سياسي ليبي لـ"العين الإخبارية": قطر تمول خطط تركيا لنشر الإرهاب
عز الدين عقيل يؤكد أن الإخوان لديهم ثروات طائلة استطاعوا تكوينها من عمليات النهب و"الفساد الشيطاني"الذي ضرب ليبيا منذ عام 2011.
قال الباحث السياسي عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، إن قطر بها العديد من المتهمين، وفقا لمعايير إقليمية ودولية، بنشر الإرهاب والتطرف وإشعال الحروب، مشيرا إلى أن الدوحة تمول خطط تركيا لنشر الإرهاب في ليبيا.
وأضاف السياسي الليبي، خلال حوار خاص مع "العين الإخبارية"، أن قناة "الجزيرة" القطرية تقدم دعما إعلاميا كبيرا للكثير من الأطراف المتطرفة والمتشددة لنشر وجهة نظرها، وإقناع الرأي العام بأفكار تلك التنظيمات والأطراف الإرهابية.
وفيما يتعلق بالدور التركي التخريبي في ليبيا، قال عقيل إن تركيا بالرغم من أنها دولة علمانية كبيرة فإن حزبها الحاكم "العدالة والتنمية" يعد أحد أهم أذرع التنظيم الدولي للإخوان، والمتورط في دعم التطرف والإرهاب في ليبيا.
وأوضح عقيل أن "الحزب الحاكم التركي يعمل من خلال علاقات معينة مع بعض الأطراف الإقليمية وعلى رأسها قطر بالتخطيط للعمليات الإرهابية ونشر التطرف في ليبيا وعدد آخر من دول المنطقة، فيما تقوم الدوحة بتمويل تلك العمليات".
وحول دور تنظيم الإخوان في ليبيا، أكد السياسي الليبي أن هذا التنظيم استعان عقب أحداث 2011 بالكثير من "الأطراف الانتهازية" ذوي القدرات المالية العالية والنفوذ الواسع في بعض المناطق الليبية لسد عجزهم في الحياة السياسية، من أجل تحقيق مصالحها وتنفيذ أجندتها وبناء قاعدة كبيرة للسيطرة على حكم ليبيا، وذلك لأن عناصر الجماعة ليس لديهم أي خبرة في العمل السياسي.
وأشار عقيل إلى "الخلافات الحادة التي نشبت مؤخرا بين جماعة الإخوان في ليبيا وذراعها السياسي حزب "العدالة والبناء"، لافتا إلى أن العناصر التي دخلت الحزب رأت أن الوقت حان للانفصال وتكوين كيان سياسي جديد بعيد عنها، بعد أن تضخمت ثرواتهم من خلال عملهم مع "الإخوان"، وهو أمر جماعة الإخوان في ليبيا في ورطة وخلاف مع عدد كبير من أعضاء الحزب".
وأكد عقيل أن الإخوان أحد أطراف الصراع في ليبيا، ولديهم ثروات طائلة استطاعوا تكوينها من عمليات النهب و"الفساد الشيطاني" الذي ضرب البلاد منذ عام 2011 وحتى الآن، مشيرا إلى أن ليبيا خسرت حوالي 273 مليار دولار خلال تلك الفترة نصف هذا المبلغ تقريبا دخل إلى جيوب الجماعة وعناصرها.
وبخصوص مسألة نهب الأموال والثروات الليبية في الداخل والخارج، قال عقيل إن هناك بعض أعضاء برلمانات أوروبيين متورطين في تهريب الأموال الليبية المجمدة بالخارج، مضيفا أن عمليات "تهريب الوقود" من جانب مافيات تتبع إيطاليا ومالطا لهما أذرع سياسية في طرابلس، ما أضر الدولة الليبية بدرجة كبيرة وخسرها حوالي 40% من قدراتها المالية.
وفي سياق آخر، قال الباحث السياسي الليبي إن الجيش الوطني الليبي تم تدميره عام 2011 بقنابل وصواريخ حلف "الناتو" وأكملت عليه الجماعات الإرهابية المتطرفة التي قتلت حوالي 800 قيادي عسكري في مدينة "بنغازي" وحدها، وتم اختيار تلك القيادات بعناية حتى يتم تدمير الجيش بالكامل، وحرمانه من كفاءته العسكرية.
وأشار عقيل إلى أنه بعد انتشار "أمراء الحرب" والجماعات الإرهابية في الشرق الليبي والسجون السرية التي يتم بها انتهاكات كبيرة، رأى المشير خليفة حفتر -باعتباره القيادي العسكري الأقدم والأكبر سنا والأكثر خبرة- أن عليه قيادة المهمة، وجلس في أحد المعسكرات وأطلق صافرة تجميع الجيش، ورغم صعوبة المهمة فإنه استطاع من خلال خبرته الواسعة وعلاقته الجيدة داخل المؤسسة العسكرية بناء نواة جيش وطني لمحاربة الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة.
وأكد عقيل أن الجيش الوطني الليبي أصبح الآن عنصرا مهما في العملية السياسية الليبية، ولا بد من اتخاذ رأيه في أي عملية سياسية، وأن الجيش كان له تصريحات صارمة بأنه لن يسمح لجماعات "مليشياوية" أو جهوية أو قبلية أو أيديولوجية أو إجرامية أن تكون جزءا من المؤسسة العسكرية، لأن الجيش يجب أن يبنى على معايير دولية.
وعن سيطرة المليشيات المسلحة على طرابلس، والاشتباكات المتكررة التي تتم هناك بين الحين والآخر، قال عقيل إنه خلال الأيام الأخيرة الماضية اندلع هجوم في قلب العاصمة، قاده الإرهابي وأحد أمراء الحرب "صلاح بادي" الذي يتزعم مليشيا تدعى "الصمود" بالرغم من الترتيبات الأمنية التي وضعها المبعوث الأممي غسان سلامة، بالإضافة إلى تكرار عمليات القتل والاغتيال والخطف في العاصمة.
وأوضح عقيل أن "استمرار وجود هذه المليشيات والامتيازات الكبيرة التي تتمتع بها وسيطرة تلك المليشيات على البنك المركزي والمجلس الرئاسي وفرض حصص في المناصب بالمؤسسات والسلك الدبلوماسي والهيئات الحكومية سيظل معه استمرار هذه الحرب مستعرة، كما سيظل مسلسل التصفيات مستمر".