"مصدر" الإماراتية.. استثمارات في 40 دولة تتخطى 20 مليار دولار
واصلت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" خلال عام 2021 ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة.
وتسهم "مصدر" بدور فاعل في دفع عجلة نمو القطاع في العالم بما يدعم توجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى نشر التقنيات النظيفة وحلول الطاقة المتجددة على أوسع نطاق وتعزيز الجهود العالمية في مجال العمل المناخي والمضي قدماً في تنفيذ مبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
ورسخت الشركة خلال العام الماضي مكانتها كشركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النظيفة وذلك عبر الاتفاقية الاستراتيجية بين "طاقة" و"مبادلة" و"أدنوك" لامتلاك كل منها حصة في "مصدر"، بهدف تطوير محفظة عالمية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، بسعة إنتاج حالية وحصرية تبلغ أكثر من 23 جيجاواط من الطاقة المتجددة، لتصبح "مصدر" بذلك واحدة من أكبر الشركات من نوعها على مستوى العالم.
وعززت الشركة من مشاريعها وأنشطتها التجارية في إطار استراتيجيتها بعيدة المدى التي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام لأجيال المستقبل، ودعم الأهداف الاقتصادية التنموية والاجتماعية لدولة الإمارات ومواصلة مسيرة البناء والعطاء بما يعكس تطلعات الدولة ويتماشى مع "مبادئ الخمسين".
وقال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لـ"مصدر": "استطاعت "مصدر" تحقيق العديد من الإنجازات خلال العام الحالي، مواصلةً بذلك جهودها الرائدة في نشر حلول الطاقة النظيفة على أوسع نطاق، وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة التي تدعم العمل المناخي العالمي وتسعى لتعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة وتطبيق نماذج الأعمال التي يمكن أن تحقق عوائد أكبر في المستقبل".
وأشار إلى أن مشاريع واستثمارات الشركة قد توسعت بشكل ملفت خلال العام الحالي لتصل إلى قرابة 40 دولة حول العالم، بقيمة إجمالية تفوق الـ20 مليار دولار أمريكي.
وقدرة إجمالية للمشاريع بلغت حوالي 14 جيجاواط، لترسخ بذلك مصدر مكانتها كواحدة من أبرز الشركات المستثمرة عالمياً في مشاريع الطاقة المتجددة والاستدامة والتقنيات الجديدة، وإحدى الداعمين للجهود العالمية لإزالة الكربون وتحقيق الحياد المناخي.
وشهد عام 2021 تدشين "مصدر" عدداً من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتوقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع مستقبلية في العديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية، والعراق، والولايات المتحدة، وأوزبكستان، وبولندا، وإندونيسيا، وإثيوبيا، وأوكرانيا، وكازاخستان، وأرمينيا، وأذربيجان، واليونان.
ودشنت "مصدر" في أغسطس الماضي محطة "نور نافوي" للطاقة الشمسية في أوزبكستان، والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 100 ميجاواط، وتعد أول محطة طاقة شمسية كهروضوئية على مستوى المرافق الخدمية في أوزبكستان، كما افتتحت "مصدر" وصندوق "تاليري سولار ويند 2"، مشروعين لطاقة الرياح يتشاركان في ملكيتهما في بولندا.
وكشفت "مصدر" في فبراير الماضي عن استكمال إغلاق المرحلة الأولى من صفقة الاستحواذ على 50% من محفظة مشاريع الطاقة النظيفة بقدرة 1.6 جيجاواط في الولايات المتحدة من شركة "إي دي إف رينوبلز أميركا الشمالية"، كما تم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين شركة مبادلة للاستثمار وشركة "مصدر"، و"دي تي إي كي" الأوكرانية، بهدف استكشاف إمكانات الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة في أوكرانيا.
وتواصل الشركة الأعمال الإنشائية في مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح بالمملكة العربية السعودية، حيث تم ربط المحطة بشبكة الكهرباء الرئيسية.
وتقود "مصدر" ائتلاف تطوير المشروع الذي يضم إلى جانبها شركتي "إي دي إف رينوبلز" و"نسما"، ويتعاون الائتلاف أيضاً في تطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاواط في مدينة جدة السعودية.
ووقعت "مصدر" خلال عام 2021 العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بهدف تطوير مشاريع متنوعة في مجال الطاقة النظيفة، فأنجزت اتفاقية مع صندوق المصالح الوطنية في أرمينيا لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 400 ميجاواط في الدولة، واتفاقية مع الحكومة الأرمينية لتطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية "آيج-1" بقدرة 200 ميجاواط.
