تبعث القمة برسالة للعالم مضمونها أن دول التعاون الخليجي عاقدة العزم بقوة على استمرار دعم وتعزيز وحدة الصف.
تمثل قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ال 37، والتي تنطلق اليوم في البحرين علامة فارقة في مسيرة العمل الخليجي المشترك، وحدثاً غير عادي من حيث إنها تجيء في وقت وصلت فيه أزمات المنطقة إلى ذروتها، خاصة مع استمرار اشتعال الجبهات في اليمن وسوريا والعراق، والتدخلات الخارجية ومواصلة استهداف أمن واستقرار المنطقة العربية والإسلامية.
وفي وسط هذه الأجواء المتقلبة تبعث القمة برسالة للعالم مضمونها أن دول التعاون الخليجي عاقدة العزم بقوة على استمرار دعم وتعزيز وحدة الصف تحت مظلة سياسية واقتصادية واجتماعية واحدة، بهدف ضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وحماية مستقبل شعوبها وأمنهم.
وبعد ستة وثلاثين عاماً من العمل المشترك والدؤوب والمثمر تبدو المنطقة اليوم أقرب إلى تحقيق حلم الاتحاد الكامل بين دولها وشعوبها، وهو الأمل الذي يتطلع إليه المواطن الخليجي حتى يكون الدرع والمظلة الآمنة في مواجهة التحديات ورافعة التطور والتنمية المتوازية والمستمرة.
وبينما تمضي مسيرة التنفيذ والتطلعات قدماً إلى الأمام، لا ينسى العالم أن فكرة ظهور التكتل الخليجي على أرض الواقع تسجل للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح حيث طرحت الفكرة لأول مرة خلال اجتماعهما الثنائي في أبوظبي في العام 1976، وحتى اكتملت الجهود بالتوقيع على صيغة تأسيس المجلس في أول قمة انعقدت في أبوظبي في مايو/ أيار 1981.
وفي هذا الإطار تقول النائبة في البرلمان البحريني رؤى الحايكي إن القمة الخليجية تمثل بريق أمل لنا جميعاً للإعلان عن الاتحاد الخليجي، فهو مطلب شعبي خليجي، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم.
وإضافة إلى مواطني دول المجلس ينظر المواطن العربي بأمل كبير إلى اجتماعات قمة المنامة والنتائج التي تتمخض عنها، فالتجمع الخليجي نشأ منذ بداياته متخطياً حدود المنطقة ليمد يد الدعم والمساعدة للشعوب العربية والإسلامية، خاصة فيما يتعلق بحل القضايا البينية أو تقديم المساعدات الاقتصادية التي كان لها كبير الأثر في دفع عجلة التنمية وتخفيف وقع الأزمات والكوارث في البلدان العربية والإسلامية.
لقد قدم مجلس التعاون الخليجي للمنطقة وللعالم نموذجاً ناجحاً للعمل المشترك وكان قادة المجلس على الدوام في مستوى التحديات الإقليمية والدولية وفي مستوى تطلعات شعوبهم وآمالهم وطموحاتهم.
ومما لا شك فيه أن قمة المنامة ستضع لبنة جديدة في البناء القائم وترسم الخطط والاستراتيجيات التي تعزز المكتسبات وتضمن عبور المرحلة الانتقالية الراهنة بمخاطرها وتهديداتها.
*نقلا عن الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة