لفساد السراج وجوه كثيرة.. بيزنس المراكز الطبية يضرب صحة طرابلس
اعترف مسؤولون بحكومة السراج أن هناك مراكز طبية تدار بدون تراخيص وانتشار للفساد في القطاع الطبي
منشآت طبية تدار بغير ترخيص، أدوية منتهية الصلاحية، أدوات صدئة، موظفون ينتحلون صفة التمريض والأطباء.. مشاهد "صادمة" رصدها مركز الرقابة على الأغذية والأدوية، ليسجل حلقة جديدة من حلقات الفساد الذي يغمر العاصمة طرابلس، وسط حالة الإفلات من العقاب.
رئيس ما يسمى بلجنة التفتيش عن العاصمة والمستشفيات في حكومة الوفاق جمال الشريف، اعترف بوجود مخالفات جسيمة في أغلب المراكز الطبية والصحية في العاصمة طرابلس، والتي تعد الملاذ الوحيد للمواطنين، بعد فشل مستشفيات العاصمة في أداء مهامها.
فمن أدوات غير معقمة، وانعدام النظافة العامة والتعقيم، مرورًا بخلط الأدوية المنتهية الصلاحية بغيرها وانتحال صفة الأطباء والممرضين من قبل موظفين لا يحملون شهادات، إلى عدم وجود تراخيص وشهادات صحية للعمال العاملين في المصحات، ملاحظات سجلها مركز الرقابة على الأغذية والأدوية على المراكز الطبية العاملة في طرابلس.
أوضاع متردية
تلك الأوضاع الصحية المتردية والتي تأتي بالتزامن مع اعتراف رئيس ما يسمى باللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة فيروس كورونا بحكومة الوفاق الدكتور خليفة البكوش والتي أعلن فيها فشل حكومة السراج في السيطرة على فيروس كورونا، ما يجعلهم مضطرين إلى الإغلاق الكامل والعودة إلى المربع الأول. واعترف البكوش أن العاصمة طرابلس معرضة لوضع وبائي حرج،
كورونا تعري الإخوان
جائحة كورونا كشفت الوجه الحقيقي لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، حيث تعامل مع الوباء بطريقة تجار الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.
واعتبر التنظيم الإرهابي أزمة كورونا فرصة لكسر إرادة مدن موالية للجيش بحصارها وقطع الخدمات والمواد الطبية عنها؛ للرضوخ إلى المليشيات وتسليم خيراتها إلى المرتزقة الموالين لتركيا.
وبدلا من أن تأتي الطائرات محملة بالمساعدات التي تساعد الليبيين على مواجهة الوباء كانت تهبط بالعتاد والمرتزقة مستغلة انشغال الدول الفاعلة في الملف الليبي بمواجهة تداعيات الوباء.
فشل ذريع
وفرغم اعتماد حكومة فايز السراج، 3.2 مليار لوزارة الصحة بميزانية 2020، ونحو 966 مليون دينار لمواجهة أزمة كورونا، إلا أنها فشلت في ذلك، وأصيب وتوفي حتى الآن 669 حالة، وعدد كبير من كبار المسؤولين على رأسهم سليمان العبيدي رئيس الأركان الأسبق الموالي لمليشيات السراج.
وتستغل حكومة السراج جائحة كورونا لرصد ميزانيات كبيرة في الوقت الذي لم تصرف فيه أيًا من تلك المخصصات في وجهتها الحقيقية.
ويقول المصرف المركزي الليبي بطرابلس، إن حكومة السراج صرفت نحو 966 مليون دينار (702.5 مليون دولار أمريكي) لمجابهة الجائحة حتى نهاية سبتمبر / أيلول الماضي، دون جدوى.
وسجلت ليبيا، أمس الثلاثاء، أعلى حصيلة إصابات يومية، حيث أكد المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، إصابة 1164 حالة جديدة و12 حالة وفاة.
وتعاني مستشفيات ليبيا من نقص وعجز كبير في المواد الطبية والمعقمات وأنابيب الأكسجين، فضلاً عن توقف إصدار الرواتب للأطقم الطبية والطبية المساعدة، إلى جانب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، فضلاً عن العجز التام في توفير الوقود
إيقاف الفاسدين
وكان ديوان عام المحاسبة في طرابلس قرر إيقاف عدد من مسؤولي جهاز الطب العسكري التابع لحكومة فايز السراج عن العمل لاتهامهم بالفساد واستغلال المناصب والاستيلاء على المال العام المخصص لأزمة كورونا.
وأصدر ديوان عام المحاسبة في طرابلس قرارا بإيقاف عدد من مسؤولي جهاز الطب العسكري التابع لحكومة فايز السراج عن العمل لاتهامهم بالفساد واستغلال المناصب والاستيلاء على المال العام بدون وجه.
وشملت قائمة الموقوفين كلا من مدير عام جهاز الطب العسكري عمر البصير ميلاد هويدي، ومدير إدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري محمد حسين سالم، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري عدنان البشتي، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري عبدالحكيم سالم عطية، والمشرف بإدارة المشروعات بجهاز الطب العسكري يونس محمد امسلم، والمراقب المالي بجهاز الطب العسكري عمار منصور التائب.
كما أصدر النائب العام أمرا بالقبض على وكيل وزارة الصحة بالوفاق، محمد هيثم الذي فر إلى تركيا.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز