وسط صراعات محلية.. ليبيا تفتش عن آبار النفط المنسية
خطوات اتخذتها ليبيا لاستغلال ثروتها النفطية المهدرة لزيادة الإنتاج وتحقيق مكاسب من ارتفاع الأسعار.
حيث أعلنت شركة الواحة الليبية للنفط تفعيل عدد من الآبار المقفلة بحقول الشركة المختلفة، من أجل المحافظة على مستويات الإنتاج وزيادة القدرة الإنتاجية من مختلف المكامن النفطية.
وقالت الشركة في بيان لها الأحد، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه تم وضع برنامج تفعيل الآبار المقفلة وإعادة وضعها على الإنتاج، من خلال برنامج مكثف لتحديد الأسباب ووضع الصيانة اللازمة لمعالجة المشاكل الميكانيكية والمكمنية الفنية والتي تحول دون استمرار إنتاجها.
3500 برميل يومياً
وأوضحت أنه تم خلال اليومين الماضيين عقد اجتماع فني بين مختصي إدارة هندسة المكامن والإنتاج ومختصي شركة هاليبورتن للخدمات النفطية، وإعلان الشروع في تنفيذ برنامج تفعيل عدد من تلك الآبار المقفلة.
ولفت إلى أنه البرنامج يتضمن تشكيل فريق عمل فني مشترك من مختصي الشركتين لدراسة و تحليل أسباب الإقفال وتحديد الطرق المثلى والتقنيات المطلوبة لتفعيل تلك الآبار، ثم إصدار التوصيات وبرامج الصيانة اللازمة وتنفيذها بالتعاون بين مختصي الشركتين.
ويستهدف هذا البرنامج في مرحلته الأولى، تفعيل عدد عشرة آبار مقفلة لأسباب فنية مختلفة ومن المتوقع تحقيق إنتاج مضاف بعد صيانتها يصل إلى 3500 برميل يومياً.
وتأتي تلك المحاولات وسط أزمة جديدة تواجه قطاع النفط الليبي، والذي يعاني من الشح في الميزانيات وتوقف الإنتاج، جراء الانقسامات السياسية في البلاد.
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا والتي تديرها الدولة، وجهت خطابًا إلى المسؤولين عن إدارات التشغيل، طالبتهم بإيقاف جميع أعمال الحفر التطويري والاستكشافي للآبار الجديدة، والانتهاء من عمليات الحفر للآبار الجاري حفرها الآن، ووقف عمليات صيانة الآبار والتي لها علاقة بالباب الثالث.
كما قررت مؤسسة النفط، في الخطاب الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إيقاف جميع أعمال المشروعات الرأسمالية والتنموية؛ لتجنب عدم ترتيب أي التزامات مالية جديدة، عازية قرارها إلى التأخير في تسييل الميزانيات المعتمدة للعام 2022.
وقالت مؤسسة النفط، إن عدم تسييل المبالغ المعتمدة للميزانية حتى هذا التاريخ، أدى إلى زيادة الالتزامات المالية المترتبة على المؤسسة الوطنية للنفط وشركاتها.
صراعات محلية
وكان المدير المُشارك في شركة ويسبرنغ بيل لإدارة المخاطر بشمال أفريقيا إيلياس صديقي توقع استمرار تأثر قطاع النفط الليبي بتداعيات الصراعات المحلية حتى النصف الثاني من العام الجاري، مشيرًا إلى أن تلك الصراعات وتداعياتها على الإنتاج والتصدير تهبط بالطموحات الأمريكية التي تعوّل على نفط ليبيا لضمان أمن الإمدادات عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويتراوح معدلات الإنتاج في ليبيا حول مستوى 800 ألف برميل يوميًا خلال الشهر الجاري بعد أن كانت عند مستوى مليون و200 ألف برميل، مع انخفاض توقعات الإمدادات إثر استمرار إغلاق المنشآت، وفق مُحللي ستاندرد آند بورز جلوبال للسلع.
وما زالت صادرات النفط خاضعة للقوة القاهرة منذ أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط مطلع الشهر الجاري، بما يُقدر بنحو 90 ألف برميل يوميًا من ميناء البريقة، و90 ألف برميل يوميًا أخرى من ميناء الزويتينة، و70 ألف برميل من ميناء مليتة.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أكد قبل أيام ضرورة تجميد إيرادات النفط بمصرف ليبيا الخارجي لحين وضع ضمانات وآليات لاستفادة كل الليبيين من هذا الدخل بما يحقق العدالة والمساواة للجميع.