بمبدأ "اختبر وتعلّم".. المنتجات الفاخرة تتقدم مستثمري العالم الافتراضي
بات قطاع المنتجات الفاخرة، في طليعة مستثمري العالم الافتراضي الجديد "ويب 3.0"، بعد اعتماده مبدأ "اختبر وتعلّم".
وتمثّل تقنيات الـ"ان اف تي"، والميتافيرس، سوقاً تحظى فيه منتجات قطاع المنتجات الفاخرة، بـ"قيمة" إضافية.
وتخوض شركات عدة بينها "غوتشي" و"بُربُري" غمار تقنيات الـ"ان اف تي"، والميتافيرس، وهو مجال واعد يُنظر إليه على أنه مستقبل الإنترنت.
ويشكّل ميتافيرس، ما يشبه عالماً موازياً يوصف بأنه مستقبل الإنترنت، ويمكن الولوج إليه من خلال تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
أما الـ"إن إف تي"، فهي منتجات افتراضية تكمن قيمتها بشهادة تثبت أصالتها وتجعلها فريدة.
ويطلق الخبراء على هذين العالمين مصطلح "ويب 3.0".
طليعة المستثمرين
ويوضح إريك بريونس، مدير موقع "جورنال دو لوكس"، أنّ "قطاع السلع الفاخرة في طليعة مستثمري، عالمي ميتافيرس، و"إن إف تي" الافتراضيين الجديدين لأنّهما يتشاركان "القيم نفسها لناحية الندرة، والحصرية، والطابع الفخم، والأسعار الباهظة".
وأنشأت مجموعة "كيرينغ" لصاحبها فرنسوا-هنري بينو، مجموعات مخصصة بالكامل لداري "غوتشي"، و"بالنسياغا"، وللشركة الأم نفسها.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة خلال مؤتمر صحفي: "بدل أن نكون في عقلية "فلننتظر لنرى"، التي تمثل غالباً موقف دور الأزياء الفاخرة، نحن في مرحلة اختبر وتعلّم".
بينما أعرب برنار أرنو، خلال الإعلان عن النتائج السنوية لمجموعته LVMH، عن حذره تجاه الميتافيرس قائلاً "إنّه عالم افتراضي بالكامل.. علينا الحذر من الفقاعات" الوهمية.
ورغم ذلك، تنغمس الدار الأولى عالميا في قطاع المنتجات الفاخرة بالعالم الافتراضي، وابتكرت علامتها التجارية الرائدة "لوي فويتون" لعبة فيديو خاصة بها لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها، تضمّنت منتجات "إن إف تي" حصّل عليها المشاركون كجوائز.
وبعد أيام قليلة على تصريحات أرنو، نشر ابنه ألكسندر، وهو نائب الرئيس التنفيذي لـ"تيفاني"، صورة جديدة عبر مواقع التواصل يظهر فيها على شكل شخصية من "كريبتو بانك"، وهي مجموعة من منتجات الـ"إن إف تي".
%10 من السوق 2030
وجاء في مذكرة أصدرها بنك "إتش إس بي سي": "إذا كنتم تتساءلون عن سبب انغماس معظم العلامات التجارية الفاخرة في العالم الافتراضي، فجزء من الأمر مرتبط بالصفقات المتاحة" في هذا المجال".
وأشارت دراسة أجراها بنك "مورجان ستانلي" في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى أنّ منتجات الـ"إن إف تي"، والألعاب الافتراضية، يمكن أن تمثل 10% من سوق المنتجات الفاخرة عام 2030، ما يعادل إيرادات بقيمة 50 مليار دولار.
مكاسب وإخفاقات
باعت دار "دولتشي أند جابانا" الإيطالية، في سبتمبر/أيلول الماضي، 9 منتجات "إن إف تي" على شكل فساتين، وبزات، وتيجان بـ 1885.719 إيثر (عملة مشفرة) أي ما يعادل أكثر من 6.6 ملايين دولار.
وأعلنت العلامة التجارية الإيطالية، منذ مدة وجيزة عن مشروع جديد يضم منتجات "إن إف تي"، تنطوي على "مزايا رقمية، ومادية وتجريبية، تأخذ حامليها في رحلة بين الحياة الواقعية، والميتافيرس".
ويقول إريك بريونس، مدير موقع "جورنال دو لوكس"، إنّ "التكنولوجيا والموضة تزول، لكنّ الإنسان يبقى إنساناً، مع هوس البشر بالتباهي بمكانتهم الاجتماعية"، وهذا ما يفسّر بالتالي انجذاب "سكان ميتافيرس" الأوائل (مجتمع "أصحاب الملايين بالعملات المشفرة") إلى المنتجات الفاخرة.
وتلجأ العلامات التجارية إلى الـ"ويب 3.0" كذلك لكسب زبائن جدد يتمثلون بالرجال الأصغر سنّاً ممّن يستخدمون الإنترنت بشكل كبير.
ويشير بنك "إتش إس بي سي"، إلى أنّ نحو 70% من مشتري منتجات الـ"إن إف تي" هم من الرجال، مقابل 30% بين مجموع الأشخاص الذين يشترون المنتجات الفاخرة بالطريقة التقليدية.
عالم الـ"ويب 3.0"
ويعتبر بريونس، أن "لا خيار" أمام العلامات التجارية، ويقول "إذ لم تدخلوا عالم الـ "ويب 3.0"، فسيأتي بنفسه إليكم"، لافتاً إلى دار "ايرميس" التي لم تنغمس في هذا العالم الافتراضي، ورفعت أخيراً دعوى قضائية ضد شخص صمّم نسخاً افتراضية من حقائبها الشهيرة "بيركين".
ويرى بريونس، أنّ هذا العالم واسع جداً، وبينما يحقق مكاسب مهمة لمستخدميه، يواجه هؤلاء في الوقت نفسه إخفاقات كثيرة.
3 فرص
ويشير فرنسوا-هنري بينو، إلى 3 فرص يقدّمها العالم الافتراضي الجديد.
وتابع: تتمثل الفرصة الأولى، بتوسيع تجربة العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، من خلال منتجات "إن إف تي" مرتبطة بمنتجات مادية موجودة.
وأضاف، أما الفرصة الثانية، فتشمل المنتجات الافتراضية بالكامل التي "تتيح مجالات جديدة".. متسائلا: "هل ستكون هذه المنتجات متعلقة بمهننا، وهل ستمثل ملابس أو أحذية؟ ربما.. ويمكن أن تمثّل أموراً أخرى كذلك".
وأوضح، أن الفرصة الثالثة، تشكل "إنشاء خدمات جديدة" كـ"دخل لمدى الحياة بفضل منتج افتراضي".. وفيما لا تحقق العلامة التجارية اليوم أي أرباح من إعادة بيع منتج مستعمل، سيتيح لها أي عقد توقّعه حول منتجات الـ"إن إف تي" في المستقبل تحقيق أرباح في كل مرة يباع فيها المنتج.
ويعتبر بينو، أنّ "هذه الفرصة تنشئ معادلة اقتصادية مختلفة تماماً".