ليبيا.. "فتنة الجنوب" تهدد جهود الحل السياسي
لم تكد ليبيا تشتم رائحة الأمل إثر التفاهم الذي حدث قبل نحو أسبوعين بين حفتر والسراج، حتى وقع الهجوم المفاجئ على قاعدة براك الشاطئ
لم تكد ليبيا تشتم رائحة الأمل إثر التفاهم الذي حدث قبل نحو أسبوعين في أبوظبي بين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، حتى وقع الهجوم المفاجئ على قاعدة براك الشاطئ الجوية، التي تبعد نحو 240 كيلومتراً إلى الجنوب من الجفرة.
- حفتر يتعهد برد مزلزل على هجوم براك الشاطئ الإرهابي
- ليبيا.. 141 قتيلا في الهجوم على قاعدة "براك الشاطئ"
الهجوم الذي جاء بعد أيام من لقاء أبوظبي استهدف التأثير على أبرز إنجازات اللقاء، وهو الاتفاق على التهدئة في الجنوب الليبي، بما يؤثر على جهود الحل السياسي للأزمة الليبية.
ورغم محاولات حكومة الوفاق ذرأ الرماد في العيون بوقف جمال البريكي، رئيس القوة الثالثة المسؤولة عن الهجوم، ومهدي البرغثي، وزير الدفاع، عن العمل، لحين تحديد المسؤول عن الهجوم، إلا أن تصريحات البريكي بعد تلقيه قرار الوقف عن العمل، ربما سيكون من الصعب تجاوزها في أي محاولات لإعادة الهدوء إلى الجنوب الليبي.
البريكي قال إن "القوة الثالثة تأتمر بأوامر فايز السراج ونائبه عبد السلام كاجمان، ولديه إثباتات مكتوبة وصوتية تثبت تلقيه تكليفات وأوامر شفهية مسجلة بالصوت لهما لمهاجمة براك الشاطئ، داعياً إياهما لمراجعة تصريحاتهما".
هذه التصريحات إن كان صاحبها صادقاً فيما يقول، فإن معناها الواضح أن حكومة الوفاق كانت تتفق على التهدئة وفي نيتها الغدر، وإن لم تكن كذلك، فإن معناها عدم قدرة السراج على السيطرة على المليشيات المسلحة.
وفي كلا الحالتين، فإن هذه الفتنة القادمة من الجنوب ستترك أثراً بلا شك على جهود الحل السياسي، وهو ما استشعرته المجموعة الرباعية الدولية حول ليبيا، والتي عقدت، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً في بروكسل، وخصصت جانباً كبيراً من اجتماعها للحديث عن تأثير هذا الهجوم على الحل السياسي.
وأدانت المجموعة التي تضم الاتحادين الأوروبي والإفريقي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة بشدة هذا الهجوم الذي وصفته بـ"غير المبرر".
وأعربت المجموعة عن ذعرها البالغ إزاء التقارير حول سقوط أعداد كبيرة من القتلى، من بينهم مدنيون، وشددت على أن مثل هذه الأعمال من العنف تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، وأنه يجب اخضاع مرتكبيها إلى المساءلة الكاملة، ودعت جميع الأطراف إلى الامتناع عن المزيد من العنف وعن أي عمل من شأنه أن يقوض الجهود القائمة لإيجاد حل تفاوضي للصراع.
وفي وقت سابق، أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للهجوم، وقالت إن: "هذا الهجوم البربرى يمثل تصعيداً خطيراً يهدد بإشعال الأوضاع الأمنية في منطقة الجنوب برمتها، وإدخال ليبيا في دوامة جديدة من الاشتباكات العسكرية الموسعة".
وقالت مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في تعليقها على الهجوم، إن "العنف ليس حلاً لتحديات ليبيا، ولا يمكن إلا أن يعرض للخطر العمل الجاري لإيجاد حل سلمي وتفاوضي للأزمة السياسية والأمنية".
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg
جزيرة ام اند امز