من الزلازل إلى الجائحة.. كيف تغيرت تركيبة أثرياء العالم في 35 عاما؟
في أكتوبر/ تشرين الأول 1987 كان العالم على موعد مع أول قائمة مليارديرات العالم، والتي كانت تعكس خريطة أثرياء العالم آنذاك.
على مدار 35 عاما تتابعت قوائم فوربس لأثرياء العالم، تكشف التحويلات في أعداد المليارديرات وتركزهم في مجالات محددة ودول معينة تظهر التحولات الاقتصادية التي تطرأ على العالم كل فترة.
كما تلقي هذه القوائم الضوء على ملامح تنامي ثروة الأثرياء، وتركزها مع مرور الوقت في شريحة ضئيلة، مقارنة ببقية سكان العالم.
أوائل مليارديرات العالم
شهدت قائمة المليارديرات الأولى، تربع رجل الأعمال الياباني يوشياكي تسوتسومي على القمة بثروة بلغت 20 مليار دولار.
استفاد تسوتسومي الذي كان يشكل قطبا في عالم العقارات النمو غير المسبوق للاقتصاد الياباني في ذلك الوقت بفعل الزلازل، وحافظ على صدارة القائمة لسنوات عديدة قبل انهيار إمبراطوريته.
وضمت القائمة في مقدمتها مؤسس فيات جيوفاني أجنيلي، وتاجر المخدرات الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار، والأسترالي كيري باكر، وعائلة بينيتون.
وانضم إسكوبار لقائمة الأثرياء لسبع سنوات متتالة. وقد قدرت فوربس صافي ثروته في عام 1987 بأكثر من ملياري دولار، وهي الفترة التي عرض فيها سداد ديون كولومبيا في مقابل الحصول على عفو في بلده الأم.
لم يكن هناك مليارديرات من الصين وروسيا، بينما ضمت أول قائمة مليارديرًا واحدًا من الهند.
مع مرور الوقت، نمت دول أخرى في صدارتها الصين وتراجعت أخرى، واختفى الكثير من الوجوه التي تربعت على عرش الأثرياء في نهاية الثمانينيات ليحل محلهم آخرون جدد.
المليارديرات العرب في الصورة
ضمت أول قائمة لفوربس عائلات عربية من ثلاث دول في الشرق الأوسط، ومن بينهم 5 من السعودية، وهم عائلة الراجحي التي جمعت ثروتها من أعمال الصرافة، وعائلة بن محفوظ التي كانت تستثمر في البنوك، وعائلة الجفالي من الإنشاءات وتوزيع السيارات، وسليمان صالح العليان العاملة في مجال الإنشاءات، وعائلة علي رضا التي حصدت ثروتها من الاستثمار في السيارات والتمويل.
كما تضمنت تلك القائمة أيضًا عائلة الغانم من الكويت، ورفيق الحريري والإخوة صفرا من لبنان.
تحولات في خريطة الأثرياء
نجح الياباني تاكيشيرو موري في في إزاحة مواطنه يوشياكي تسوتسومي من صدارة أثرياء العالم في عام 1991 بثروة 15 مليار دولار، وكان يستثمر أيضًا في العقارات، ولكن الأخير عاد في 1993 وعاد لصدارة القائمة مجددًا بثروة 9 مليارات دولار، وواصل تصدره في 1994.
وكان العالم على موعد جديد، مع بزوغ عمالقة جدد في عالم البيزنس بقيادة الطفرة التكنولوجية منتصف التسعينات، حيث الأمريكي بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت صدارة الأثرياء بثروة بلغت 12.9 مليار دولار. وتربع جيتس على عرش المليارديرات لـ 13 عاما على التوالي، إلى أن أزاحه وارن بافيت عن مركزه في 2008 وتصدر القائمة بعد أن قفزت ثروته إلى 62 مليار دولار في ذلك الوقت.
وعاد جيتس إلى المركز الأول في 2009 بثروة 40 مليار دولار، إلا أنه سرعان ما فقده في 2010 لصالح الملياردير المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم الحلو، والذي بلغت ثروته 53.5 مليار دولار، مهيمنا على صدارة قائمة مليارديرات العالم أربع سنوات متتالية حتى عام 2013.
واستعاد جيتس مكانته مرة أخرى في 2014 بثروة قيمتها 76 مليار دولار، ولكن لم يكن ذلك إلى أمر مؤقت حتى بزغ نجم جيف بيزوس مؤسس أمازون، والذي ينفرد بصدارة القائمة منذ عام 2018 وحتى الآن.
أثرياء عصر التكنولوجيا
يستحوذ عمالقة التكنولوجيا حاليًا على المراكز الأولى بقائمة المليارديرات، بقيادة جيف بيزوس الذي بلغت ثروته 177 مليار دولار، ويحل جيتس رابعا بثروة تبلغ 124 مليار دولار.
أما مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك فيحتل المرتبة الخامسة بنحو 97 مليار دولار، ولاري أليسون ولاري بايج وسيرغي برين فيأتون في المراكز السابع للتاسع بثروات 93 مليار دولار، و91.5 مليار دولار، و89 مليار دولار.
ويقدر إجمالي ثروة مليارديرات التكنولوجيا بنحو 2.5 تريليون دولار. وتضم قائمة فوربس 365 ملياردير في قطاع التكنولوجيا.
مليارديرات العرب
اختلفت خريطة أثرياء العرب في عام 2021 عمان كانت عليه في 1987 تماما، حيث باتت تضم القائمة 22 مليارديرا بإجمالي ثروات تبلغ 53.4 مليار دولار.
خرج الملياردير الكويتي قتيبة الغانم من التصنيف في العام الحالي، والذي يتربع على عرشه المصري ناصف ساويرس بصافي ثروة يقدر بنحو 8.3 مليار دولار.
ويحل في المرتبة الثانية الجزائري يسعد ربراب والعائلة بثروة تبلغ 4.8 مليار دولار، ثم ماجد الفطيم والعائلة بنحو 3.6 مليار دولار، يليه نجيب ساويرس بإجمالي ثروة 3.2 مليار دولار، ثم عبد الله بن أحمد الغرير والعائلة بثروة تقدر بـ 2.8 مليار دولار.
وبحسب القائمة هناك 6 مليارديرات من مصر، ومثلهم في لبنان، و4 من الإمارات، واثنين من المغرب وكذلك قطر، مع وجود ملياردير واحد من كل من الجزائر وعمان.
الجدير بالذكر أن فوربس حذفت المليارديرات السعوديين من القائمة منذ عام 2018.
عدد الأثرياء بين 1987و2021
بلغ عدد المليارديرات في قائمة فوربس لعام 1987 نحو 140 ثريا من 24 دولة.
وقفز عدد الأثرياء بشكل كبير خلال العقود الثلاثة الماضية ليصل في القائمة 35 إلى رقم قياسي وهو 2755 مليارديرا من 70 دولة.
ارتفعت القائمة العام الحالي بواقع 2615 مليارديرا مقارنة بعام 1987.
في أول قائمة لفوربس كانت الولايات المتحدة صاحبة أكبر عدد من المليارديرات في ذلك الوقت، تلتها اليابان بـ 24 مليارديرًا، وألمانيا الغربية بـ 13 مليارديرًا، والمملكة المتحدة 7 مليارديرات، وهونج كونج وكندا بـ 6 مليارديرات لكل منهما.
لا تزال الولايات المتحدة تحلق في الصدارة بأكبر عدد من المليارديرات البالغ 724 مليارديرا، تليها الصين والتي تشمل هونج كونج وماكاو بعدد 698 مليارديرا، ثم الهند بعدد 140 مليارديرا، وألمانيا بنحو 136 مليارديرا، وروسيا بعدد 117 مليارديرا.
كان نحو 60% من أثرياء قائمة 1987 من العصاميين، فقد كانت غالبية ثروات أوروبا فقط هي الموروثة وتم اكتساب معظم الثروات من الاستثمار في العقارات والتصنيع والتجزئة.
بينما في 2021، هناك 72% بالقائمة من العصاميين بعدد 1975 مليارديرا.
تطور الثروات
بلغ إجمالي ثروات أول قائمة مليارديرات عام 1987 نحو 295 مليار دولار.
أما في عام 2021 فيبلغ مجموع ثروات المليارديرات 13.1 تريليون دولار، مقارنة بنحو 8 تريليونات دولار في 2020.