خليفة حفتر.. قادم من دهاليز "الأسر" لحرب الإنقاذ والوحدة
10 أعوام صعاب عاش ويلاتها الشعب الليبي منذ إسقاط نظام معمر القذافي وانتشار مليشيات ارتبطت بالإرهاب وقتلت الليبيين وروعتهم.
ليست هذه ليبيا التي يريدها الليبيون.. هكذا قرأ المشير خليفة حفتر صاحب الـ78 عاما ما يدور في بلد تحول إلى ساحة لحرب لم يردها الليبيون يوما، ومرتعا للإرهاب وتصفية الحسابات، فكان أن لبى نداء وطن موجوع.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن المشير حفتر ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل في ليبيا.
حفتر يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا
وفي كلمة، قال حفتر: "في هذه اللحظات التاريخية المصيرية التي يختلط فيها الشك والأمل، فإن آمال الأمن والسلام والاستقرار بدأت تلوح في الأفق رغم المحاولات اليائسة للحفاظ على الوضع الراهن الكئيب".
وتابع: "تقف بلادنا اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، هما طريق الحرية والسلام، وطريق التوتر والعبث والصراعات، وعلى الليبيين وحدهم اختيار الطريق، فبعد سنوات ليست قليلة، عانيتم فيها ما عانيتهم، ها قد فتحت أمامكم أبواب الأمل لإعادة بناء دولتكم واختيار دولتكم، والعبور نحو شواطئ الأمان".
محارب
وُلد حفتر الذي يعتبر أحد أبناء قبيلة الفرجان الليبية بمدينة أجدابيا في 7 نوفمبر/ تشرين ثاني 1943، وترعرعَ هناك.
خدمَ حفتر في الجيش الليبي تحت قيادة القذافي وشاركَ معه في الإطاحة بالملك إدريس، عام 1969، وحينها تمت مكافأته بمنصب في مجلس قيادة الثورة، ومن ثم تدرج في الرتب العسكرية سريعاً.
التحديات ليست جديدة على حفتر، فقد سبق أن شارك في حرب العبور مع مصر عام 1973 ضدّ إسرائيل ، وكُرّم بالنجمة العسكرية عام 1974، كما حصل على العديد من الدورات العسكرية منها قيادة الفرق في روسيا بامتياز، وله خبرة كبيرة في المجال العسكري.
لاحقا، قاد جيش بلاده خلال الحرب الليبية - التشادية، عندما أراد القذافي الإطاحة بالرئيس التشادي حينها حسين حبري بسبب تحالفاته مع فرنسا والولايات المتحدة، وكان حفتر احتل تشاد في فترة قصيرة، وبعد انتصاره طلب دعما لجيشه إلا أن القذافي لم يدعمه وتركه بدون عتاد، خوفاً من أن يعود منتصرا وينقلب عليه.
وتم أسر حفتر في معركة وادى الدوم مع مئات الجنود الليبيين عام 1987، وأنكر القذافي معرفته بهم، الأمر الذى أغضب القائد العسكري كثيراً، وطلب من حكومة تشاد إطلاق سراح الجنود للعمل ضد نظامه، وهو ما تم بالفعل، واستمر لمدة عامين يدرب الجنود الليبيين في قاعدة خارج العاصمة التشادية نجامينا، وأعلنوا في يونيو/ حزيران 1988 عن إنشاء الجيش الوطني الليبي كجناح عسكري تابع للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة.
أُطلق سراحه في عام 1990 وذلك بعد صفقة مع واشنطن وقضى ما يقربُ من عقدين في مدينة لانغلي بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة وهناك حصلَ على الجنسية الأمريكية، لكن في عام 1993؛ وأثناء إقامته في الولايات المتحدة أُدين حفتر غيابياً بجرائم ضد ليبيا وحُكم عليه بالإعدام.
وعلى مدى 20 عاما، وتحديدا من 1994 إلى 2014، عاش المشير حفتر بهدوء في ضواحي فرجينيا الأمريكية، على بعد 5 أميال من مقر وكالة المخابرات المركزية "سي.أي إيه"، نافياً شائعات تخطيطه للعودة إلى ليبيا.
مسار إنقاذ
ولكن بعد أحداث فبراير/شباط 2011، تلقى العديد من النداءات المطالبة بعودته، وبالفعل وصل بنغازي يوم 14 مارس/آذار 2011، وخلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي، توافق نحو 150 من الضباط وضباط الصف على تسميته رئيساً لأركان الجيش، معتبرين أنه الأحق بالمنصب نظراً لـ"خبرته وتقديراً لجهوده".
وفي عام 2014، عاود الظهور ببيان تعهد فيه بإنقاذ البلاد والسيطرة على المليشيات المسلحة وحماية المدنيين، ثم أطلق "عملية الكرامة" التي حررت بنغازي من المتطرفين، فيما يسعى إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
كما استطاع تحرير الشرق وبعض مناطق الجنوب الليبي من وطأة المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية وإعادة الأمن، وحرر أيضا المناطق النفطية من أيدي المسلحين.
ويمثل حفتر شخصية قيادية ولديه طموحات وطنية بعد النجاحات العسكرية، ومع صعود نجم الجيش الوطني الليبي، بدأ مبعوثون غربيون يعترفون بما حققه من مكاسب.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز