مأساة المهاجرين.. فرار من جحيم مليشيات ليبيا إلى المخاطر بإيطاليا
"تم إجلاؤهم لبر الأمان".. هكذا وصفت منظمة شؤون اللاجئين الأممية عملية إجلاء قامت بها لمهاجرين لخارج ليبيا بعد تزايد عنف المليشيات ضدهم.
فغرب ليبيا يعج بمئات المليشيات المسلحة التي تنزل ليل نهار العذاب بالمهاجرين غير الشرعيين في سجون تديرها وتخضع فقط اسميا لإشراف الحكومة.
- نار المليشيات تكوي المهاجرين في ليبيا.. قتل وحرق
- مليشيات ليبيا عثرة أمام الحل.. دعوات أممية لنزع السلاح ودعم "5+5"
ناهيك عن جرائم القتل التي ترتكبها تلك المليشيات في حق المهاجرين والتي كان آخرها مقتل 15 مهاجرا حرقا في مدينة صبراتة داخل قارب في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واليوم وعن أولئك المهاجرين غير النظاميين الذين وصفتهم بالـ"فئة المستضعفة" قالت المفوضية السامية لشؤون المهاجرين التابعة للأمم المتحدة في بيان لها إنه "تم إجلاء قرابة 120 شخصا اليوم في رحلة نظمتها مفوضية اللاجئين من ليبيا إلى بر الأمان في إيطاليا".
وضمت المجموعة بحسب البيان "أطفالاً ونساء معرضات للخطر وناجين من العنف وأشخاصاً أطلق سراحهم للتو"، في إشارة لما يتعرض له المهاجرين في غرب ليبيا على يد المليشيات المسلحة.
وتابعت المفوضية الأممية الحقوقية المعنية بالأمر قائلة: "كان المسافرون في هذه الرحلة من جنسيات مختلفة بينهم سودانيون وصوماليون وسوريون وإريتريون وإثيوبيون إلى جانب أشخاص من جنسيات أخرى".
عبد الكريم، لاجئ سوري وأب لثلاثة أطفال نقل عنه بيان المفوضية قوله " أنا سعيد للغاية" وهو " يعيش في ليبيا منذ 10 سنوات ولقد اضطرت أسرته إلى النزوح عدة مرات بسبب القتال"، وفق بيان المفوضية.
وأضاف في البيان: "أهم شيء لي هو أن يحصل أطفالي على تعليم جيد ـ أريد أن أعيش مرتاح البال".
أما محمد، طالب لجوء سوداني يبلغ من العمر 22 عاماً فقد حاول بحسب المفوضية مغادرة ليبيا 7 مرات عن طريق البحر لكن يقول أنه " انتهى به المطاف في الاحتجاز وتعرض لإصابة في عينه تسببت في فقدانه بصره".
المهاجر السوداني يقول أيضا إن " أولويته هي البحث عن علاج ـ أشعر بالحزن لأنني أترك ورائي الأشخاص الذين وقفوا بجانبي ـ المغادرة صعبة أترك ورائي أعز أصدقائي وآمل أن يغادروا هذا البلد".
وعن رحلة الإجلاء اليوم قالت المفوضية هي "مدعومة من طرف حكومة إيطاليا وهي جزء من آلية تجمع بين عمليات الإجلاء في حالات الطوارئ والممرات الإنسانية التي أسست في إيطاليا منذ عام 2016 ".
وأضافت: "تعتمد المفوضية على المجتمع الدولي لتوفير مسارات آمنة خارج ليبيا لبعض طالبي اللجوء واللاجئين الأكثر ضعفاً".
وأخذاً في الاعتبار رحلة اليوم كشفت المفوضية أنها "بذلك تكون قد أجلت 1,368 طالب لجوء نُقلوا من ليبيا إلى إيطاليا منذ عام 2017 بينما غادر ليبيا 9,474 شخصا في رحلات الإجلاء أو إعادة التوطين أو عبر مسارات تكميلية خلال نفس الفترة ".
وتعليقا على ذلك قال الحقوقي الليبي يوسف العرفي إن "فظائع المليشيات سواء العاملة في تهريب البشر أو الأخرى التي تتخذ من قطاع الأمن ساترا لعملها هي خطر حقيقي على المهاجرين في ليبيا".
وأضاف أن " ترحيل مهاجرين اليوم من طرابلس غرب ليبيا يجب أن يستمر وإلا فحياة أولئك المهاجرين في خطر كبير".
ولفت الحقوقي الليبي العرفي إلى أن "مفوضية شؤون اللاجئين الأممية أخطأت حينما قالت في بيانها إنها أجلت أولئك المهاجرين إلي بر الأمان في إيطاليا متناسية أن رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلوني التي تنتمي لليمين المتطرف هي أشهد عداوة للمهاجرين غير النظاميين".
وأضاف عن ذلك: "سبق لإيطاليا رفض استقبال المهاجرين على أراضيها ورئيسة حكومتها تناصب العداء لهم وقد أعلنت أكثر من مرة قبل انتخابها وبعد فوزها بالمنصب أنها ضد المهاجرين ولن تسمح لهم بالقدوم إلى بلادها فهي ترى أنهم سبب ازمة هناك ".
وتابع " عمليات الإجلاء في حد ذاتها تعد أمرا مؤقتا وليست حلا في ظل رفض أوروبا للمهاجرين".
مؤكدا أن الحل " يكمن في معالجة الأمور من جذورها أي معالجة الأسباب التي تدفع المهاجرين للهجرة واقصد هنا الأسباب الاقتصادية اولا ثم الامنية ثانيا في بلدانهم الافريقية كون الافارقة هم أكثر من يهاجر ليفر من الجوع بحثا عن العيش الكريم في القارة الأوروبية".
وفي 30 يوليو/تموز الماضي كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن 1614 مهاجرًا كانوا ضحية لعمليات الإتجار بالبشر خلال عامين في ليبيا وهو النشاط الذي تمارسه المليشيات الليبية غرب البلاد تلك المنطقة المطلة على البحر المتوسط التي يقصدها المهاجرون للعبور لأوروبا.
وأكثر من مره حذرت تقارير منظمات أممية من تلك الظاهرة المنتشرة في غرب ليبيا وكان آخرها تقريرا صدر عن الأمم المتحدة فضح الجرائم التي تشهدها سجون ومنشآت احتجاز تابعة لمجموعات مسلحة ناشطة غربي ليبيا حيث يقبع آلاف الموقوفين تحت صنوف من التعذيب والعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات.
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز