مديحة سالم.. وجه طفولي ترك الشهرة كراهية في الرجال (تقرير)
قبل 7 أعوام، رحلت الفنانة المصرية مديحة سالم عن عالمنا، تاركةً إرثًا فنيًا علق في أذهان كثيرين.
مديحة سالم، التي أحيا محبوها ذكرى ميلادها الأحد، مرت بظروف وعقبات عدة على الصعيدين الاجتماعي والفني، وهو ما نجحت في تجاوزه وأكملت مسيرتها في عالم الأضواء، حتى قررت الانسحاب في هدوء بغرض التفرغ لأسرتها.
نشأة مديحة سالم
وُلدت مديحة سالم في العاصمة المصرية القاهرة في عام 1944، وتوقفت رحلتها التعليمية عند المرحلة الثانوية، حينما حصلت على شهادتها في كلية البنات بمنطقة الزمالك.
مديحة سالم ومسيرتها الفنية
شقت "مديحة" طريقها إلى عالم الأضواء والشهرة في ستينيات القرن الماضي، بعدما اكتشفها المخرج محمود ذوالفقار خلال متابعته لها ضمن عروض المسرح المدرسي، وقرر تقديمها لأول مرة في فيلم "المراهق الكبير"، المعروض في سنة 1961.
من هذه البداية، شاركت "مديحة" في عدد من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية، أبرزها "أم العروسة"، و"آه من حواء"، و"حواء على الطريق"، والراجل ده هيجنني"، و"لصوص لكن ظرفاء"، وغيرها الكثير.
وبرعت "مديحة" في تجسيد شخصية "المراهقة"، والشابة الرومانسية، وهذا اعتمادًا على ملامحها الطفولية وخفة ظلها، لكن في أعمال أخرى، نجحت في تقديم أدوار كوميدية، وهو ما تجلى في بعض الأفلام أبرزها: "العريس يصل غدًا"، و"3 لصوص".
إسهامات الفنانة الراحلة على الصعيد الدرامي كان قليلًا، فأبرز ما قدمته هي أعمال: "الرجل والحصان"، و"هارب من الأيام"، و"القضاء في الإسلام"، وهو آخر عمل في مسيرتها.
مديحة سالم واعتزال التمثيل
وسط بزوغ نجمها الفني، فضلت "مديحة" الاعتناء بشؤون منزلها عقب زواجها، ومن ثم قررت اعتزال التمثيل، حتى تتمكن من تربية أولادها ومراعاة زوجها، وهو ما نزامن مع ارتدائها للحجاب.
حب أبوي لمحمود المليجي
واجهت "مديحة" ظروف قاسية في سنواتها الأولى، بسبب معاملة والدها غير الطيبة وإنكاره لها ولإخوتها، ما دفعها بشكل عام إلى كراهية الرجال ككل بحسب اعترافها في تصريح لمجلة "الكواكب" المصرية.
هذه الحالة، تبددت أثناء وقوفها للتمثيل أمام النجم المصري الراحل محمود المليجي، الذي جسد دور الأب في سهرة تليفزيونية تحمل اسم "الوزة"، ووجدته "حنونًا جدًا" بحسب وصفها، حتى انهرمت على نحو مفاجئ في البكاء بحسب روايتها.
رحيل مديحة سالم
واجهت الفنانة الراحلة، في سنواتها الأخيرة، أزمات صحية عديدة، رغم تفاقهما رفض التوجه إلى المستشفى، وفضلت تلقي العلاج داخل منزلها.
وظلت الأزمات الصحية تلحق بمديحة سالم، إلى أن فارقت الحياة في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2015، عن عُمر ناهز 71 عامًا.