"بيت الكيمياء" في باريس.. محفز تفاعلات الحل الليبي
ينطلق اليوم الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر ليبيا في أروقة "بيت الكيمياء"، لكن لماذا هذا المكان بالتحديد وما هي رمزيته؟
ويعد "بيت الكيمياء" مكانا تاريخيا مرموقا في قلب الدائرة السابعة قرب الجمعية الوطنية (البرلمان) في قلب باريس، ويوفر لزائريه مظهرا حديثا وروحا تاريخية، خاصة في غرف الاجتماعات التي تختلف من حيث الحجم، وحديقته الخاصة الساحرة.
ويجمع مركز المؤتمرات الشهير بين سحر القرن الثامن عشر وبساطة ثلاثينيات القرن الماضي، ويعد مركزا رئيسيا للمؤتمرات والمعارض والمنتديات والعروض والمناقشات وإطلاق المنتجات والمؤتمرات الصحفية والأحداث المختلفة، وفق موقعه الإلكتروني.
وتدير "بيت الكيمياء" جمعية غير ربحية، هي مؤسسة بيت الكيمياء، وهدفها الأساسي هو مساعدة العلماء العاملين في مجال الكيمياء من خلال تنظيم الاجتماعات والندوات والمؤتمرات، وتوفر في المركز مساحة مكتبية.
لكن يجري تأجير قاعات مركز المؤتمرات، للاجتماعات التي تقع موضوعاتها خارج مجال الكيمياء، بل إن الاجتماعات البعيدة عن الكيمياء تشكل في الوقت الحالي، ما بين 75% و80% من نشاط مركز المؤتمرات.
ونظرًا لموقع "بيت الكيمياء" المركزي في باريس، وبالتحديد بالقرب من الجمعية الوطنية والعديد من الوزارات، فإن المركز يستغل بشكل كبير كمكان للاجتماعات السياسية.
بعض من التاريخ
مزج تأسيس بيت الكيمياء في باريس العلم بالدبلوماسية والعلاقات الدولية، إذ بدأت فكرة إنشائه في عام 1927، وبالتحديد في ذكرى مرور 100 عام على ميلاد مارسيلين برتيلو، وهو كيميائي وسياسي فرنسي شهير شغل منصب وزير الخارجية في فرنسا.
ووفق دراسات طالعتها "العين الإخبارية"، فإن ذكرى مئوية برتيلو ارتبطت بوضع أوروبي ملتبس بعد أقل من 10 أعوام من نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث كان العلم والعلماء، وخاصة الكيميائيين يلعبون دورا كبيرا في دفع المصالحة بين فرنسا وألمانيا في ذلك الوقت.
وفي ذلك الوقت، ظهرت الدبلوماسية التقليدية جنبا إلى جنب مع العلاقات العلمية العابرة للحدود ضمن جهود حثيثة لتعزيز الهدف الأوسع للمصالحة الفرنسية الألمانية مع التأكيد أيضًا على مكانة فرنسا كقوة دولية رائدة في الكيمياء.
وفي هذا الإطار، لعب فيليب نجل برتيلو، وهو دبلوماسي، دورًا رئيسيًا في تعزيز هذا الاتجاه للمصالحة الدبلوماسية والعلمية، وساعد في دفع جهود التواصل بين البلدين من خلال إنشاء مركز "بيت الكيمياء" لمساعدة العلماء من البلدين في دفع علاقاتهما.
وفي عام 1928، عُهد بإنجاز مشروع بيت الكيمياء، إلى مؤسسة بيت الكيمياء غير الربحية التي تم إنشاؤها لهذا الغرض، قبل أن يتم افتتاح المركز في 1 ديسمبر/كانون الأول 1934 بحضور الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، ألبرت ليبرون.
واليوم الجمعة، بعد نحو 94 عاما من ميلاد فكرة "بيت الكيمياء"، يلتقي عدد كبير من قادة العالم، بينهم ممثلو جوار ليبيا، لبحث سبل تعزيز الاستقرار وإجراء الانتخابات في البلد الأفريقي، على أمل أن تحدث معادلة التاريخ والعلم والسياسة أثرها المرجو، ويدشن مركز المؤتمرات الباريسي مرحلة جديدة في تاريخ طرابلس.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز