أزلام إيران يختطفون العراق.. من محاولة الاغتيال للتحشيد والحصار
مضى أكثر من شهر على إغلاق صناديق الاقتراع وإعلان النتائج الأولية للانتخابات التشريعية في العراق، وما زال أنصار القوى الخاسرة تحتشد عند عند أبواب المنطقة الرئاسية ببغداد طعناً بنزاهة الانتخابات.
وتحاول الأحزاب والكيانات التي صعقت بنتائج ما جرى في الـ10 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تدارك خسارتها وتداعيات ذلك مستقبلاً أن تقطع الطريق على الفائزين الكبار حذر الذهاب بمفردهم نحو تشكيل الحكومة.
ودخل المشهد السياسي في العراق، منذ ظهور النتائج الأولية التي قابلتها قوى الإطار التنسيقي (القوى الشيعية)، بالرفض، احتداماً غاضباً أنذر بتطورات وخيمة تتجاوز تداعياتها النطاق المحلي.
وحتى مساء أمس الجمعة، تجمع المئات من المحتجين أمام المنطقة الرئاسية (الخضراء)، وهددوا باقتحامها ما لم يعاد النظر بنتائج الانتخابات ويضاف إليها مطالب جديدة تتمثل بمحاكمة "قتلة" المتظاهرين.
تحشيد وتهديد
وأظهرت صور وفيديوهات، لمحتجي أنصار القوى الخاسرة وهم ينصبون المشانق، ويحرقون صور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ومن جديد عاد العشرات من المتجمهرين عند المنطقة الرئاسية بنصب السرادق والاقتراب أكثر باتجاه خط الصد الأمني، وسط هتافات تتوعد الحكومة بالاستهداف والمهاجمة.
وتتحدث مصادر مطلعة، أن أغلب الذين يتظاهرون طعناً بنتائج الانتخابات هم عناصر من الحشد الشعبي أجبروا على النزول إلى الشوارع بعد تهديدهم من قبل قيادات مسؤولة بقطع رواتبهم في حال عدم التنفيذ والطاعة.
وفي الـ5 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، دارت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين عند المنطقة المحصنة وسط بغداد وقوات حفظ النظام، أسفرت عن وقوع قتيل وجرح نحو 125 شخصاً من الجانبين.
وبعد يوم من تهديد رئيس مليشيات "عصائب أهل الحق"، المقربة من إيران، بالثأر لأنصاره الذين سقطوا، استهدفت طائرتان مسيرتان تحملان متفجرات مصطفى الكاظمي في عقر داره قرب السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء.
واتهمت أوساط محلية ودولية مليشيات مسلحة قريبة من إيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال الفاشلة، مما حدى بطهران إرسال قائد فيلق القدس إلى بغداد في زيارة طارئة وسرية، قيل إنها جاءت لمسح "بصمات" إيران من الجريمة، بحسب متابعين.
ورغم أن الاحتجاجات الحاشدة لأنصار القوى الخاسرة بدأت منذ أسابع لكن تصاعد حدتها ارتبط بما يرشح من مواقف وبيانات لمفوضية الانتخابات والقوى السياسية.
وجاء التحشيد الأول عند أحد مداخل الخضراء، قبل 3 أسابيع حين ردت مفوضية الانتخابات طلباً بإعادة فرز جميع محطات الاقتراع يدوياً والاكتفاء بالمراكز التي سجلت بحقها طعون قانونية.
وفي ختام الأسبوع الماضي، جاءت الاشتباكات الدامية، عقب تصريحات أطلقتها المفوضية تضمنت مقاربة الانتهاء من رد الطعون وعدم ثبوت التزوير في النتائج.
وقبيل ذلك اليوم بساعات، تحرك رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر نحو العاصمة بغداد، قادماً من النجف، وعقد لقاءات متفرقة مع قوى سنية وشيعية، مما أفاض الغضب لدى القوى الولائية خشية وقوع ما يحذرونه من تشكيل الكتلة الأكبر دون الالتفات لحجومهم النيابية.
وجاء التحشيد الأخير، أمس الجمعة، عقب إعلان مفوضية الانتخابات قرب المصادقة على نتائج الانتخابات الأولية، دون أن تغير صيحات التزوير من حجم مقاعد القوى الخاسرة، ترافق معها زيارة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لمدينة الصدر معقل التيار الصدري في أول ظهور بعد حادثة الاغتيال.
"الموت بالموت"
وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي إحسان عبدالله إن "المليشيات الخاسرة تحاول أن تدفع الموت بالموت لأنها تدرك لا عاصم لها سوى المواجهة والانتفاض بوجه الصناديق".
ويضيف عبدالله، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "القوى الخاسرة ومن خلفها الأجنحة المسلحة التابعة لها تدرك أنه في حال نزولها لهامش المشهد السياسي ستكون في مرمى القصاص والمحاسبة بشأن ملفات عديدة بينها الاغتيال والفساد".
ومن الصعب أن تسهم تلك المحاولات في تغير أوزان صناديق الاقتراع، بحسب عبدالله، إذا ما قلنا إن حادثة الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء قد أغلقت الباب بشكل محكم أمام مخططاتهم الرامية بالتأثير على النتائج.
"طوفان الحكومة"
من جانبه يرى الخبير الأمني كاظم الجحيشي أن "الأطراف الولائية الخاسرة في الانتخابات لا تريد الاستسلام إلى نتائج الانتخابات خشية فقدان مكتسباتها المعنوية والمادية".
ويضيف الجحيشي لـ"العين الإخبارية"، أن "تلك الفصائل تدرك جيداً أن إيران لن تقف بجانبها إذا ما وجدت طهران متنفساً لعزلتها الدولية وقبولاً غربياً لملفها النووي المثير للجدل منذ سنوات".
ويستدرك بالقول: "الطعون والتشكيك ومن ثم التثوير والمواجهة، تعتمدها الأطراف الغارقة بالخسارة للنجاة من طوفان الحكومة المقبلة".
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز