«الملف الشائك» أولوية.. اللجنة الاستشارية الأممية بليبيا تبدأ مهمتها
![اجتماع اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة الأممية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/216-221430-libya-elections-advisory-committee_700x400.jpg)
ملف الانتخابات الليبية كان أول موضوع أمام اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة الأممية، في اجتماعها الافتتاحي.
وناقش المشاركون في الاجتماع، الذي استمر يومين في طرابلس، قواعد إجراءات اللجنة وخطة عملها، بما في ذلك خطط الاجتماع الثاني الأسبوع المقبل، كما أجروا مناقشة منظمة حول القضايا الخلافية الرئيسية ضمن الإطار الانتخابي الحالي.
وأكدت نائبة الممثل الخاص لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، أن اللجنة الاستشارية، وهي عنصر أساسي في العملية السياسية الليبية الداخلية، مكلفة بإعداد مقترحات ملموسة لمعالجة هذه القضايا.
وفي كلمتها أمام المشاركين، قالت خوري: "بينما تعتزم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تنفيذ عملية متعددة المسارات تشمل الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية، يتعين أن يظل تركيز اللجنة الاستشارية على الإطار الانتخابي، وتحديدًا القضايا الخلافية التي تمنع إجراء الانتخابات الوطنية".
وأضافت: "اللجنة ليست منتدى سياسيًا، وتعتمد مصداقيتها على الحفاظ على هذا التركيز".
وسيتم رفع نتائج مداولات اللجنة الاستشارية إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، لإعلام المراحل اللاحقة من العملية السياسية ودعم المؤسسات الليبية وصنّاع القرار في عملهم نحو إجراء الانتخابات الوطنية.
مهام اللجنة
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تشكيل اللجنة الاستشارية، في إطار مبادرتها السياسية متعددة المسارات، التي قدمتها لمجلس الأمن في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024.
وتتمثل مهمة اللجنة الاستشارية في تقديم مقترحات فنية قابلة للتطبيق سياسيًا، لحل القضايا الخلافية العالقة، بما يمكّن من إجراء الانتخابات، استنادًا إلى المرجعيات والقوانين الليبية القائمة، بما في ذلك الاتفاق السياسي الليبي، وخارطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، وقوانين 6+6 الانتخابية.
تكوين اللجنة
ووفقًا لبيان صادر عن البعثة يوم الثلاثاء الماضي، تتألف اللجنة الاستشارية من شخصيات ليبية تم اختيارها بناءً على تقييم البعثة لخبراتها وقدراتها، كما أعربت البعثة عن تقديرها العميق للاهتمام الواسع بأعمال اللجنة.
وأوضحت البعثة أن اختيار أعضاء اللجنة استند إلى مجموعة من المعايير، تشمل:
المهنية والخبرة في القضايا القانونية والدستورية و/أو الانتخابات.
القدرة على تحقيق التوافق.
فهم التحديات السياسية التي تواجه ليبيا.
كما أخذت البعثة في الاعتبار العوامل الثقافية، والتوازن الجغرافي، وتمثيل المرأة.
يأتي ذلك في وقتٍ تنتظر فيه ليبيا تولي المبعوثة الأممية الجديدة، الغانية حنا تيتيه، مهامها بعدما عيّنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أواخر يناير/كانون الثاني الماضي.
مهام البعثة الأممية
تُدير بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، المعروفة اختصارًا بـ "أونسميل"، حاليًا بالإنابة الأمريكية ستيفاني خوري، وتعمل وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2009 (سبتمبر/أيلول 2011).
ويُناط بالبعثة القيام بالعديد من الأدوار، أبرزها:
قيادة جهود الوساطة بين الليبيين للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة منذ نحو عقد.
إعادة الأمن والنظام وتعزيز سيادة القانون.
حل الميليشيات وتوحيد المؤسسة العسكرية.
إجراء حوار سياسي وتعزيز المصالحة الوطنية.
استقالات المبعوثين الأمميين
في أبريل/نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي للدعم في ليبيا عبدالله باثيلي استقالته من منصبه، بسبب ما وصفه بـ "أنانية" القادة الليبيين وتفضيلهم المصالح الشخصية على مصلحة بلادهم، ما أدى إلى شعوره بالإحباط جراء الوضع السياسي في البلاد، بعد 18 شهرًا من توليه المنصب.
وأشار باثيلي، وهو دبلوماسي سنغالي مخضرم، إلى أنه بذل قصارى جهده لحل القضايا الرئيسية التي تعرقل العملية السياسية في البلاد، عبر:
إنهاء الخلافات بشأن القوانين الانتخابية.
تشكيل حكومة موحدة.
وضع البلاد على مسار الانتخابات.
إلا أن محاولاته، بحسب قوله، قوبلت بمقاومة عنيدة، وتوقعات غير معقولة، ولامبالاة بمصالح الشعب الليبي.
وسبق أن استقال عدد من المبعوثين الأمميين إلى ليبيا بعد فشلهم في تحقيق تقدم ملموس، وكان آخرهم:
التشيكي يان كوبيش (2021)، الذي قدم استقالته بشكل مفاجئ.
اللبناني غسان سلامة (2020)، الذي برر استقالته بأسباب صحية.