"مضايا" السورية.. من لم يمت بالحصار مات بالألغام
ما أن فك الحصار عن مضايا بعد خروج مقاتلي المعارضة منها، حتى بدأت تتضح ملامح أزمة جديدة وهي الألغام التي زرعها مليشيات حزب الله.
لم تهنأ مدينة مضايا السورية طويلا بفك الحصار الذي أطبقه النظام السوري عليها لإجبار المعارضة المسلحة على الخروج منها، فما أن فك الحصار بعد خروج مقاتلي المعارضة منها في 14 إبريل/نيسان الجاري، حتى بدأت تتضح ملامح أزمة جديدة تعيشها المدينة وهي الألغام التي زرعتها مليشيات حزب الله.
وخلال الحصار عهد النظام السوري لمليشيات حزب الله بالمسئولية عن الحواجز الأمنية، فقاموا بزراعة حوالي 12 ألف لغم في محيط مضايا منعاً لعمليات تهريب المواد الغذائية خلال الحصار.
ويستقبل المستشفى الميداني بمضايا يوميا حالات وفاة وإصابة بسبب انفجار أحد الألغام الأرضية، والتي لا يعرف أماكنها إلا حزب الله، حسب أبوعمار حمادة من سكان المدينة.
ويقول حمادة: "صحيح أن النظام السوري تسلم الحواجز الأمنية من حزب الله، لكنه لم يتسلم الخرائط التي توضح أماكن الألغام".
ويشك محمد شاكر، وهو طبيب يعمل في المستشفى الميداني بالمدينة، أن يكون النظام حريصا على تطهير المدينة من الألغام الأرضية.
ويقول شاكر: "من يقتل شعبه بالكيماوي، يقتله أيضا بالألغام، لا فرق بين هذا وذاك".
ويضيف: "خرج المسلحون ولم نلحظ أن النظام حريص على تحسين أوضاع 40 ألف مواطن، عانوا كثيرا خلال الحصار الذي أطبقه على المدينة، فمن لم يمت منهم بسبب الحصار، سيموت بسبب الألغام".
وترك مضايا في 14 إبريل/نيسان الجاري قرابة 2200 شخص من مقاتلي المعارضة وأسرهم ضمن اتفاق عرف باسم (المدن الأربع)، تم توقيعه مع النظام السوري برعاية روسية.
وينص الاتفاق على خروج مقاتلي المعارضة المحاصرين في مضايا والزبداني وبردى إلى ريف إدلب، وإخراجهم من بلدتي كفريا والفوعة إلى مدينة حلب.
وبدأت عملية الخروج من بلدة مضايا في وقت مبكر من صباح الجمعة 14 إبريل/نيسان، واتجهت الحافلات التي تقل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى حاجز قوس مضايا الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري ومليشيا حزب الله اللبناني ليتم تفتيشها.
وتتجه الحافلات بعد تفتيشها إلى منطقة التكية على أطراف أوتوستراد بيروت للتجمع هناك، بانتظار التوجه إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شمال سوريا.
ويتم خلال عمليات التفتيش التأكد من تطبيق بنود الاتفاق التي تنص على خروج المقاتلين فقط بالبنادق الخفيفة والأسلحة الفردية وأربعة مخازن للبنادق، ويمنع إخراج الأسلحة المتوسطة والرشاشات وبنادق القنص.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز