محاكاة رقمية تنبئ بمواجهة عسكرية.. سيناريوهات حرب أمريكا والصين

لا أحد يعرف كيف ستبدو الحرب بين أمريكا والصين، في ساحة معركة تغص بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة القاتلة.
وبحسب موقع بيزنس إنسايدر، كانت الإجابة على هذه الأسئلة الدافع وراء تطوير لعبة "قائد السواحل: منطقة المحيطين"، وهي لعبة لوحية حديثة تحاكي سيناريوهات حرب محتملة بين الولايات المتحدة والصين في محيط عام 2040.
تستند اللعبة إلى "قوة الأسطول البحري"، وهي محاكاة تدريبية لقوات مشاة البحرية الأمريكية، وتُستخدم حاليًا في الأكاديمية البحرية الأمريكية والعديد من المدارس العسكرية الأمريكية والأجنبية.
تعتمد اللعبة على مفهوم "سلسلة القتل" أو عملية F2T2EA (البحث، التثبيت، التتبع، الاستهداف، الاشتباك، والتقييم)، التي تمثل جوهر العمليات القتالية الحديثة، حيث تتسابق الأطراف لتحديد مواقع العدو وتنفيذ ضربات استباقية قبل أن يتمكن هو من الرد.
ويقول مصمم اللعبة سيباستيان باي، جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية، إن اللعبة تركز على هذه العملية عبر القدرات النارية والوسائل غير النارية مثل الفضاء السيبراني.
تأتي اللعبة بأسلوب كلاسيكي مستوحى من ألعاب الحرب الورقية القديمة، حيث تُقيّم الوحدات القتالية من حيث قوة النيران، والمدى، والسرعة، ويتناوب اللاعبون على تنفيذ تحركاتهم بدءًا من التنقل، مرورًا بالاشتباك الذي يُحسم باستخدام حجر نرد ذي 20 وجهًا، ثم التزود بالذخيرة.
وتختلف شروط الفوز حسب السيناريو، فقد تشمل تدمير وحدات العدو، السيطرة على مناطق استراتيجية، أو منع العدو من احتلال أراضٍ معينة.
تحتوي اللعبة على مقياس "التأثير الشعبي" الذي يعكس دعم الجمهور وتأثيره على الموارد والنتائج العسكرية، مثل منح موارد إضافية عند تحقيق إنجازات ميدانية أو عند تعرض مدن لقصف صاروخي.
تغطي خرائط اللعبة مناطق استراتيجية حيوية تشمل جزر ريوكيو، مضيق تايوان، جزيرة لوزون، مضيق لوزون، ومضيق ملقا، مع سيناريوهات متنوعة تشمل السيطرة على جزر أو منع عبور السفن، إلى جانب إمكانية ابتكار سيناريوهات خاصة.
وتعكس اللعبة التغيرات التي أجرتها قوات مشاة البحرية الأمريكية ضمن خطة "تصميم القوة 2030"، حيث استغنت عن الدبابات الثقيلة واعتمدت على وحدات ساحلية متنقلة مزودة بصواريخ مضادة للسفن، قادرة على اعتراض السفن الحربية الصينية في الممرات المائية الحيوية.
كما تهدف اللعبة إلى تحفيز التفكير الاستراتيجي والتخيل، وليست محاكاة دقيقة للحرب المستقبلية، إذ يقول باي: "صممت اللعبة لتكون مساحة فكرية للاستكشاف والتعلم عن القدرات العسكرية والتحديات التي تواجهها".
تضم اللعبة أكثر من 200 بطاقة قدرات مشتركة تمثل تقنيات حديثة ومستقبلية مثل الطائرات المسيّرة، القاذفات، العمليات السيبرانية، الاستخبارات الإشارية، والألغام، والغارات الخاصة، والقصف البحري.
وأصدر باي جزءًا ثانيًا بعنوان "قائد السواحل: دول البلطيق"، وهناك توسعات مخطط لها تشمل أستراليا، اليابان، النرويج، وغيرها.
بالإضافة إلى تدريب العسكريين، يأمل باي أن تثقف هذه الألعاب الجمهور العام بطريقة تفاعلية وممتعة.
ويقول باي: "أريد للناس أن يتعلموا عن قدرات الحرب الحديثة وكيف تتفاعل مع بعضها. وجود صاروخ بعيد المدى لا يعني شيئًا إذا لم تتمكن من العثور على العدو. التوقيت والتسلسل لهما أهمية كبيرة على المستوى التكتيكي."
aXA6IDE4LjExNy4xODkuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز