«ماغا» تهدد المواهب الأجنبية.. هل تفقد أمريكا جاذبيتها لأذكياء العالم؟
يأخذ الأجانب الوظائف الأمريكية الجيدة، وفقا للبعض لا سيما من أتباع فكر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أو ما يعرف بحركة ماغا "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى Make America Great Again".
ويستدل هؤلاء على رأيهم باعتبار أن خمسة من شركات التكنولوجيا العملاقة الأمريكية التي تبلغ قيمتها 8 تريليونات دولار يديرها أشخاص ولدوا في بلدان أخرى.
على سبيل المثال، ينحدر جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا من تايوان، وهوك تان الرئيس التنفيذي لشركة برودكوم، وهو عملاق آخر في صناعة الرقائق الإلكترونية، من ماليزيا.
ويدير شركتا مايكروسوفت، وألفابت الشركة الأم لغوغل، هنديان، هما ساتيا ناديلا وسوندار بيتشاي، وإيلون ماسك رئيس شركة تسلا من جنوب أفريقيا.
أكثر من ثلاثين شركة
ووفقا لتقرير نشرته مجلة الايكونوميست بعنوان "حرب ماغا على المواهب تقلق الرؤساء التنفيذيين"، لا يقتصر الأمر على شركات التكنولوجيا الكبرى، فمن بين أكثر من 100 شركة أمريكية قيمة هناك أكثر من ثلاثين لديها رؤساء تنفيذيون ليسوا من أبناء البلاد على الرغم من أن بعضهم حصلوا على الجنسية في وقت لاحق، كما عُهِد إلى العديد من العلامات التجارية الأكثر شهرة والمعروفة أنها أمريكية، رؤساء غير أمريكيين.
والواقع أن الشركات الأمريكية كانت منذ فترة طويلة بمثابة مغناطيس جاذب لأذكى وأشد الناس اجتهادا في العالم، بما يسهم في نهاية الأمر في تميز البلاد على الصعيد الدولي، لكن الوضع الآن تغير، وأصبح كل ذلك مهددا من قِبَل الجناح القومي في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب.
وتنظر أغلب أجزاء التحالف الترامبي إلى المهاجرين بشكل عام باعتبارهم أشراراً، باستثناء بعض المزارعين والبنائين وأصحاب المطاعم والفنادق المؤيدين لترامب، الذين يعملون لديهم بالملايين، وإلى جانب المهاجرين غير الشرعيين يخشى أنصار ترامب التكنولوجيون بقيادة ماسك، أكبر مانح للرئيس المنتخب وصديقه الأول.
لكن ماسك وأصدقاءه في وادي السليكون يعتبرون أن مثل هذه الفرص المتاحة للأجانب بمثابة مفتاح الابتكار الذي يحافظ على "أمريكا أولا" إلى الأبد.
تأشيرة جلب للأذكياء
وتعتمد العديد من الشركات على تأشيرة "اتش وان بي" لجلب الأذكياء من الخارج، أما الحصة السنوية فتبلغ 85 ألف طلب للشركات.
وفي الجولة الأخيرة قدمت مايكروسوفت وغوغل أكثر من 1000 طلب لكل منهما، وقدمت أمازون ما يقرب من 4000 طلب.
ويبدو أن ترامب في حيرة من أمره. ففي الثامن والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، قال لصحيفة نيويورك بوست، وهي صحيفته المفضلة، "لقد أحببت التأشيرات دائمًا، وكنت دائمًا مؤيدًا للتأشيرات". ومع ذلك في خضم جائحة كوفيد-19 خلال ولايته الأولى، أوقف تصاريح العمل الجديدة، بما في ذلك تأشيرات h-1bs، وسط هتافات مؤيدي القيود وذهول الشركات الأمريكية.
التهرب من الأجانب
وأي قيود جديدة على الهجرة، سواء كانت ماهرة أم لا، سوف تأتي في وقت حيث تخاطر أفكار "الماغا" بإلحاق الضرر بقدرة الشركات على تأمين رأس المال البشري بطرق أخرى.
ووجدت دراسة حديثة أجرتها بريتا جلينون من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا أنه بعد انتهاء الزيادة المؤقتة في سقف تأشيرات h-1b في عام 2004، وجد عجز في التأشيرات، وقامت الشركات المتعددة الجنسيات بالتعويض عن طريق توظيف عمال في الخارج مقابل التأشيرات المرفوضة في الداخل، وفي عام 2007 افتتحت شركة مايكروسوفت مركز تطوير في كندا الصديقة للمهاجرين، وفي غضون عام وظفت أكثر من 300 شخص من 45 دولة.
وعلى الرغم من أنها ليست معادية للمهاجرين مثل الشركات التي تنقل مصانعها إلى الخارج، التي هددتها حملة ترامب في الانتخابات بزيادات ضريبية، فإن مثل هذا السلوك قد يدعو أيضا إلى الانتقام.
وفي الوقت نفسه فإن شراء العمالة البشرية المتجسدة في السلع المستوردة سوف يتم تقليصه من خلال التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب، وبالتالي فإن تفضيل "الماغا" للتوظيف محليا يصطدم بنقص حقيقي في العمالة الماهرة وغير الماهرة.