الجنوب الليبي يرفض مساعي سيطرة الإخوان على ملتقى تونس
انضم الجنوب الليبي لقائمة الغاضبين من اختيارات البعثة الأممية لأسماء المشاركين في ملتقى تونس والتي غلبت عليها أسماء منتمية لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأكدت مؤسسات مجتمع مدني ليبية تنشط في جنوب البلاد، في بيان لها، أن "البعثة الأممية آثرت التواصل مع أطراف وشخصيات مكررة اختارتها واعتمدتها كمجموعة للحوار والتفاوض معها كممثل لليبيين، في غياب للوضوح والشفافية".
واعتبرت هذا الموقف، حسب البيان، إقصاء للنخب الوطنية وتكريسًا لمجموعة أو عدد يمثل الليبيين كافة، مطالبة بتمثيل ذوي الخبرة والكفاءة من أكاديميين وخبراء وساسة ونشطاء وحكماء ونخب.
وقالت قبائل ومؤسسات مجتمع مدني في الجنوب إنها ترفض هذه الأسماء والشخصيات التي أعلنت البعثة الأممية مشاركتها في الحوار الليبي المزمع عقده الشهر المقبل بتونس، بسبب عدم وجود تمثيل عادل لكل النخب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني فيه، فضلا عن هيمنة واضحة لجماعة الإخوان الإرهابية عليه.
والثلاثاء، أعلنت البعثة الأممية قائمة بأسماء المشاركين الذين دعتهم للمشاركة في تحديد مصير ليبيا في الملتقى السياسي الليبي المزمع عقده في تونس يوم 9 نوفمبر المقبل.
ولاقت الأسماء المختارة عاصفة غضب من الليبيين بسبب وجود 45 اسما إخوانيا من مجموع 75 مشاركا بالملتقى بما يضمن غلبة تنظيم الإخوان الإرهابي على مخرجات الملتقى والتي ستبحث الأزمة الليبية.
التوازن مفقود
طالب عضو مجلس النواب الليبي الهادي الصغير، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، بضرورة أن يكون هناك توازن في اختيار الأسماء بين الأقاليم الليبية الثلاثة، وبين مكونات القبائل في هذه المناطق للخروج بأسماء مقبولة، حتى لا تكون هناك اعتراضات على مخرجات الحوار المزمع عقده في تونس.
كما طالب البعثة الأممية بأن تراجع بعض الشخصيات المقترحة أو تحاول إضافة بعض الأسماء الأخرى للوصول إلى توافق أكثر، لأن ليبيا في أمس الحاجة لخروج مشرف من الانقسام السياسي.
ولم يتوقع النائب الليبي عن مدينة "براك الشاطئ"، أن يكون الحوار في تونس مثمرًا، إلا أنه تمنى أن يلقى قبول غالبية الشعب الليبي، وأن ينتج عنه تقارب أكثر في وجهات النظر.
أطماع شخصية
يرى "الصغير" أن ما يعطل الحوار، أطماع أشخاص بعينهم تحاول بقاء المشهد كما هو الآن، مشيرًا إلى أن "التجاذبات السياسية والاعتراضات لا تسمن ولا تغني من جوع".
وحول المدى الزمني لتبصر الحكومة الجديدة النور، قال الهادي الصغير إن حوار تونس من المفترض أن يخرج بمجلس رئاسي جديد ورئيس حكومة يختار نائبين أحدهما من الأقاليم الثلاث، لافتا أن تلك الحكومة ستباشر أعمالها، في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي محمد عامر العباني، عن مدينة ترهونة (جنوب شرقي طرابلس)، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "بعثة الدعم في ليبيا كما في حوار الصخيرات، لم تكن موفقة على الإطلاق في اختيار المحاورين، وانحازت في اختياراتها التي لم تستند إلى أسس ومعايير إلى شخصيات ووجوه صدئة وفاسدة لا رصيد سياسي ولا اجتماعي لها".
وقال البرلماني الليبي إنه "من خلال اطلاعنا على قائمة المحاورين، نلاحظ أن نحو 40% منهم من طيف واحد، فهم من أعضاء جماعة الإخوان أو المتعاطفين معهم".
وأشار إلى أن البعثة الأممية أغفلت مناطق ومدنًا بعينها، وحابت أخرى، مما يجعل مدخلات حوار تونس في أزمة لغياب أطياف كثيرة عن مدخلاته، ويجعل مخرجاته لا تقل سوءا عن مخرجات الصخيرات واحد.
ويرى العباني أن انحياز البعثة إلى الإخوان، ومدينة مصراتة يجعلها عاجزة عن تقديم حل للصراع الليبي، وستذهب إلى إنتاج صخيرات 2 وتفرضه على الليبيين بقرار من مجلس الأمن، ولها في ذلك سابقة قرار مجلس الأمن رقم 2259. الذي أدخل ليبيا في نفق الصخيرات المظلم.
وترعى الأمم المتحدة، من 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إلى 11 من الشهر نفسه، اجتماعات الحوار السياسي الليبي، في تونس.
وحذر المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، من أن إجراءات الدعوة لعقد المؤتمر وسوء الإعداد والتخطيط له، ينذر بفشل جديد للعملية السياسية، ما يقود البلاد إلى مرحلة مظلمة جديدة.
والخميس، أعربت مؤسسات المجتمع المدني بجنوب ليبيا، وممثلين عن النخب الفاعلة عن "قلقها الكبير" بشأن الشخصيات المقترحة لتمثيل الليبيين في هذا المنتدى المهم.