إرهابية إلى ليبيا، متابعاً "لن نسمح لأن تكون ليبيا منطقة لأي جماعات مسلحة، ولهذا نعمل على قدم وساق لتطهير المنطقة الجنوبية الليبية من العناصر التكفيرية".
ويتفق مع المسماري، قائد المنطقة العسكرية في مدينة سبها، اللواء فوزي المنصوري، الذي أكد لـ"العين الإخبارية" استهداف العملية المهاجرين غير الشرعيين والموجودين في الأراضي الليبية.
اللواء فوزي المنصوري أضاف أن تلك العملية تهدف إلى منع تسرب أفراد المعارضة التشادية للأراضي الليبية، جراء الاشتباكات التي وقعت شمال بلادهم.
ونفي المنصور وجود وقت محدد لانتهاء العملية، مؤكدا أنها مفتوحة حتى بسط الأمان والأمن في تلك المنطقة وتطبيق القانون وحماية الأهالي والأسر الليبية من التهديدات، وحتى تحقيق أهدافها التي وضعتها لها القيادة العامة للقوات المسلحة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش الليبي عن إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق على الحدود الجنوبية مع تشاد والنيجر، لتأمين البلاد،
الجيش قال، في بيان نشره الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء أحمد المسماري، على صفحته بموقع "فيسبوك" واطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن العملية تأتي لـ"الحفاظ على مقدرات الدولة الاقتصادية والتنموية وسلامة مواطنيها، وهي جزء من استمرار بسط سيطرتها ونفوذها على كل شبر من أرض ليبيا الغالية، والحفاظ على حالة الاستقرار والأمن في الجنوب الليبي كافة".
الحرب في تشاد
وفي وقت سابق، عادت الحركات المسلحة في تشاد للعمل في شمال البلاد بالتوازي مع الحدود الليبية، حيث تخطط للتوغل إلى الداخل التشادي، في حين قررت السلطات الحاكمة مواجهة هذه الحركات في منطقة تيبستي الحدودية الصحراوية.
وفي 10 أغسطس/آب الماضي، شن فصيل متمرّد يسمّى "مجلس القيادة العسكرية من أجل الجمهورية" عملية ضد الجيش التشادي، في منطقة غوري بوغدي الغنية بمناجم الذهب، شمالا، بدعوى فشل جهود التوصل لحل سلمي بينه وبين الحركات المتمرّدة.