عشية جلسة مرتقبة لبرلمان ليبيا.. سيناريوهات متوقعة

قبل ساعات من جلسة مرتقبة للبرلمان الليبي، لمناقشة قرار لجنة شكلها بشأن خارطة الطريق، أثيرت تكهنات حول القرارات المتوقع صدورها.

ويعقد البرلمان الليبي، غدًا الإثنين، جلسة دعا إليها رئيس مجلس النواب الليبي المكلف فوزي النويري، على أن تعقد، بمقر المجلس، في مدينة طبرق، شرقي ليبيا.

وفيما لم يحدد البرلمان موضوع الجلسة، إلا أن اللجنة التي شكلها سابقًا، والتي مهمتها العمل على إعداد مقترح لخارطة طريق ما بعد 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ستعرض تقريرها على مجلس النواب في الجلسة القادمة، بحسب نص قرار تشكيلها.

وكان يفترض أن تجري الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل يومين لكن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أرجأت الاستحقاق الأول في البلد لمدة شهر بعد تعثرها في إعلان القائمة النهائية للمرشحين، والصعوبات التي قد تواجه تأمين مراكز الاقتراع.

باب الترشح

من جانبه، توقع البرلماني الليبي جبريل أوحيدة في تصريحات صحفية، فتح باب الترشح لرئيس حكومة جديد خلال الجلسة المقبلة، إلا أنه قال إن هذا القرار سيتخذه البرلمان بعد مناقشة تقريري المفوضية الوطنية العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للقضاء بخصوص توقف العملية الانتخابية.

محاولة إخوانية للعبث بخارطة طريق ليبيا.. سيناريوهات المرحلة المقبلة

ونفى البرلماني الليبي، أن يقرر البرلمان تجديد الثقة لرئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة، مشيرًا إلى أن الأمر أصبح "من سابع المستحيلات".

وكان البرلمان قد سحب الثقة من الحكومة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، في سبتمبر/أيلول الماضي، وكلفها بتسيير الأعمال، بسبب عدم اقتناعه بردودها حول بعض الملفات، بالإضافة إلى ارتكابها عدة مخالفات، منها الإنقاق الحكومي المتزايد، والميزانية التي طالبها مرارًا بإعادة تصحيحها لتناسب الفترة الانتقالية، وهو ما فشلت فيه الأخيرة.

من جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي عبدالمنعم العرفي، إن اللجنة البرلمانية المكلفة بوضع خارطة طريق حدث فيها خلاف "حقيقي" بين عدد من أعضائها، مشيرًا إلى أن أسبوعًا واحدًا غير كافٍ لوضع خارطة طريق.

بدورها، توقعت عضو مجلس النواب الليبي عائشة الطبلقي، عقد جلسة الإثنين، برئاسة النائب الأول فوزي النويري، مشيرة إلى أنها تستبعد حضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، كونه مرشحًا رئاسيًا.

سيناريوهات ليبية

وأوضحت البرلمانية الليبية أن بنود الجلسة ستتمحور حول الحكومة، وفيما توقعت أن يطالب بعض النواب بالترشح لرئاسة الوزراء، أشارت إلى أنه بناء على النقاش ستتضح الأمور.

وأكدت الطبلقي أن من ضمن البنود التي قد تطرح خلال الجلسة المرتقبة الانتخابات وتأجيلها من عدمه، مشيرة إلى أنه وفق المعطيات الحالية، فمن المستبعد إنجاز الانتخابات في الموعد الذي حددته المفوضية.

إرجاء اجتماع ملتقى الحوار الليبي.. وتوقعات بإعادة تشكيله

وحول السيناريوهات المتوقعة، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هناك ثلاث سيناريوهات؛ الأول أن يجتمع مجلس النواب ويكلف شخصية تكنوقراطية على رأس حكومة مصغرة لا تزيد عن 15 عضوًا وتكون مهمتها الأساسية معالجة بعض المشاكل اللوجستية الناتجة عن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، إلا أنه قد يصطدم برفض حكومة الدبيبة التي قال إنها "أعدت خطة للسيطرة بقوة سلاح المليشيات على العاصمة طرابلس، وأعلنت استعدادها لمواجهة بقية التشكيلات المسلحة التابعة لمترشحين آخرين في شمال الغرب الليبي التي تريد تنظيم الانتخابات".

حكومة جديدة

وأكد أنه في حال استمرار تعنت الدبيبة وسيطرته بالقوة على السلطة في طرابلس، سيبحث البرلمان تشكيل حكومة جديدة ترعى مصالح الشرق والجنوب الليبي غير الخاضعة لسلطة حكومة الدبيبة، ما يعمق الانقسام ويعود ليبيا إلى ساحة الاستقطاب وجلب الأسلحة والمرتزقة بوتيرة أقوى، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة، سيتحول الصراع إلى محاولات للسيطرة على موارد البلاد النفطية.

وأشار إلى أن السيناريو الثالث وهو الأسوأ، هو العودة إلى مربع الحرب على محور سرت الجفرة، إلا أنه قال إن الولايات المتحدة وبريطانيا ستتحملان مسؤولية هذا "السيناريو الكارثي"، لـ"وقوفهما ضد" إرادة الشعب الليبي في تنظيم انتخابات تنهي الأجسام الفاسدة الحالية.