حين تسير بين جدرانه الباهرة تشاهد ملخص الحضارة البشرية منذ أزمنة ما قبل التاريخ حتى عصرنا الحديث، وفناني كل العصور: ليوناردو دافينشي، فان جوخ، فينسينزو كورونيلي وغيرهم كثر.
حين تسير بين جدرانه الباهرة تشاهد ملخص الحضارة البشرية منذ أزمنة ما قبل التاريخ حتى عصرنا الحديث، وفناني كل العصور: ليوناردو دافينشي، فان جوخ، فينسينزو كورونيلي وغيرهم كثر.
أهلا بك في مفخرة جزيرة العرب ورمز التحضر وأيقونة العصر، أهلا بك في متحف اللوفر أبوظبي.
يقع متحف اللوفر أبوظبي في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي جزيرة طبيعية مساحتها 27 كيلومترا مربعا، وهو من تصميم المهندس المعماري الفرنسي العالمي جون نوفيل الذي استوحى تصميمه من فن العمارة العربية التقليدية، لينسجم مع بيئة مشروعه الذي أعطاه طابع "المتحف المدينة"، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي على طول المتنزهات والممرات المطلة على البحر، والتجول في مباني المتحف بيضاء اللون المحاطة بالمياه من جميع الجوانب.
ويخال للقادم من بعيد عند اجتياز الجسر الذي يصل مدينة أبوظبي بجزيرة السعديات أن القبة التي تعتلي المتحف تعوم على المياه، إلا أنها في الحقيقة ترتكز على أربعة أعمدة غير مرئية متوارية في ثنايا المتحف.
ويبلغ قطر قبة المتحف 180 مترا، وهي مؤلفة من 7850 قطعة معدنية على شكل نجوم، يتسلل النور من الطبقات الـ8 التي تتكون منها القبة التي تبدو وكأنها مظلة ينهمر عبرها الضوء كالمطر، مشكلا ما أسماه جون نوفيل "شعاع النور"، وهو مستوحى من ظلال أشجار النخيل المتداخلة في واحات دولة الإمارات.
والقبة ليست فقط نتيجة تصميم هندسي مدروس، بل تسهم أيضا في الحد من استهلاك الطاقة مما يتيح للزائر التنقل في أجواء متأقلمة ذاتيا، حيث تم توفير الظل من المباني المجاورة، ودخول الضوء من خلال تخريمات القبة، واعتماد ألوان خفيفة باهتة ومواد عاكسة للضوء وغلاف عازل يقي المبنى من الحرارة الخارجية، بالإضافة إلى تقنيات بيئية حديثة تساعد في تخفيض الامتصاص الحراري واستهلاك الطاقة والمياه.
اللوفر أبوظبي يحتوي على 26 صالة عرض دائمة، إلى جانب فضاء مخصص للعروض المؤقتة ومتحف للأطفال وأوديتوريوم يتسع لـ250 كرسيا، ومساحة للتخزين وحفظ المجموعات الفنية، ومركز للبحوث ومقهى ومطعم ومتجر.
ومن أهم الأعمال الفنية التي تعرض في اللوفر أبوظبي، لوحة "جميلة الحداد" للفنان العالمي ليوناردو دافينشي، و"بورتريه ذاتي" للفنان فينسينت فان جوخ، ومنحوتة "الملاحة" العاجية النادرة من إمبراطورية بنين، و"الكرة الأرضية" للفنان فينسينزو كورونيلي، ولوحة "نابليون عابرا جبال الألب" للفنان جاك لويس دايفيد، ولوحة أوغست رودان "جان دير"، ولوحة "المرأة صاحبة المراة" لتيسيان، وتمثال "أبولو البلفيدير" لفرنسيسكو بريماتيتشيو، وغيرها من أهم التجارب الفنية العالمية.
ومنذ افتتاحه للجمهور في الحادي عشر من نوفمبر عام 2017، استقبل المتحف الذي أصبح وجهة شهيرة يقصدها رؤساء الدول والوفود الدولية والمشاهير، أكثر من مليون زائر، 40% منهم من المقيمين في دولة الإمارات، و60% منهم من خارج الدولة، ليظل حاضرا في ذاكرة زائريه جوهرة للإنسانية تروي التاريخ.