ليبيا تربح دعوى تحكيم دولي بسبب الحرب الأهلية 2014

تمكنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية من حسم الدعوى التحكيمية التي رفعها ملاك الناقلة نور (1) أمام محكمة لندن للتحكيم الدولي، لصالحها.
جاء ذلك بعد أن طالب المدعون أصحاب الناقلة بتعويضات كبيرة لقاء الأضرار التي لحقت بها والمُستأجرة من المؤسسة، جراء الاشتباكات المسلحة التي شهدتها ليبيا في عام 2014.
وتُعد السفينة نور 1 المسجلة برقم (IMO: 8724810)؛ ناقلة منتجات نفطية تبحر تحت العلم الليبي يبلغ طولها الإجمالي 77.53 مترًا، وعرضها 14 مترًا وغرقت قبالة سواحل ليبيا عام 2014 إبان المعارك الجارية في الهلال النفطي، حيث كانت مستأجرة وتعمل لصالح المؤسسة الوطنية للنفط الليبية.
وبعد فترة من التداول القضائي رفضت المحكمة المطالب التعويضية المقدمة من ملاك الناقلة معتبرة أنها غير مبررة الأمر الذي يمثل انتصاراً قانونياً للمؤسسة الوطنية للنفط بعد معركة قانونية امتدت إلى سنوات ووصلت مرحلة التحكيم الدولي.
وكانت المؤسسة قد عرضت على ملاك الناقلة تسوية ودية في عام 2024 لتفادي النزاع القضائي، لكنهم رفضوا العرض، مما اضطر المؤسسة للدفاع عن نفسها في المحكَمَة.
احترام التعاقدات
وأوضحت المؤسسة في بيان رسمي أن هذه القضية لم تكن الأولى التي تواجهها على الساحة الدولية، لكنها تؤكد حرصها الدائم على احترام التعاقدات والدفاع عن حقوقها أمام الطعون غير المشروعة، وأنها ستواصل اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد أي مطالب تُخالف نصوص العقود المبرمة معها.
وأكدت المؤسسة أن فوزها بهذه القضية دفعة قوية للموقف الليبي، إذ يُظهر أن الدولة قادرة على استرجاع حقوقها حتى في ساحات التحكيم الدولية، رغم التحديات التي خلفتها سنوات النزاع والتشرذم.
مشيرة إلى أن النتيجة ترسل إشارة مهمة إلى المستثمرين الأجانب بأن ليبيا تسعى لإرساء مناخ قانوني منضبط في قطاع النفط، وجاهزة لمواجهة المطالب التعسفية في المحاكم الدولية.
- 200 مليار دولار.. خطة ليبية لاستغلال أموالها المجمدة
- «إيني» تستأنف الحفر بمنطقة بحرية في ليبيا بعد توقف دام 5 سنوات
2014 عام الحرب
وشهدت ليبيا في عام 2014 واحدة من أسوأ موجات العنف المسلح منذ سقوط النظام السابق حيث اندلعت مواجهات دامية بين الفصائل المسلحة والمليشيات المتناحرة ما أدى إلى انقسام مؤسسات الدولة واندلاع حرب أهلية شاملة في طرابلس وبنغازي ومناطق أخرى والتي استغلها تنظيم الإخوان الإرهابي والتنظيمات المتطرفة الأخرى للانتشار وتدمير كل شيء في ليبيا.