سياسة
ضغوط دولية للبت بانتخابات ليبيا.. وقرار للمفوضية يمهد للتأجيل
طالبت كل من فرنسا وإيطاليا، الثلاثاء، بسرعة البت في تأجيل الانتخابات وتحديد موعد قريب لإجرائها، فيما أصدرت مفوضية الانتخابات قرارات اعتبرها محللون تمهيدا للتأجيل.
وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا بإعلان الجدول الزمني للانتخابات، وفق خارجة الطريق الليبية، التي حظيت بدعم القرار (2570) الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
ودعت الوزارة، في تصريحات صحفية على موقع الوزارة الإلكتروني، إلى الامتثال للبيان المعتمد في مؤتمر باريس من أجل ليبيا، الذي انعقد 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ووافقت عليه السلطات الانتقالية الليبية، وحظي بتأييد مجلس الأمن.
ولفتت إلى طلب المفوضية الليبية مهلة إضافية "ضرورية" لإتمام عملية إصدار قوائم المرشحين في الانتخابات البرلمانية.
وفي السياق ذاته، أعرب السفير الإيطالي لدى ليبيا، جوزيبّي بُوتشينو غريمالدي عن أمله في أن يكون تأجيل الانتخابات في ليبيا قصير الأمد.
وشدد السفير الإيطالي على أنه من "المهم أن هناك عملية سياسية و(انتخابات) 24 ديسمبر/كانون الأول جزء من هذه العملية. والأمل في أن يكون التأجيل قصير الأمد".
وأشار إلى أن مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة لليبيا، الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني ويليامز، عادت إلى طرابلس و"إنها تعمل بدعم كامل من إيطاليا والأمم المتحدة".
يأتي ذلك، فيما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات الليبية إلغاء حالة الطوارئ الخاصة بها بخصوص مهمتها في التنفيذ والإشراف على الانتخابات.
وأصدر رئيس المفوضية الليبية للانتخابات عماد السايح قرارا يتضمن عودة العمل بالدوام العادي، اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، بعد زيادة ساعات الدوام نتيجة التحضير للانتخابات.
وأمر السائح في القرار والتي حصلت" العين الإخبارية" على نسخة منه، بعدم تجديد كل العقود الموسمية لجميع المكاتب والفروع، واستمرارها للعاملين الذين أثبتوا كفاءتهم خلال المدة الماضية في الإدارة العامة فقط.
كما طالب رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بتسوية كل المستحقات والالتزامات المالية التي ترتبت على التحضير للعملية الانتخابية بما لا يتجاوز تاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ودعا رئيس مفوضية الانتخابات إلى اتخاذ الإجراءات اللوجستية التي تضمن المحافظة على الجاهزية العملياتية، والمواد التي كان من المقرر استخدامها في تنفيذ العملية الانتخابية المقررة.
وأجمع عدد من الخبراء السياسيين الليبيين على أن تلك الإجراءات تعني بشكل أو بآخر توقف العملية الانتخابية تماما، رغم التصريحات الأخيرة لرئيس المفوضية بجاهزيتهم الفنية لإجرائها في موعدها في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وفي وقت سابق من صباح اليوم، واصلت المليشيات المسلحة إشعال الحرب في العاصمة الليبية طرابلس، وسط تحركات عسكرية في عدة مناطق من المدينة.
وقال شهود عيان في المدينة إنه تم إغلاق شوارع عين زارة والخلة وباب بني غشير بسواتر ترابية، بالتزامن مع انتشار آليات عسكرية بالمنطقة، فيما وردت أنباء عن إغلاق بعض المدارس، وطلب المعلمون من الطلاب العودة إلى منازلهم.
وذكرت مصادر رفضت الكشف عن هويتها لأسباب الأمنية أن كتائب مسلحة تابعة لوزارة الدفاع بحكومة تيسير الأعمال قد بدأت بتطويق العاصمة، لقطع الطريق أمام كتائب تنحدر من مدن أخرى كانت تنوي إشعال حرب وسط طرابلس اليوم.
وبينت المصادر أن ما يحدث مواجهة تكسير عظام وتوسيع أماكن نفوذ بين المليشيات المسلحة التي تطلق على نفسها "دعم الاستقرار"، وما يسمى "اللواء 444" وحلفاء الطرفين من مصراتة والزاوية والقيادي في مليشيات "ثوار طرابلس" هيثم التاجوري.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابي، والذي بات تأجيله أمراً واقعاً في ظل تنصل المسؤولين من إعلان التأجيل والاستمرار في انتهاج سياسة الصمت.