"اللوفر أبوظبي".. تنوع عابر للهويات في "القرى الأولى"
ثقافات العالم وحضارات الإنسانية تحتشد في قاعات "اللوفر أبوظبي"
تحتشد جميع ثقافات العالم وحضارات الإنسانية في أروقة متحف اللوفر أبوظبي، الذي فٌتحت أبوابه أمام الجمهور، اليوم السبت، وتحمل كل قاعة من قاعات المتحف التي فاقت الـ12 قصة حضارة إنسانية ضاربة في القدم.
ومن القاعة الأولى التي تحمل اسم "القرى الأولى" يبدو التلاقح الحضاري أكثر وضوحا بالمتحف اللوفر أبوظبي العالمي الأول في المنطقة العربية، فهي تضم ضمن مقتنياتها الثمينة تمثالا ضخما، ذو رأسين على شكل لوح فخاري أبدع في الفترة ما بين 2300 إلى 1900 قبل الميلاد في قبرص، على طين الـ"التراكوتا" النضيج.
إلى جانب "أميرة من باختريا"، التي تتميز عن التماثيل الأنثوية المعروفة بـ"الأميرات الباخترية"، بدقة التعبير ووضوح ملامح الوجه. كما تشير الروايات إلى أن كل الأميرات الباختريات اللائي تم تجسيدهن في منحوتات فنية كن كسولات فتم تصويرهن في وضعية الجلوس، عدا هذه الأميرة الباختريية التي تقف بزهو في متحف اللوفر أبوظبي.
فالرأس المنحوت في الكالسيت الأبيض يحيلنا مباشرة إلى حضارة الأكسوس بآسيا الوسطي. كما يقودنا معطف "الكاونيكس" المنسوج من صوف سومري، إلى اللقاء الحضاري والثقافي الذي يتجسد في العمل الفني المصقول قبل آلاف السنين.
وتضم مقتنيات القاعة الأولى كذلك تمثالا ضخما ذو رأسين استعاره متحف اللوفر أبوظبي من دائرة الآثار العامة بالأردن، وغيره من الأعمال الفنية التي تروي قصص حضارات المجتمعات البشرية التي ظهرت لأول مرة في منطقة الشرق الأدنى والصين وأمريكا الوسطى.
وتطل من مقتنيات القاعة رقم "1" نزعة البشرية الأزلية في تعزيز التلاحم والارتباط بالتراث عبر المعتقدات والطقوس، وهو ذات ما يسعى له "اللوفر أبوظبي" عبر الاحتفاء بإرث الإنسانية، بحثا عن عالم موحد يتآخى فيه الجميع على عرى التسامح والتواصل العابر للهويات.