قمة لواندا الأوروبية الأفريقية.. هل تدشن حقبة تعزيز التجارة وكبح الهجرة؟
تعهّد القادة الأوروبيون والأفارقة، الثلاثاء، بتعزيز التبادلات التجارية وتدعيم جهود التصدي للهجرة غير النظامية، وذلك في ختام قمة نظّمت بهدف تعزيز الروابط بين القارتين.
أفضت القمّة التي استمّرت يومين واستضافتها العاصمة الأنغولية لواندا، إلى إعلان واسع النطاق أشار إلى رغبة أوروبا في تأمين حصولها على المعادن الحيوية وحاجة أفريقيا إلى الوظائف والنمو الاقتصادي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في ختام قمة الاتحادين الأوروبي والأفريقي "إن أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية. موارد ضرورية للتحول المزدوج في المجالين الطاقوي والرقمي".
وأضاف "لكن ثروتها الأكبر.. هي رأس مالها البشري وشبابها،" مشدداً على أهمية تطوير "سلاسل القيمة" التي تدعم التوظيف في القارة.
أصبحت أفريقيا ساحة تنافس على المعادن الحيوية وإمكانات الطاقة، مع سعي كل من الصين والولايات المتحدة وروسيا إلى تعزيز الروابط مع القارة.
من بين القادة الأوروبيين الذين حضروا القمة المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، مع تشديد محلّلين على ضرورة أن تكون المشاركة رفيعة المستوى لتأكيد جدية بروكسل.
ومن أبرز القادة الأفارقة الذين شاركوا في القمة رؤساء جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا وكينيا وليام روتو وجيبوتي إسماعيل عمر غيله.
لكن القمة طغت عليها جزئياً محاولة أوروبية لتحسين شروط الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إذ عقد قادة الاتحاد الأوروبي اجتماعا غير رسمي الإثنين لهذه الغاية.

كما حالت مشاكل على صلة بالرحلات الجوية دون حضور رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن ورئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
- صندوق جديد.. «أبوظبي المالي» يتيح الاستثمار في الشركات العاملة بـAI
- «الخمسة الكبار» بدبي.. منصة لحلول ذكية ومستدامة في البناء والتطوير
وغادر قادة عدة بينهم ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين، ولم يشاركوا في اجتماعات اليوم الأخير للقمة.
وقال الباحث في "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" أليكس فاينز إن "القمة كانت في الغالب شكلية"، مع "كثرة التصريحات بأن الشراكة بين أفريقيا وأوروبا هي أولوية قصوى".
وأضاف "إن تركيز الأوروبيين على أوكرانيا هو تذكير بأنها (الشراكة بين أفريقيا وأوروبا) ليست كذلك".
لكن وزير الخارجية البرتغالي باولو رانجيل قال لوكالة "فرانس برس" إن توافد كثر من القادة إلى لواندا يعطي إشارة قوية، واصفا القمة بأنها "ناجحة".
يأتي انعقاد القمة في أعقاب اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا حيث سلطت المقاطعة الأمريكية الضوء على الانقسامات الجيوسياسية.
هذه الانقسامات أشير إليها في إعلان مشترك يقع في 10 صفحات يدين "ازدياد عدم اليقين في السياسات التجارية وتقلب التعريفات الجمركية" باعتبارها "تحدياً للاقتصاد العالمي".
مع فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية على دول كلا الاتحادين وسعي أوروبا لتقليل اعتمادها على الصين للحصول على المعادن النادرة، تعهّد القادة تعزيز التجارة وتنويع وتأمين سلاسل التوريد العالمية، مع إشارة خاصة إلى "المعادن الاستراتيجية الحيوية".
وحصلت الدول الأفريقية على تعهّد أوروبي بدعمها لتطوير صناعاتها وتنويع صادراتها والاندماج في الأسواق الإقليمية.