مسيرة القافلة الوردية في الإمارات: 56 ألف فحص مجاني
القافلة الوردية في الإمارات سعت إلى تفعيل الدور المجتمعي، من خلال ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي، حيث تمكنت من استقطاب مئات المتطوعين
عملت القافلة الوردية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، منذ انطلاق مسيرتها في الإمارات العربية المتحدة عام 2011، على تكريس جهودها لرفع الوعي بين أفراد المجتمع الإماراتي بأهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، من خلال تقديم الفحوصات المجانية، وتبديد المفاهيم المغلوطة حوله.
وفي طريقها، لتعزيز تلك الجهود سعت القافلة الوردية إلى تفعيل الدور المجتمعي، من خلال ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي، حيث تمكنت من استقطاب مئات المتطوعين، والحصول على الدعم العيني من عدة مؤسسات الرسمية والشركات الخاصة، مما جعل منها نموذجاً لافتاً من نماذج العمل الإنساني.
وشكلت مشاركة المتطوعين من المؤسسات والأفراد، علامة فارقة في مساندة المسيرة، توّجتها مؤسسة الشارقة للإعلام، وبنك الشارقة الإسلامي، بتبرعات سخية، أضيفت إلى التبرعات التي قدمتها الكثير من الجهات والدوائر الحكومية والخاصة.
إنجازات وعطاء
وبتتبع خطى المسيرة على صعيد العمل الإنساني طيلة 8 أعوام، استقطبت المسيرة أكثر من 600 كادر طبي، و770 متطوعاً، و492 فارساً، إلى جانب الإداريين، كما استقبلت عشرات الآلاف من أفراد المجتمع لإجراء الفحوصات المجانية، حيث تجاوزت ساعات العمل التطوعي الإجمالي، أكثر من 300 ألف ساعة تطوع.
وأجرت "القافلة الوردية"، 56667 ألف فحص سريري مجاني، تبلغ قيمة الفحص الواحد 250 درهماً، بإجمالي تجاوز 14 مليون درهم، كما أجرت 2232 فحصاً مجانياً بالأشعة الصوتية، حيث تبلغ تكلفة الفحص الواحد 1000 درهم بإجمالي 2 مليون و232 ألف درهم.
واستفاد من فحوصات الماموجرام المجانية التي أجرتها المسيرة 16 ألفاً و462 شخصاً، بتكلفة تبلغ للفحص الواحد في العيادات الخارجية 1000 درهم، ليصل إجمالي تكلفة الفحوصات منذ انطلاق المسيرة 16 مليوناً و462 ألفاً، وإجمالي تكلفة الفحوصات المجانية مجتمعة نحو 33 مليون درهم (32860750 درهم)، عمل عليها المتطوعون لأكثر من 311646 ساعة.
كوادر طبية متطوعة
وشهدت "القافلة الوردية" تطوع 83 كادراً طبياً سنوياً، عملوا لمدة 11 يوماً بواقع 15 ساعة في اليوم، وبإجمالي 165 ساعة عمل للشخص الواحد طيلة أيام المسيرة، حيث وصل عدد الكوادر الطبية المتطوعة 664 شخص قدموا 13695 ساعة تطوع خلال المسيرة الواحدة، بإجمالي 109560 ساعة تطوع على مدى ثماني سنوات.
وقدمت الكوادر الطبية على مدى ثماني سنوات، خدمات جليلة رسخت قيمة العمل المجتمعي الإنساني، من خلال جهودها في توفير الفحوصات لكافة المراجعين الراغبين بإجرائها، أو بالحصول على الاستشارات والنصائح الطبية التوعوية، حول أعراض وسبل مكافح المرض.
متطوعون وفرسان
واستقبلت مسيرة "القافلة الوردية" منذ انطلاقها 770 متطوعاً، عمل كل منهم لمدة 11 يوماً، بواقع 14 ساعة في اليوم، و154 ساعة خلال المسيرة، وبإجمالي 118580 ساعة تطوع، بذلوا خلالها جهوداً كبيرة، ساهمت في نجاح جهود المسيرة، وتيسير برنامج الفحص والتوعية والمسير.
أما مشاركة الفرسان فقد بلغت، 492 فارساً، عمل كل منهم بواقع 13 ساعة في اليوم، و143 ساعة للشخص الواحد وبإجمالي 70499ساعة، خلال السنوات السبع الأولى، فيما انضم إلى المسيرة الثامنة 91 فارساً، قدموا 7007 ساعة عمل، ليكون إجمالي السنوات الثماني 77506 ساعات عمل تطوعي.
ويترأس فرسان القافلة الوردية دوماً طليعة المسيرة التي تنطلق سنوياً من إمارة الشارقة، عبر عدد من المسارات، حيث قطع حوالي 492 فارساً وفارسة أكثر من 1700 كيلومتر، جابوا خلالها مختلف مدن وإمارات الدولة، ليساهموا في أداء دورهم المجتمعي التوعوي.
إداريون ومشرفون
لم يقتصر العمل التطوعي على الأفراد من خارج الكوادر العاملة في المسيرة، بل ضرب الإداريون والمشرفون فيها مثالاً على القدوة الحسنة، بتطوعهم لساعات عمل إضافية، عقدوا ضمنها 10 اجتماعات في السنة، لمدة خمس ساعات وبحضور 15 شخصاً، ليبلغ عدد ساعات التطوع 75 ساعة في السنة الواحدة، و6000 ساعة على مدى ثمانية أعوام.
وقالت ريم بن كرم، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية: "تمكنت مسيرة القافلة الوردية خلال ثماني سنوات، من تحقيق العديد من أهدافها، حيث استطاعت بجهود كوادرها، رفع نسبة الوعي بين مختلف أفراد المجتمع، وتغيير الصورة النمطية حول سرطان الثدي والمتعلقة بأنه يصيب النساء فقط"
وأضافت "ركزت المسيرة أهمية الفحوصات المبكرة، نظراً لدورها الكبير في الكشف عن المرض، وسهولة علاجه إذ تشير الدراسات إلى أن 98% من الحالات التي يتم اكتشافها مبكراً يتم شفائها تماماً، ومن ناحية أخرى فقد باتت العديد من النساء يمتلكن ثقافة صحية، واطلاعاً واسعاً حول مرض سرطان الثدي، بل وباتت الكثير منهن عناصر فاعلة في الحملات التوعوية التي تطلقها المسيرة".
وأوضحت بن كرم: "رسخت (القافلة الوردية) مفاهيم العمل التطوعي والإنساني، من خلال استقطاب أصحاب جهود نبيلة، وأيادٍ بيضاء، لم نكن لنصل إلى أهدافنا من دون مشاركتهم خلال السنوات الثماني الماضية، وهو ما زاد من مسؤولياتنا في مواصلة الجهود، والمثابرة للوصول إلى مجتمع واعٍ، ومثقف صحياً، وعلى دراية تامة بسبل الوقاية من مرض السرطان، وطرق الفحوصات الذاتية، إلى جانب مواصلة الفحوصات الدورية".
وتحظى مسيرة فرسان القافلة الوردية، برعاية كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة من قرينته، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وعلى مدار الأعوام الماضية، نجحت المسيرة في تقديم عطاءات لا محدودة في سبيل مكافحة سرطان الثدي، وتعزيز الوعي المجتمعي به، وتبديد المفاهيم المغلوطة حوله، وتوفير الفحوص المجانية للكشف عنه.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA=
جزيرة ام اند امز