كما وقّعت "مصدر" اتفاقية مع مجموعة "ترايب انفراستركتشر" المتخصصة في استشارات وتطوير البنى التحتية، لتأسيس شركة غايتها تطوير مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة على مستوى المرافق الخدمية في أستراليا.
العراق
وأبرمت "مصدر" اتفاقية تنفيذ مع وزارة الكهرباء والهيئة الوطنية للاستثمار بالعراق، لتطوير 5 مشاريع طاقة شمسية في مناطق مختلفة من العراق بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ واحد جيجاواط.
ووقعت كذلك اتفاقية شراكة مع شركة مرافق الكهرباء "بي تي بي جاوا بالي" التابعة لشركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا، لتولي مهمّة تطوير محطة شيراتا للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، وهي الأولى من نوعها في إندونيسيا، وتبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 145 ميجاواط، واتفاقية مع شركة "برتامينا باور أندونيسيا"، التابعة لشركة النفط والغاز الوطنية بأندونيسيا، لاستكشاف فرص تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية عائمة وبرية وتوظيف تقنيات الطاقة النظيفة فيها.
كما وقعت "مصدر" في شهر مارس الماضي مذكرة تفاهم مع "بتروناس" لبحث فرص التعاون والاستثمار المشترك في تطوير مشاريع طاقة متجددة في جميع أنحاء قارة آسيا وخارجها، سواء في ماليزيا أو فيتنام وتايوان.
اليونان
وفي اليونان، اتفقت "مصدر" و"تاليري انرجيا" على تطوير محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 65 ميجاواط من خلال شركة "مصدر-تاليري جنريشن"، ويعد هذا المشروع أولى استثمارات "مصدر" في السوق اليونانية.
ووقعت "مصدر" خلال مارس أيضاً اتفاقاً مع حكومة جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 500 ميجاواط في مواقع متعددة في إثيوبيا.
كما أعلنت "مصدر" خلال أبريل الماضي، عن توقيع اتفاقية لتطوير أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق في جمهورية أذربيجان، ويعتبر المشروع الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 230 ميجاواط أول مشروع مستقل للطاقة الشمسية باستثمار أجنبي في البلاد وبصيغة شراكة بين القطاعين العام والخاص.
مبادلة
وقد أعلنت شركة مبادلة للاستثمار /مبادلة/ وشركة بترول أبوظبي الوطنية /أدنوك/ وشركة "القابضة " /ADQ/، عن توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس "ائتلاف أبوظبي للهيدروجين"، حيث سيتعاون شركاء الائتلاف لترسيخ مكانة أبوظبي كمُصدِّر موثوق للهيدروجين الأخضر .
وفي إطار هذا التحالف، أعلنت "مصدر" عن انضمامها إلى دائرة الطاقة في أبوظبي، وشركة الاتحاد للطيران، ومجموعة "لوفتهانزا"، وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وشركة "سيمنز" للطاقة، وشركة "ماروبيني" في مبادرة تهدف إلى تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والشحن والطيران.
كما وقعت كل من شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "بي بي" البريطانية، اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتطوير مركزين للهيدروجين النظيف في دولة الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاج أولية لكل منهما تقدر بـ 1 جيجاواط في كل من البلدين.
وفي مجال التطوير العمراني المستدام، فقد واصلت مدينة مصدر توسعها خلال العام 2021 حيث تعد مدينة مصدر مركزاً رائداً لمبادرات البحث والتطوير المعتمدة في أبوظبي، وتضم مجموعة من الشركاء الرئيسيين والمشاريع الرائدة في مجال التكنولوجيا والبحث والتطوير، وكذلك مؤسسات وشركات معنية بالنهوض بأجندة الاستدامة وقيادة الابتكار والتكنولوجيا.
ومن خلال منطقتها الحرة التي شهدت هذا العام استقطاب مزيد من الشركات التي تنوعت بين شركات دولية ومتوسطة وصغيرة وناشئة، تلتزم جميعها بالمساهمة في دعم تنفيذ أجندة الاستدامة وتطوير ابتكارات من أجل بناء مجتمعات أكثر استدامة، وباتت المدينة تحتضن حالياً أكثر من 1000 شركة تستفيد من البنية التحتية الرقمية الاستثنائية التي توفرها المدينة بالإضافة إلى الأطر التشريعية المتطورة ومبادرات البحث والتطوير.
وقد أطلقت المنطقة الحرة في مدينة مصدر خلال شهر أغسطس الماضي حزمة جديدة من خيارات تأسيس الأعمال للشركات الجديدة والقائمة والعاملة حالياً ضمن مدينة مصدر، بالإضافة إلى حزمة مخصصة لرائدات الأعمال بهدف تعزيز نمو الشركات التي تديرها النساء في دولة الإمارات.
وفضلاً عن ريادتها في مجال التطوير العمراني المستدام، تشجع المدينة ريادة الأعمال من خلال "وحدة دعم الابتكار التكنولوجي"، وهي أول مسرعة أعمال للشركات الناشئة المتخصصة بالاستدامة في منطقة الشرق الأوسط.
كما تعتبر المدينة وجهة مثالية للعيش والعمل والترفيه، بما تتضمنه من مرافق مخصصة للزوار والمقيمين والموظفين، من قبيل متنزهي "مصدر بارك" و"سنترال بارك" وعدد من منافذ البيع والمطاعم ومرافق المشي وممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
وكانت "مصدر" قد استهلت العام 2021 بعقد دورة افتراضية من أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه الشركة سنوياً في إمارة أبوظبي، حيث أقيمت فعاليات الأسبوع عبر وسائل الاتصال المرئي بسبب ظروف الجائحة وركزت على سبل تحقيق التعافي الأخضر في العالم، وقد حققت هذه الدورة من الأسبوع نجاحاً كبيراً على مستوى المشاركة والتفاعل والنتائج.
وتستعد "مصدر" لاستضافة دورة جديدة من أسبوع أبوظبي للاستدامة من 15 إلى 19 يناير الجاري، ومن المقرر إقامة حفل افتتاح الأسبوع وحفل تكريم الفائزين بجائزة زايد للاستدامة ضمن فعاليات إكسبو 2020 دبي، في تعاون يعكس الجهود المشتركة لكل من "أسبوع أبوظبي للاستدامة" "إكسبو 2020 دبي" لتعزيز أجندة الاستدامة العالمية، مما يساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة في مجال العمل المناخي.
وستركز الدورة على مناقشة عدد من الموضوعات الرئيسية التي تشمل تنفيذ الالتزامات العالمية الخاصة بالحياد المناخي، ورحلة الاستعداد لعقد مؤتمر المناخ "كوب-28" الذي سوف تستضيفه دولة الامارات العربية المتحدة في العام 2023 .
بدورها أعلنت جائزة زايد للاستدامة الجائزة العالمية الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات لتكريم حلول الاستدامة المبتكرة، وتديرها شركة "مصدر"، استلامها 4000 طلب للمشاركة من 151 دولة في دورتها لعام 2022 محققة بذلك رقماً قياسياً على صعيد عدد الدول التي تمثل أكثر من ثلاث أرباع العالم.
وسجلت الجائزة ومع إغلاق باب المشاركة زيادة بنسبة 68.5 في المائة عن الدورة الماضية فيما كانت قد استقبلت طلبات المشاركين في ظل ظروف جائحة "كوفيد - 19" العالمية لفترة وصلت إلى ستة أشهر.
وواصلت المبادرة العالمية لجائزة زايد للاستدامة "ما بعد 2020"، خلال العام 2021 جهودها في توفير حلول وتقنيات مؤثرة لعدد من المجتمعات النائية في مختلف أنحاء العالم، وذلك بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.
وكان عام 2021 حافلاً بالجوائز والتكريمات التي حصلت عليها "مصدر" بفضل المشاريع التي تقوم بتطويرها في مختلف الدول، فقد حصلت على جائزة "أفضل شركة طاقة للعام 2021"، خلال الحفل السنوي لتوزيع جوائز "جلف بزنس" ..وقد تم تكريم "مصدر" بهذه الجائزة المرموقة للمرة الثالثة، بعد أن فازت بها في عامي 2016 و2017.
ونالت "مصدر" جائزة الطاقة العالمية للتميز2021 المرموقة من "اس آند بي جلوبال بلاتس"، وذلك بعد منافسة مع شركات رائدة من مجمل قطاع الطاقة، وفازت "مصدر" بجائزة "أفضل شركة للطاقة النظيفة والتطوير العمراني الحضري في دولة الإمارات العربية" التي تمنحها مجلة "جلوبال براندز"، وحصلت على جائزة "غلوبال ايكونوميكس" عن فئتين هما شركة الطاقة المتجددة الأكثر ابتكاراً، وأفضل شركة في مجال التنمية المستدامة.
وفي مجال التطوير العمراني المستدام، فقد حصلت المرحلة الثانية من مشروع المجمع السكني المستدام في مدينة مصدر على جوائز "إعادة التفكير في المستقبل" 2021، وفي مجال الطاقة النظيفة، حصل مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية على جائزة أفضل "مشروع على نطاق المرافق" من جمعية الشرق الأوسط لصناعة الطاقة الشمسية.