"سنة يناير".. لماذا نعتقد أن بعض الشهور لا تنتهي؟ (خاص)
شهور بعينها يكثر الضجر منها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبرها البعض بمثابة سنوات وليست شهورًا.
هذه الشهور يشعر فيها العديد من الناس بالضيق المالي، بسبب طول الشهر أو كثرة المصاريف والالتزامات.
يأتي على رأس هذه الشهور: يناير ومارس وأغسطس ونوفمبر، وديسمبر، وتتغير الشهور من شخص لآخر، لكن ما يجمع عليه الجميع أن هناك شهور بأعينها يعتبرونها تمر بطيئة مما يرهق ميزانيتهم المحدودة.
فما سر هذه الشهور؟ ولماذا يشعر بعض الناس بذلك؟.. "العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من المختصين، وهذه كانت رؤيتهم.
الأحداث الاجتماعية تحكم
يقول الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، إن شهر يناير يكون أول شهور السنة وفيه موجات الصقيع العالية، وهو بطبيعة الحال شهر طويل الأيام، فيشعر البعض أنه لا ينتهي.
ويضيف حسين، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن شهر أغسطس هو ذروة الصيف ولذلك يشعر الناس أنه لا يمر.
وأوضح حسين أن الشهر إذا كثرت به الأحداث السياسية والاقتصادية الصعبة يشعر الناس بطوله، بعكس إذا كان به أحداث اجتماعية فإنهم يشعرون أنه مر سريعًا، وضرب مثالاً بشهر رمضان إذا صادف شهرًا ميلاديًا يشعر الناس أن هذا الشهر يمر سريعًا، لأن الناس يكونوا مشغولين بأحداث اجتماعية طوال الشهر.
ويؤكد حسين أن الشهر إذا كثرت به الأحداث الاجتماعية وانشغالات الناس لم يشعروا بطوله، لكن إذا كان بلا أحداث اجتماعية أو به اضطراب في الجو سواء في الحر أو البرد أو الرطوبة يشعرو بطوله.
تكرار الأحداث
ويقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن إحساس البعض أن بعض الشهور أطول من غيرها، مشاعر ذاتية تتعلق بالحالة المزاجية والحالة الهرمونية لدى بعض الأفراد .
وأوضح الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الشعور بالملل والسأم انعكاس أو استجابة لمزاج اكتئابي يلتبس بعض الأفراد ًحيانا، ويصبح الوقت لديه بطئ، والأحداث مكررة ومملة وفارغة وخالية من البهجة والإثارة.
عملية اقتصادية
وتقول إسراء رفعت، الباحثة في الشؤون الاجتماعية، إن الشعور بطول الأشهر مرتبط بشكل أكبر بالحالة الاقتصادية، فشهر مثل يناير أو مايو هي شهور الامتحانات، والتي يكثر فيها شراء الملخصات والكتب ودفع ثمن الدروس الخصوصية.
وتوضح رفعت، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن بعض الشهور تمر بطيئة بسبب الملل مثل أغسطس فمن يقوم بالسفر فيه والتصييف لا يشعر بطوله، لكن من يبقى في منزله بسبب ظروفه الاقتصادية يشعر أن الشهر لا ينتهي، وخصوصًا أنه يجب أولاده في إجازة مدرسية فيطلبون منه الخروج والإنفاق فيشعر أن راتبه يستنزف مبكرًا.
وعن الاختلاف بين شعور البعض باختلاف الشهور الطويلة، تقول رفعت إننا إذا بحثنا كل حالة فردية سنجد أن الشهور الطويلة مرتبطة بالتزامات اقتصادية لكل شخص على حد، قد يكون في شهر ما مناسبة عيد ميلاد أحبائه أو عيد زواجه وهو مرتبط بتقديم هدية أو الاحتفال بشكل خاص، وهذا يضغط على ميزانيته وبالتالي يشعر أن الشهر يطول لاستنزاف راتبه مبكرًا.