خبراء: انهيار الليرة التركية يجفف منابع الإرهاب في ليبيا
التراجع الاقتصادي الحاد في تركيا، امتد تأثيره إلى جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، الذين يسيطرون على مفاصل مصرف ليبيا المركزي.
في الوقت الذي تشهد فيه العملة المحلية التركية "الليرة" انهيارا غير مسبوق مقابل الدولار الأمريكي، أكد خبراء لـ"العين الإخبارية" أن هذا الوضع سيؤثر سلبا على المليشيات المسلحة الإرهابية في ليبيا المدعومة من تركيا بشكل مباشر.
ووصلت الليرة التركية لأدنى مستوياتها منذ سنوات مقابل الدولار الأمريكي، وذلك على خلفية التوتر بين أنقرة وواشنطن، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على الواردات التركية من الحديد والألومنيوم، ما تسبب في سقوط أكبر لقيمة الليرة.
من ناحية أخرى، دعا الرئيس التركي رجب أردوغان مواطنيه إلى تحويل مدخراتهم من الذهب والدولار إلى العملة المحلية، وهي الدعوة التي تلقَ ترحيبا في الشارع التركي.
التراجع الاقتصادي الحاد في تركيا، امتد تأثيره إلى أعوان أردوغان من جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، الذين يسيطرون على مفاصل مصرف ليبيا المركزي.
أنقرة تستغيث بإخوان ليبيا
فوزي عمار، أمين عام المركز الليبي للتنافسية الاقتصادية، قال: إن الرئاسة التركية تمارس ضغوطا على حلفائها من جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، والذين يمتلكون ودائع مالية كبيرة في البنوك التركية، استحوذوا عليها بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي، لتحويلها من الدولار والعملة الصعبة إلى العملة المحلية التركية.
وأشار عمار، في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مدير المصرف الليبي الخارجي، محمد بن يوسف، والمقيم في تركيا، كان ضمن هؤلاء الذين شملهم دائرة الضغوط، لتحويل الودائع الليبية إلى الليرة التركية.
وأكد أن أردوغان يضغط على المؤسسات المالية الليبية لتحويل الودائع في مصرف زراعات بنك التركي، من الدولار إلى الليرة التركية لإنقاذها مقابل أرباح بقيمة 20% من الليرة.
وحذر أمين عام المركز الليبي للدراسات التنافسية من الاستجابة للضغوط التركية، داعيا محافظ مصرف ليبيا المركزي المقال، الصديق الكبير، بالتحرك للحفاظ على أموال الليبيين، مضيفا: "إذا قاموا بذلك سنحاكمهم بتهمة الخيانة".
ولفت عمار إلى أن الليرة التركية تنهار منذ أكثر من عام، لكن مصرف ليبيا المركزي برئاسة الصديق الكبير الداعم الأكبر للإخوان، لم يقم بأي ردة فعل.
انخفاض الليرة يجفف منابع الإرهاب
من جانبه، قال الباحث السياسي الليبي عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية"، إن انهيار الليرة التركية، أحد أساليب وزارة الخزانة الأمريكية في تجفيف منابع الإرهاب، وأن أغلب المليشيات في ليبيا ولصوص المال العام استثمروا في تركيا بمليارات الدولارات المنهوبة من دول ما يسمى بـ"الربيع العربى"، سوريا واليمن وتونس وبصفة خاصة ليبيا.
وكشف الباحث الليبي، أن قادة "الإخوان" الإرهابية في ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية، وغيرها من المليشيات المسلحة، مثل الحاج علي الدبيبة المصراتي وعائلته، والإرهابي عبد الحكيم بالحاج، وكبار قيادات تنظيم الإخوان الليبي أغلب أموالهم يستثمرونها في تركيا.
وشدد رشوان على أنه عند انهيار وخسارة هذه المليارات من الدولارات من أموال المستثمرين الأجانب، ستخضع تركيا لشروط الولايات المتحدة وتنفيذها، مما سيجبرها على وقف دعم وتمويل الإرهابيين في ليبيا وغيرها من البلدان التي تعمل أنقرة على تخريبها عبر تلك المليشيات.
من جانبه، دعا فوزي عمار، أمين عام المركز الليبي للتنافسية الاقتصادية، لسحب الودائع الليبية من المصارف التركية.
وأكد عمار أن للمصرف الليبي الخارجي نوعين من الاستثمارات، أحدهما مباشر وبالعملة الصعبة في مصرف "زراعات" التركي، والآخر مشاركة في المصرف "العربي التركي"، مؤكداً أن قيمة هذه المشاركات ما زالت مجهولة إلى حد الآن.
وقال أمين عام المركز الليبي للتنافسية الاقتصادية، إن حجم الودائع الليبية في تركيا يصل في أقل تقدير إلى ١٢ مليار دولار، مضيفا أنه لا معلومات نزيهة وواضحة حول قيمة تلك الودائع.
وفى السياق نفسه، علّق الخبير الاقتصادي الليبي والمدير السابق للبورصة الليبية سليمان الشحومي، لوسائل إعلام ليبية، على الأزمة المالية في تركيا، قائلا: "هل لدى البنك المركزي الليبي خطة بديلة للودائع المودعة في البنوك التركية والتي تشهد عاصفة انهيار عملتها المحلية أمام الدولار؟ وهل البنك الخارجي الليبي أيضا لديه خطط طوارئ لتدهور قيمة العائد على الودائع بالليرة التركية؟".
مطالبات بالتحقيق في إيداعات مصرف ليبيا
من جهته، طالب المرشح الرئاسي الليبي ورئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة عارف النايض، مجلس النواب وديوان المحاسبة، بالتحقيق العاجل في حجم ووضع إيداعات مصرف ليبيا المركزي في المصارف التركية.
ودعا النايض إلى التحرك الفوري لحماية الودائع الليبية من استمرار انهيار العملة التركية، ومحاسبة من وضعها هناك، معرباً عن قلقه حيال مستقبل هذه الأموال.
وكشف النايض، في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، عن إيداع محافظ ليبيا المركزي المُقال بتواطؤ مع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية المسيطرة على مفاصل المصرف المركزي في طرابلس، لمليارات الدولارات في مصارف تركية لا ترقى للتصنيفات الدولية الآمنة، وعرّض بذلك أموال الليبيين لمخاطر تفوق المعتاد.
وأضاف النايض أن حجم الودائع الليبية في البنوك التركية يكتنفها الغموض المتعمد، مؤكداً أن من حق الشعب الليبي معرفة حجم الخسائر الكارثية التي يتعرض لها؛ بسبب السياسات المؤدلجة للمتحكمين في مصرف ليبيا المركزي على مدى السبع سنوات الماضية.
وختم المرشح الرئاسي الليبي تصريحه، داعياً إلى التحقق أيضا من الاستثمارات الليبية في تركيا عامة، ومدى تآكلها، بسبب ما وصفه بالانهيار الوشيك للاقتصاد التركي.
وتؤكد تقارير تركية صادرة عام 2013 أن البنك "الليبي الخارجي"، له مشاركة في بنوك تركية تصل قيمتها أيضاً إلى 1.5 مليار دولار في ظل عدم وجود شفافية من قبل المصارف الليبية تجاه حجم تعاملاتها في تركيا أو غيرها من الوجهات الخارجية.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز