نون والقلم.. نقطة إشعاع ثقافي تداوي آلام الحرب في ليبيا
لا يزال شعاع الأمل والنور يعرف طريقه إلى قلوب الليبيين رغم الحرب والدمار، وليس هناك أفضل من الفن ليغطي أعواما من دوي أصوات الرصاص.
وقرر إسكندر السوكني، وهو فنان تشكيلي ليبي متخصص في رسم الحروف العربية، تغيير صورة الحرب في طرابلس إلى صورة للسلام في قلوب أطفال ليبيا، وذلك بتصميم نافورة بحرف النون والقلم وسط العاصمة الليبية.
ويعتبر السوكني من أبرز الفنانين الليبيين التشكيليين، وله لوحات كثيرة عرضت داخل ليبيا، وأخرى في دول أوروبية والصين وأمريكا، والعام الماضي صمم أكبر لوحة بالألوان على مساحة أرض شاسعة وسط العاصمة الليبية.
الفن والتوعية
ويقول السوكني: "حرف النون والقلم المستمد من الآية القرآنية الكريمة وتفسيرها كان الإلهام الرئيسي الذي تجلى لي في تصميم المجسم (نون) المقام، بالإضافة إلى التوظيف المكاني للمحيط كامتداد لجامع ومركز جمعية الدعوة الإسلامية".
وأضاف السوكني لــ"العين الإخبارية" أن المعنى المصاحب للوجه الآخر لحرف النون (هو تكوين إيحائي) يعبر عن عروس البحر - طرابلس في إشارة لمدينة طرابلس عاصمة الجميع.
وأوضح أن فكرة الإضاءة الوسطى معبرة عن إشعاع ثقافي يهدف لتأسيس ميدان ثقافي لتوسيع أرضية الحوار والتلاقي بين طاقات الوطن الثقافية والفكرية، وبالإسهام النوعي في تطوير وتنمية المجتمع من خلال المشاركة المجتمعية للتوعية الثقافية.
استقرار مجتمعي
وبين الفنان الليبي أن بلادة تشهد استقرارا ملحوظا في الآونة الأخيرة، مما جعل مؤسسات الدولة تهتم بتجميل المدينة والظاهر من الحدائق وجزر الدوران بشكل كبير، ولكن الجديد في العمل الفني أن تكون لي كفنان تشكيلي فرصة المساهمة بتجميل المدينة وهذا عمل غير مسبوق والهدف منه انعكاس الاستقرار المجتمعي على الشارع المحلي وانعكاس نظرة العالم لنا بالإيجاب.
وتابع: "الثقافة إشعاع لابد من أن يوصل رسالته للجميع، وظهور العمل الفني للعامة يعطي انطباعا إيجابيا لاستقرار البلاد".
وكشف السوكني عن عمله الآن على رسم خريطة لمركز ثقافي استكمالا لمشروع النون لنشر ثقافة الوعي ويعتمد على الفنانين والمثقفين الليبيين لنقل خبراتهم إلى الأطفال، لافتا إلى أن الفنانين الليبيين سوف يستجيبون لتكرار التجربة في جميع المدن.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA=
جزيرة ام اند امز