أزمة الجنود الإيفواريين في مالي تصل إلى محطتها الأخيرة
أسدل الستار اليوم على أزمة بين ساحل العاج ومالي، بعد أن أفرجت باماكو عن 46 جنديا إيفواريا تحتجزهم منذ نحو 6 أشهر.
وغادر الجنود الـ46 اليوم باماكو على متن طائرة أقلتهم إلى بلادهم، غداة إصدار رئيس المجلس العسكري في مالي أسيمي غويتا عفواً عنهم، بعد أن كان القضاء قد حكم عليهم الشهر الماضي بالسجن لمدة 20 عاما بتهم الاعتداء والتآمر ضدّ الحكومة، والاعتداء على الأمن الخارجي للدولة، وحيازة وحمل ونقل أسلحة وذخائر حربيّة.
وكان الجنود قد اعتقلوا في مطار باماكو في 10 يوليو/تموز الماضي، واتهمتهم مالي بأنهم "مرتزقة" يحاولون تقويض أمن الدولة، فيما طالبت ساحل العاج بالإفراج عنهم مؤكدة أنهم كانوا في مهمة تابعة للأمم المتحدة ضمن عمليات الدعم اللوجستي لبعثتها في مالي (مينوسما) وتطالب بالإفراج عنهم.
وتؤكد ساحل العاج والأمم المتحدة أن هؤلاء الجنود كان يفترض أن يشاركوا في ضمان أمن الكتيبة الألمانية العاملة ضمن قوة حفظ السلام الدولية في مالي.
وتسببت القضية في توتر كبير بين الجارتين مالي وساحل العاج، اللتين تربطهما علاقات معقدة.
وكانت مالي اتهمت ساحل العاج بتحريض شركائها في غرب أفريقيا على تشديد العقوبات على العسكريين الذين نفذوا انقلابين في مالي الأول في أغسطس/آب 2020 والثاني في مايو/أيار 2021، ورُفعت العقوبات أخيرًا في أوائل يولي/تموز الماضي.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة في ساحل العاج لوكالة فرانس برس "نتوقع وصولهم بعد ظهر اليوم"، وهو نفس ما أكده مصدر عسكري.
وقبل عودتهم إلى أبيدجان، سيمرّ الجنود الـ46 عبر لومي، حيث سيسلمهم الرئيس التوغولي فور غناسينغبي رسميًا إلى وزير دفاع ساحل العاج تيني براهيما واتارا، الذي سيعيدهم إلى بلادهم.
ولعب الرئيس غناسينغبي دورًا حاسمًا كوسيط في تلك الأزمة، وأشادت كل من السلطات في مالي وساحل العاج بوساطته.
وفي أبيدجان، سيُستقبل الجنود في الجناح الرئاسي في المطار "بحضور أهم الشخصيات"، بينهم الرئيس الحسن واتارا.
وكانت باماكو قد أفرجت عن 3 نساء من بين الجنود في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، وحكم عليهن بالإعدام غيابياً.
وأصدر رئيس المجلس العسكري في مالي الكولونيل أسيمي غويتا مساء الجمعة عفوا عن الجنود مع إسقاط كامل التهم ضدهم، بحسب مرسوم رئاسي.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA=
جزيرة ام اند امز