ماري لوبان.. "سيدة الثلاثيات" تنشد حكم فرنسا
ثالث محاولة لكسب ود الإليزيه والفوز برئاسة فرنسا، تعكس مسيرة سياسية طويلة، ورغبة ملحة في الجلوس على المقعد الأهم في البلد الأوروبي.
فماري لوبان المولودة في 1968، تخوض غدا الأحد الانتخابات الرئاسية الفرنسية لثالث مرة، بعد هزيمتين سابقتين، كانت إحداهما في الدورة الثانية من الانتخابات الماضية، وعلى يد خصم الغد، الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون.
لكن المحاولة الثالثة ليست كالمحاولات السابقة، فالسيدة المثيرة للجدل غيرت خطابها وقضايا حملتها الانتخابية بشكل كبير، وتركز على موضوعات ذات أهمية فائقة للشارع الفرنسي، فضلا عن تحقيقها أرقاما جيدة للغاية في استطلاعات الرأي.
وأمس، قلصت مرشحة اليمين المتطرف الفارق مع متصدر السباق إلى الإليزيه الرئيس إيمانويل ماكرون إلى نقطتين، قبل يومين من الاقتراع.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شركة إيلاب الفرنسية للأبحاث والاستشارات اليوم الجمعة، أن ماكرون سيفوز بالمرتبة الأولى في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد المقبل، محققا 26% من الأصوات، متراجعا نقطتين مقارتة بآخر استطلاع.
فيما ستحل لوبان في المركز الثاني بنسبة 25%، بزيادة نقطتين عن آخر استطلاع، وفق الاستطلاع ذاته.
وفي جولة الإعادة المقررة أواخر الشهر الجاري، توقع الاستطلاع فوز ماكرون بالرئاسة بـ51% من الأصوات بفارق نقطتين فقط عن لوبان التي ستحصل على ٤٩%، وهي أفضل نتيجة للوبان في استطلاعات الرأي.
من هي ماري لوبان؟
لوبان هي سياسية فرنسية وبرلمانية أوروبية، ورئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني؛ كما أنها ابنة مؤسسه ورئيس الجبهة السابق جان ماري لوبان الزعيم اليميني الذي خاضت ضده صراعا حول زعامة الحزب.
السياسية اليمنية حائزة على شهادة جامعية في القانون، ومارست مهنة المحاماة بين 1992 و1998، قبل أن يجري انتخابها عضواً في البرلمان الأوروبي في عام 2004 وأعيد انتخابها في 2009.
لوبان لم تخف أبدا تطلعاتها لقمة السياسة، وبدأت المسيرة برئاسة حزب الجبهة الوطنية "يمينية متطرفة" في 16 يناير/كانون الثاني 2011، وكانت مرشحة الجبهة للرئاسة الفرنسية في عام 2012، لكنها لم تتخط الجولة الأولى.
وفيما يتعلق بالحياة الخاصة، تنتسب لوبان إلى الروم الكاثوليك، وتزوجت في عام 1995 من فرانك تشوفروي، وهو مدير أعمال سابق في الجبهة الوطنية، ولديها ثلاثة أبناء (جيهان، لويس، وماتيلد).
وفي عام 2000، حصلت على الطلاق من تشوفروي، ثم تزوجت من اريك لوريو، الأمين الوطني السابق للجبهة الوطنية في عام 2002، قبل أن تحصل أيضا على الطلاق منه في عام 2006.
وفي الوقت الحالي، تخوض لوبان ثالث محاولة ارتباط في حياتها، إذ إنها تعيش مع السياسي لويس أليوت منذ عام 2009.
انتخابات 2017
وتعد الانتخابات الرئاسية في عام 2017 أحدث تجربة للوبان على هذا المستوى، حيث حلت في المرتبة الثانية في الجولة الأولى بـ21.30% من الأصوات، خلف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الذي تصدر السباق بـ24.01٪.
وفي الجولة الثانية من الانتخابات في 7 مايو /أيار 2017، حصلت لوبان على 33.94% من الأصوات، فيما فاز ماكرون بالرئاسة بنسبة 66.06%.
الحملة الحالية
في الفترة الأخيرة، عملت لوبان، التي تصف نفسها بأنها نسوية، على تلطيف صورتها، وتقديم نفسها كمعتدلة، مع التركيز على القضايا التي تشغل الشارع.
واختارت ماري لوبان لحملتها، شعار "حان الوقت"، في إشارة إلى أن دورها حان لدخول الإليزيه عبر صناديق الاقتراع.
وللوصول إلى ذلك، أعدت لوبان برنامجا انتخابيا تضمن لائحة طويلة من التعهدات أبرزها زيادة الحد الأدنى للمعاش التقاعدي، ومنع شغل الوظائف الفرنسية من قبل الأجانب، ومحاربة المخدرات، وتدريب ورفع رواتب مقدمي الرعاية والتمريض، وتقنين المساعدات الطبية للأجانب، وإنهاء إلزامية لقاح كورونا.
كما تنوي مرشحة اليمين المتطرف حظر نشر "الفكر الإسلامي"، وتقوية الاستخبارات، وزيادة ميزانية الأمن والعدالة وقدرة السجون على الاستيعاب، وتخطط لإعادة السلطة إلى الشرطة في استخدام العنف عند الحاجة "دون خوف".
كما يشمل برنامج لوبان إلغاء تعليم اللغات والثقافات الأصلية، وزيادة رواتب المعلمين، وتقديم مساعدة كاملة للطفل الثاني لزيادة معدل المواليد، كما تريد تأميم الطرق السريعة، وإنشاء وزارة مكافحة الاحتيال.
وبذلك، عملت لوبان بشكل واضح على نقل حزبها لتغطية موضوعات جديدة، مثل القوة الشرائية والاقتصاد والعدالة، بعد أن كانت تعتمد حصرا على خطاب متطرف معاد للمهاجرين، في محاولة لتوسيع قاعدة تأييدها والفوز بالرئاسة الفرنسية.
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز