"مريم المهيري" تؤكد أهمية تعزيز جهود الابتكار لتطوير نظم غذاء مستدامة
أكدت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أهمية دفع جهود الابتكار لتطوير نظم الغذاء القائمة.
وكذلك دعم مبادرات الزراعة الذكية مناخياً في جميع أنحاء العالم، من أجل تعزيز الأمن الغذائي العالمي على أسس مستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في قمة "الابتكار الزراعي للمناخ" التي تم نظمتها وزارة الزراعة الأمريكية اليوم في واشنطن بالتعاون مع وزارة التغير والمناخي والبيئة.
وتأتي القمة ضمن مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ" -التي تم إطلاقها عام 2021 بالتعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف للمناخ COP26 في غلاسكو عام 2021، بهدف مضاعفة الاستثمار في الزراعة الذكية مناخياً وابتكار النظم الغذائية ودعمها عالمياً.
وشهدت القمة حضور توم فيلساك وزير الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وال جور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، والعديد من الوزراء وممثلي العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية المشاركة في مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ.
ورافق مريم المهيري خلال القمة، المهندس محمد الأميري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة، ووفد من الوزارة يضم عددا من قياداتها.
استثمارات زراعية "مبتكرة" بقيمة 13 مليار دولار
وأعلنت قمة الابتكار الزراعي مناخياً عن أحدث إنجازاتها خلال الحدث، أبرزها زيادة التعهدات باستثمار أكثر من 13 مليار دولار في أنظمة ومشاريع الزراعية المبتكرة، ونمو شركاء المبادرة إلى أكثر من 500 شريك حول العالم.
وأكدت مريم المهيري أن تعزيز الأمن الغذائي الوطني والعالمي وفق أسس مستدامة قائمة على التكنولوجيا والابتكار، يعد أحد ركائز استراتيجية الإمارات الوطنية للأمن الغذائي 2051، والتي تهدف دولة الإمارات من خلالها إلى الارتقاء بكامل سلسلة القيمة الغذائية وبناء مستقبل مستدام للجميع.
وقالت "تسعى دولة الإمارات برؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة لبناء أسس راسخة للتعاون الدولي من أجل إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجه نظم الغذاء والزراعة العالمية، في إطار أكبر يهدف إلى مواجهة التغيرات المناخية والحد من آثارها السلبية على مستقبل البشرية، وتجسد مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ -التي تم إطلاقها بالتعاون بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية- هذا التوجه المهم والذي يعكس حرصنا على تحويل النظم الزراعية العالمية إلى نظم أكثر تطوراً واستدامة من أجل مواجهة نقص المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة في الكثير من البلدان، والمساهمة بذلك في القضاء على الجوع في العالم".
وأضافت "نفخر بالنتائج التي حققتها مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، حيث تدعونا تلك النتائج للتفاؤل بشأن مستقبل الغذاء في العالم وزيادة المحاولات الجادة والملموسة من أجل إدارة نظمنا الزراعية والغذائية بشكل يواكب تحدياتنا وتطلعاتنا نحو المستقبل. تأتي هذه المبادرة الطموحة نتيجة للعلاقة الوثيقة والتعاون المستمر بين الإمارات والولايات المتحدة، لا سيما في مجال العمل البيئي والمناخي. سعداء بالتقدم الذي أحرزناه حتى الآن ونحن عازمون على تسريع الإنجاز من أجل تعزيز هذه المبادرة ومجالات التعاون الأخرى".
تطوير نظم الزراعة العالمية
وقالت "بينما تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ COP28، فإننا حريصون على مواصلة الزخم من خلال قيادة النقاشات حول تطوير نظم الزراعة العالمية، حيث سيكون تحول النظم الغذائية الزراعية أحد المجالات الرئيسية لجدول أعمال المؤتمر العالمي، وذلك في إطار العمل المكثف من أجل تحديث أنظمتنا الغذائية العالمية وتعزيز استجابتها لتحديات المناخ والأمن الغذائي والمخاوف التغذوية حول العالم".
من جانبه قال توم فيلساك "يستمر التغير المناخي في التأثير على الممارسات الزراعية طويلة الأمد في كل دولة، ومن الضروري وجود التزام عالمي قوي لمواجهة تحديات تغير المناخ وبناء أنظمة غذائية أكثر استدامة وإنصاف ومرونة".
وأضاف "نحتاج إلى أن نعمل جميعًا معًا لمواجهة تحديات تغير المناخ والأمن الغذائي من خلال التقنيات والأساليب المبتكرة. تمنحني قمة الابتكار الزراعي للمناخ الأمل في الارتقاء إلى مستوى أفضل لأن الأجيال القادمة تعمد علينا في ذلك".
وخلال إطلاق قمة "الابتكار الزراعي للمناخ"، أعلن كل من مريم المهيري ومعالي توم فيلساك عن تحقيق المبادرة الرائدة عددا من الإنجازات، وعلى رأسها زيادة الاستثمار، حيث شهدت المبادرة زيادة التعهدات باستثمار أكثر من 13 مليار دولار في أنظمة ومشاريع الزراعية المبتكرة، متجاوزًا التحدي الذي أعلن عنه المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري في مؤتمر الأطراف COP27، والقاضي بتحقيق المبادرة تعهدات بقيمة 10 مليارات دولار بحلول مؤتمر الأطراف COP28 في الإمارات بنهاية عام 2021 الجاري.
كما أعلنت القمة عن وجود 21 سباقًا جديدًا للابتكار يبلغ مجموعها 1.8 مليار دولار إضافي في زيادة الاستثمار في الزراعة الذكية مناخيًا وابتكار النظم الغذائية، وبذلك يصل العدد الإجمالي لعمليات الابتكار إلى 51 بما قيمته أكثر من 3 مليارات دولار.
أما فيما يتعلق بالشركاء الجدد، فقد أعلنت القمة عن انضمام حكومات الأرجنتين وفيجي وغواتيمالا والهند وبنما وباراغواي وسريلانكا إلى المبادرة، وبذلك يصل العدد الإجمالي للحكومات وسباقات الابتكار وشركاء المعرفة إلى أكثر من 500.
وتأتي القمة ضمن زيارة تقوم بها مريم المهيري إلى الولايات المتحدة، تقابل خلالها عددا من المسؤولين وممثلي مجتمع الأعمال في الولايات المتحدة، لمناقشة أحدث المستجدات والجهود في مجال التغير المناخي والأمن الغذائي، وبحث سبل التعاون في هذه المجالات.